ايرلندي يسجّل أصوات غناء كل أنواع الطيور ليدقّ ناقوس خطر انقراضها  

أ ف ب-الامة برس
2025-05-24

 

عالم الطيور الايرلندي شون رونين يسجل أصوات العصافير بالقرب من كوف في 3 نيسان/أبريل 2025 (أ ف ب)قبل أربع سنوات، شَرَعَ الإيرلندي شون رونين بتسجيل غناء كل أنواع الطيور في بلده، ومن بينها عدد كبير مهدّد بالانقراض، ويهدف من هذا الأرشيف الصوتي الفريد إلى دقّ ناقوس الخطر للحفاظ على الأنواع النادرة، وفي الوقت نفسه إلى إحياء الأمل بإمكان القيام بذلك.

ويقول عالِم الطيور البالغ 37 عاما لوكالة فرانس برس من منزله بالقرب من كوف، في جنوب ايرلندا: "الطيور في خطر في ايرلندا، كما هي الحال في مختلف أنحاء العالم. يقلقني فقدان الحياة البرية سواء على المستوى الصوتي أو المادي".

ويضيف "لكنني أركّز على الأمل والجمال".

وتشير المنظمات المعنية بحماية الطبيعة إلى أن نسبة تبلغ نحو 63 في المئة من الطيور في ايرلندا مصنّفة على أنها معرضة لخطر الانقراض الشديد أو المتوسط.

وتمكّن شون رونين بفضل التسجيلات التي يجريها منذ أربع سنوات من توثيق أصوات 201 من أنواع الطيور، أي أكثر من 12 ألف مقطع صوتي من مختلف أنحاء بلده.

ولم يتبق له سوى توثيق نوعين هما القطرس الكبير والبلقشة الحمراء الصدر.

ويرى أن "الناس لما كانوا ليتركوا الحياة البرية تنقرض أبدا ولكانت عقلياتهم تغيرت لو أدركوا مدى روعة" هذه الطبيعة.

-ضحكات ودموع -

تُعرَف ايرلندا بمناظرها الطبيعية الخلابة وبخضرتها، لكن الشاب البالغ ثلاثين عاما يرسم صورة قاتمة جدا يصفها بأنها "واقعية" بتوقعه تدهور المشهد الطبيعي وتناقص أعداد الطيور بفعل اختفاء مواطنها.

ويشرح  أن معظم ايرلندا تتكون من حقول مزروعة بكثافة، محاطة بأشجار مقصوصة، وأراضٍ مستغلة بشكل مفرط للرعي، وغابات أصلية تم تقليصها إلى الحد الأدنى.

ويوضح أن مزارع الصنوبريات غير المحلية المنشأ، وهي زراعة توصف بأنها "صناعية"، تمثل نحو 9 في المئة من غابات ايرلندا، وتشكل أيضا تهديدا للتنوع الحيوي.

ويقول خبير الحياة البرية  "أحاول أن أُبيّن للناس جمال ما نخسره وما نحتاج إلى الوقوف من أجله والقتال من أجله".

ونشر رونين في العام المنصرم كتابا وأصدر ألبومين وصنع فيلما وثائقيا. أما المحاضرات التي يلقيها في ايرلندا، فيكون الحضور فيها كثيفا.

ويرى شون رونين أن "صوت الحياة البرية أداة رائعة لربط الناس بالطبيعة وتعريفهم بكل ما هو موجود على مقربة منهم". ويضيف "إذا كنت تعرف جارك، فمن المرجح أن تساعده".

في محاضراته، يروي شون رونين الذي تم تشخيصه بالتوحد عندما أصبح بالغا قصة حياته وكيفية تجذّر الطبيعة بعمق فيها.

كذلك يعرض مقاطع صوتية من الزقزقة والغناء والصراخ والأصوات الغامضة، طالبا من الجمهور تخمين مصدرها.

وفي بعض المقاطع، يمكن سماع الطيور وهي تقلد حيوانات أخرى، منها الكلاب وأنواع أخرى من الطيور.

ويقول "بعض الأنواع في أرشيفي قادرة على تقليد غناء ما بين 30 إلى 40 نوعا آخر".

وغالبا ما يضحك الجمهور خلال محاضرات رونين، لكنه يبكي أيضا ويحزن عندما يلمس المخاطر المحدقة بالطيور في ايرلندا.

- "الوقوع في الحب مجددا" -

وينظّم شون رونين رحلات عند شروق الشمس، ويأخذ مجموعات صغيرة إلى الغابات الصامتة لكي تعيش من كثب تجربة استيقاظ الحياة البرية.

ويشير إلى أن غناء الطيور الصباحي، وهو عبارة عن صخب صوتي يتصاعد تدريجيا، مؤشر إلى "صحة البيئة".

ويوضح خلال جولات شاركت فيها وكالة فرانس برس أن "الموطن يكون سليما كلما كان التنوع فيه أكبر".

وبعد أن يجهّز مسجل الصوت والميكروفون المكافئ والحامل الثلاثي القوائم، لا يلبث أن يرصد ألحان مختلف أنواع الطيور التي تستيقظ.

كذلك يضع شون رونين أجهزة تسجيل لمدة أسابيع أو حتى أشهر في أماكن نائية تتجمع فيها الطيور.

ويقول "عندما نعود كمجتمع إلى حب الطبيعة واحترامها كما فعلنا من قبل، فستحدث أمور جميلة".

 

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي