
تظهر أثناء الحمل مجموعة شائعة ومتنوعة من التغييرات في جسم المرأة، تتراوح ما بين تغيرات هرمونية وأخرى نفسية وجسدية، وتقرير اليوم يركز على التغيرات الهرمونية أثناءالحمل وتأثيرها على الجسم والنشاط المناعي للحامل، ما يجعل الحامل تعاني الكثير من المشاكل الصحية المفاجئة والسريعة طوال فترة الحمل، والتي يصعب تحملها أحياناً، والتي لا تؤثر على الحالة المزاجية فقط إنما تمتد لصحة الحامل والجنين.
اللقاء والدكتور حافظ السيد أستاذ النساء والولادة يقوم بتعريفنا بحقيقة بعض التغيرات الهرمونية، وتفاعلاتها الصحية والمرضية التي تظهر على جسم الحامل، والأهم كيفية التعامل معها، في نقاط مبسطة، بحسب سيدتي.
الحامل والتغيرات الهرمونية
التغيرات الهرمونية التي تأتي أثناء الحمل فريدة من نوعها، حيث تعاني النساء الحوامل من زيادات مفاجئة وكبيرة من هرمون الإستروجين بحوالي أكثر من 100 مرة خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل.
كما يزيد هرمون البروجسترون أيضاً بسرعة في أثناء الحمل، والذي يرتبط عادة بالطاقة، بينما يرتبط البروجسترون بالاسترخاء، إضافة إلى تغيرات في كمية ووظيفة عدد من الهرمونات الأخرى.
وهرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون هما هرمونات الحمل الرئيسية؛ حيث تنتج المرأة كمية أكبر منهما أثناء الحمل مقارنةً بحياتها بأكملها عندما لا تكون حاملاً.
أسرار التعامل مع التغيرات الهرمونية أثناء الحمل تابعيها خطوة بعد خطوة
تأثير هرمون الاستروجين على الجسم:
تأثير هرمون البروجسترون على جسم الحامل:
تكون مستويات البروجسترون مرتفعة أيضاً بشكل غير عادي أثناء الحمل، وهذه التغيرات في هرمون البروجسترون تؤدي إلى:
علامات تطرأ على الحامل بسبب التغيرات الهرمونية
1-علامات التمدد
وتحدث أثناء الحمل بشكل كبير خلال الثلث الثاني من الحمل، في المناطق الأكثر عرضة لزيادة الوزن، مثل البطن والثدي والأفخاذ، نتيجة لتمدد الجلد ليواكب زيادة الوزن، وبسبب التغيرات الهرمونية يقل إفراز الكولاجين والإيلاستين المسؤولين عن مرونة الجلد خلال الحمل.
وللوقاية:
ظهور الأوردة العنكبوتية والبواسير
مع التغيرات الهرمونية خلال الحمل يزداد حجم الدم، في حين يقل تدفقه للأطراف ومنطقة الحوض، بالإضافة إلى ضغط الرحم على الأوعية الدموية الحاملة للدم من الأطراف إلى القلب.
ومن أحد أشكال الأوردة العنكبوتية، التي يمكن أن تُصاب بها المرأة الحامل نتيجة الإمساك هو البواسير، وهنا على المرأة الحامل:
تصبغ البشرة أثناء الحمل
وتحدث بنسبة 90% للنساء الحوامل تقريباً، إذ تبدو أغمق لوناً، بالمناطق المحيطة بحلمات الثدي وفي طيات الجسم، مثل: الرقبة، والإبط، والمنطقة الداخلية من الفخذ، ومنطقة الأعضاء التناسلية، ومنطقة أسفل البطن.
وهناك الكلف أو النمش أثناء الحمل، ويأتي في صورة تصبغ بني اللون تظهر على بشرة وجه الحامل في المناطق المعرضة لأشعة الشمس، مثل؛ الوجنتين، والجبهة، والذقن، والأنف، والمنطقة التي تعلو الشفاة تحت الأنف.
وذلك نتيجة التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى تأثير عوامل خارجية؛ مثل: أشعة الشمس واستخدام مواد التجميل.
