
القدس المحتلة - أكّد قيادي بارز في حركة حماس أن الحركة لا ترى جدوى لأي مفاوضات وقف إطلاق النار في ظل "حرب التجويع" الإسرائيلية في قطاع غزة المهدد بالمجاعة فيما تستعد إسرائيل لهجوم واسع عليه.
وقال عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس "لا معنى لأي مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا معنى للتعامل مع أي مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، في ظل حرب التجويع وحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
ولكن الدوحة أكدت أن "الجهود مستمرة" للتوصل إلى اتفاق على الرغم من صعوبة ذلك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن "جهودنا مستمرة على الرغم من صعوبة الموقف وعلى الرغم من الوضع الإنساني الكارثي المستمر في قطاع غزة ... هناك صعوبة كبيرة جدا في إطار هذه المفاوضات ولكن ... هناك اتصالات دائمة بين قطر والأطراف المعنية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية".
وقال نعيم إن "المجتمع الدولي مطالب بالضغط على حكومة (بنيامين) نتانياهو لوقف جريمة التجويع والتعطيش والقتل في غزة".
وأضاف أن "المجتمع الدولي وفي مقدمه المؤسسات الأممية اعتبرت سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل جريمة حرب" مشددا على أنه "يجب العمل لإدخال المساعدات فورا إلى قطاع غزة في ظل المجاعة التي تتوسع".
تأتي تصريحات نعيم بعد إعلان الجيش الإسرائيلي الإثنين أن خطته لتوسيع نطاق حملته والسيطرة على غزة والتي صادق عليها المجلس الأمني المصغر تشمل تهجير "غالبة سكان" القطاع المدمر.
وتعيش الغالبية العظمى من سكان غزة في شمال القطاع، خصوصا في مدينة غزة، وقد تم تهجير معظمهم مرارا منذ اندلاع الحرب.
ويعاني قطاع غزة منذ الثاني من آذار/مارس حصار مُحكم تسبب بأزمة إنسانية خانقة. وفي 18 آذار/مارس، استأنفت إسرائيل الحرب بعد هدنة استمرت شهرين.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل الثلاثاء سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفلة وإصابة عشرة آخرين في "عدة غارات (إسرائيلية) على مناطق مختلفة في قطاع غزة".
وفي أول تعليق له على خطة السيطرة والترحيل المعلنة، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ جميع الأطراف إلى "بذل مزيد من الجهود التي تضمن العودة الفورية للرهائن" وفق بيان صدر عن مكتبه.
- "غير مقبول" -
ومساء الإثنين، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقا حيال خطة إسرائيل الجديدة التي تشمل ترحيل الفلسطينيين إلى الجنوب.
وقال نائبه فرحان حق إن غوتيريش "قلق حيال هذه المعلومات عن خطط إسرائيلية لتوسيع العمليات البرية وتمديد الوجود العسكري في غزة" مشيرا إلى أن ذلك "سيؤدي حتما الى عدد لا يحصى من القتلى المدنيين الإضافيين والى مزيد من التدمير"، مؤكدا أن قطاع غزة هو "جزء لا يتجزأ من دولة فلسطينية مقبلة".
وحضّت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إسرائيل على إنهاء حظر المساعدات الإنسانية الذي يعرض سكان قطاع غزة للمجاعة.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي إيفي دفرين إن الهجوم المزمع سيشمل "نقل معظم سكان قطاع غزة... لحمايتهم".
وعبرت فرنسا عن إدانتها الشديدة للخطة الإسرائيلية.
وقال وزير خارجيتها جان نويل-بارو في تصريح لإذاعة "آر تي إل" الفرنسية "هذا أمر غير مقبول" ووصفه بأنه "انتهاك للقانون الإنساني".
وأضاف أن "الحاجة الأكثر إلحاحا هي وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق".
بدوره، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن "الصين تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي بين فلسطين وإسرائيل ... نحن نعارض العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة".
ودان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدا أنه يسبب "مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية".
أما الفلسطينيون فيرون في أي عملية تهجير "نكبة ثانية".
وفي القدس، تظاهر الإثنين مئات الإسرائيليين أمام الكنيست رفضا للخطة. وقال يايا فينك، أحد منظّمي الاحتجاج "إذا أردنا تحرير الرهائن، فعلينا إنهاء الحرب الآن وضمان الإفراج عنهم، وبعدها ستمنحنا حماس ألف سبب للعودة إلى القتال".
قبل اسبوع، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سلّم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة، وأن المخابز التي يتعاون معها أغلقت لنقص الدقيق والوقود.
أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، متهمة حماس باستغلالها لصالحها، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح حرب".
قُتل ما لا يقل عن 52567 فلسطينيا وأصيب 118610 آخرين منذ اندلاع الحرب، بحسب حصيلة نشرتها الإثنين وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس.
اندلعت الحرب إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصا اختُطفوا في ذلك اليوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.