
القدس المحتلة - أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء 13 مايو 2025، أنّه قصف "مركز قيادة وسيطرة" لحماس داخل مستشفى في غزة حيث أكدت الحركة مقتل صحافي كان يتلقى العلاج، غداة توقف العملية العسكرية الإسرائيلية لمدة وجيزة للإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر.
وقال الجيش في منشور عبر تطبيق تلغرام إنّه قصف "مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس" في جنوب القطاع الفلسطيني.
وأضاف أنّ "كبار مسؤولي حماس يواصلون استخدام المستشفى للقيام بأنشطة إرهابية، ويستغلّون السكّان المدنيين داخل المستشفى وحوله بشكل سافر ووحشي".
من جانبها، قالت حماس في بيان إن "الاستهداف المباشر" للمستشفى أدى إلى مقتل الصحافي حسن إصليح الذي قضى في "جريمة حرب جديدة".
وأشارت أن إصليح قُتل "أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ناصر ... من إصابة سابقة تعرض لها جراء قصف صهيوني استهدف خيمة الصحافيين في خان يونس" وأدى إلى مقتل اثنين منهم على الأقل.
وأكد الدفاع المدني في بيان مقتل الصحافي إصليح، فيما أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بمقتل "شخصين وإصابة آخرين" لم تحدد هويتهما في "جريمة نكراء" طالت مبنى الجراحات بمجمع ناصر الطبي.
نجا الصحافي إصليح الشهر الماضي من غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة للصحافيين قرب مستشفى ناصر في خان يونس
وادعى الجيش الإسرائيلي حينها أن إصليح "من عناصر لواء خان يونس في حماس ... وشارك في المجزرة التي ارتكبتها المنظمة في السابع من (تشرين الأول/أكتوبر".
ودانت لجنة حماية الصحافيين الهجوم، وقالت إن إصليح كان يعمل مع وسائل إعلام دولية حتى العام 2023 عندما نشرت منظمة "أونست ريبورتينغ" الموالية لإسرائيل، صورة له وهو يتلقى قبلة من زعيم حركة حماس يحيى السنوار.
ومنذ بدء الحرب قٌتل بحسب اللجنة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وإسرائيل ولبنان، ما لا يقل عن 178 صحافيا وعاملا في مجال الإعلام.
ونعت وزارة الداخلية في حماس مدير شرطة مكافحة المخدرات وعضو مجلس قيادة الشرطة في غزة أحمد القدرة الذي قُتل في "غارة جوية على مدينة خان يونس في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء".
وفي مستشفى ناصر، قال أبو غالي وهو أحد الكوادر الطبية إن القصف "لا يفرق بين مدني أو عسكري".
وأشار إلى أن المستشفى "مدني يستقبل المصابين على مدار الساعة وهو المستشفى الوحيد الذي يغطي كافة أنحاء قطاع غزة ويعتبر مركزيا".
- اتصالات جادة -
أفرجت حماس الإثنين عن عيدان ألكسندر الذي كان محتجزا في قطاع غزة عشية جولة خليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وألكسندر البالغ 21 عاما، بقي محتجزا لأكثر من 19 شهرا، وهو آخر الرهائن الأحياء ممن يحملون الجنسية الأميركية.
وقالت الحركة الثلاثاء في بيان إن الإفراج عنه جاء نتيجة "اتصالات جادة" مع واشنطن وليس الضغوط العسكرية الإسرائيلية، خلافا لما قاله رئيس وزراء إسرائيل.
اندلعت الحرب المدمرة والأكثر دموية في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ من بين 251 رهينة احتجزوا إبان الهجوم، لا يزال 57 محتجزين في غزة، بينهم 34 لقوا حتفهم. كذلك، تحتجز حماس منذ العام 2014، رفات جندي إسرائيلي.
وقُتل في قطاع غزة ما لا يقلّ عن 52862 فلسطينيا منذ اندلاع الحرب معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس، بينهم 2749 قتلوا منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 آذار/مارس بعد هدنة هشة استمرت لنحو شهرين.