الزوائد الجلدية أثناء الحمل
تؤدي هرمونات الحمل إلى زيادة في إنتاج خلايا الجلد، مما يؤدي إلى ظهور زوائد جلدية صغيرة في مناطق مثل الإبط، والعنق، وداخل السرة، وتحت الثدي، ولكن لا يوجد ما يدعو للخوف فهي غير مؤذية، ويمكن للطبيب إزالتها بكل سهولة ودون ألم.
تأثير الهرمونات على زيادة الوزن واحتباس السوائل
زيادة الوزن عند النساء الحوامل تزيد من عبء العمل على الجسم بأي نشاط بدني؛ حيث يؤدي هذا الوزن الإضافي إلى إبطاء الدورة الدموية وحركة سوائل الجسم، خاصةً في الأطراف السفلية، ونتيجة لذلك تحتفظ النساء الحوامل بالسوائل ويشعرن بتورم الوجه والأطراف.
تبدأ العديد من النساء بملاحظة تورم طفيف خلال الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل، وغالباً ما يستمر حتى الثلث الثالث من الحمل؛ هذه الزيادة في احتباس السوائل هي المسؤولة عن قدر كبير من زيادة الوزن الذي تعاني منه النساء أثناء الحمل.
تتضمن النصائح لتخفيف التورم ما يلي:
تأثير الهرمونات على الثدي وعنق الرحم
تؤدي التغيرات الهرمونية التي تبدأ في الأشهر الثلاثة الأولى إلى العديد من التغيرات الفسيولوجية في جميع أنحاء الجسم، وتساعد هذه التغييرات في إعداد جسم الأم للحمل والولادة والرضاعة.
غالباً ما تخضع أثداء النساء الحوامل لسلسلة من التغييرات المهمة أثناء الحمل، حيث تستعد أجسادهن لتوفير الحليب للطفل حديث الولادة، ومع نمو الثديين قد تشعر المرأة الحامل بألم أو حساسية، وتلاحظ أن الأوردة أصبحت أغمق وأن الحلمات تبرز أكثر مما كانت عليه قبل الحمل.
تغيرات تطرأ على الشعر أثناء الحمل
كما تعمل هرمونات الحمل على إبطاء معدل تساقط شعر الرأس، مما يؤدي إلى تمتع المرأة الحامل بشعر أكثر كثافة، إضافة إلى أن تناول الفيتامينات والغذاء الصحي خلال الحمل يزيد من صحة الشعر، ويجعله أكثر لمعاناً،
طرق للتعامل مع التغيرات الهرمونية
إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية
بمعنى أن تمارس الحامل الأنشطة التي تحبها، والتي تحسّن من نفسيتها ومزاجها وصحتها كذلك، مثل اليوغا والتأمل.
الحصول على جلسة تدليك
سيكون مفيداً لها، إضافة إلى اختيار الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن، والحصول على أكبر قسط من الراحة عند الحاجة، والنوم لمدة 7-8 ساعات يومياً.
المحافظة على رطوبة جسمكِ
من خلال شرب الماء والسوائل باستمرار، مع القيام بتمارين رياضية معينة لمدة 30 دقيقة يومياً مثل المشي والسباحة؛ لتحسين الصحة الجسدية والنفسية وتنظيم الهرمونات.
التواصل والدعم مع شريك حياتكِ وعائلتكِ وأصدقائك
الحصول على الدعم منهم يساعد في التغلب على التقلبات المزاجية والقلق وغيرهما، وتحدثي معهم عن مشاكلكِ واهتماماتكِ، وعبّري عن مشاعركِ باستمرار.
الانضمام إلى مجموعات الدعم والتواصل
مع الأمهات أو النساء الحوامل؛ للحصول على الدعم الذي تحتاجينه، والحصول على إجابات حول استفساراتكِ المتعلقة بالحمل والولادة، ورعاية المولود الجديد.
تناول بعض المكملات الغذائية
قد لا يكون الطعام الصحي كافياً في بعض الأحيان أو غير متوفرٍ في أحيانٍ أخرى، وهنا يأتي دور طبيبتكِ التي ستصف لكِ بعض المكملات الغذائية.