فلسطيني يبتكر موقدا يحرق كمية قليلة من الحطب للتغلب على مشكلة انقطاع الغاز في قطاع غزة

الأمة برس
2025-05-05

فلسطيني يبتكر موقدا يحرق كمية قليلة من الحطب للتغلب على مشكلة انقطاع الغاز في قطاع غزة (سبوتنيك)استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة، بعد شهرين من إعلان وقف لإطلاق النار في القطاع، وكانت إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لوقف إطلاق النار، يتضمن ثلاث مراحل، وكان من المفترض أن يستمر بشكل دائم بمجرد الدخول في مرحلته الثاني، بحسب سبوتنيك.

وبعد عودة الحرب على قطاع غزة، يزداد الوضع تعقيدا بشكل متسارع، بعدما كانت الهدنة قد فتحت أبواب الأمل لنهاية الحرب، ونهاية معاناة المواطنين المستمرة، وأدت الحرب على قطاع غزة إلى نزوح جديد، وشح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وزيادة معاناة السكان، وبات عليهم المحاولة في كل يوم للحصول على القليل من الغذاء، وسط كارثة إنسانية وصحية مستمرة هناك.

موقد نار من الطين

ومع استمرار الحرب على القطاع، وانقطاع الغاز والكهرباء، لجأ النازح في خان يونس جنوبي القطاع، بسام فسفوس، إلى صناعة موقد نار من الطين، وباستخدام مروحة تعمل بالطاقة الشمسية، لمساعدة النازحين في إشعال النار بكمية حطب قليلة.

وقال النازح بسام لوكالة "سبوتنيك": "بيتي مكون من 7 طبقات دمر في الحرب، وكل شيء تدمر، ومصدر دخلي توقف، لكني أريد أن أقوم بشيء مفيد للناس، وانقطاع الغاز زاد من معاناة الناس خلال الحرب، والحطب غالي الثمن، لذلك بادرت بعمل موقد نار بدائي من الطين والتبن، وباستخدام مروحة تعمل بالطاقة الشمسية، ومن علب المساعدات، قمت بعمل قالب وتركه في الشمس لكي يجف، وتم جلب الطين من أماكن قريبة، وشراء التبن بسعر مرتفع، الوقية بمبلغ 10 شيكل، (2.7 دولار)".

ويهدف بسام من خلال هذه المبادرة إلى التخفيف عن النازحين، وتوفير بديل لغاز الطهي بسعر منخفض، ويتم صنع الموقد عبر مراحل، ويعمل بكفاءة عالية، من خلال انكماش اللهب في المنطقة الضيقة من الموقد، حيث يستخدمه الأهالي لتدبير أمورهم اليومية، معتمدين على سهولة وبساطة الأدوات المستخدمة لإشعاله، وجاءت فكرة بسام في ظل الانقطاع التام لغاز الطهي ومشتقات البترول التي يمكنها خلق البدائل عن التيار الكهربائي المقطوع منذ بداية الحرب.

وأضاف بسام: "نقوم بتصميم الهيكل الخارجي من علبتين معدنيتين، كبيرة وصغيرة، ومن ثم وضع الطين بعد خلطه بالتبن على الهيكل من كل الجهات، وبعدما يجف، نقوم بإخراج العلب المعدنية، ليتشكل الجسم النهائي للموقد، ومن ثم وضع مروحة تساعد في عمليه الاحتراق داخل الفتحة الضيقة للموقد، ومرتبطة بلوح شمسي صغير، لتزويدها بالطاقة، ويتم ثقب العلبة المعدنية لكي نقوم بتنظيف الموقد بعد الاستخدام بكل سهولة، وبهذه الطريقة نكون قدمنا بديل للغاز، سهل الاستخدام لإعداد الطعام".

ويستخدم النازحون لإشعال الموقد، بعضا من الخشب أو مخلفات البلاستيك، وباستخدام تدفق هواء مركز، تولده مروحة صغيرة متصلة بلوح شمسي، لتحفز الاشتعال وتزيد حرارة اللهب بطريقة مشابهة للغاز، دون الحاجة لأي وقود سائل أو غازي.

وتسبب شح الوقود في القطاع بشلل في مختلف الخدمات الإنسانية المقدمة للسكان، واضطر الكثير من سكان قطاع غزة للجوء إلى إحراق ما تبقى من أثاث منازلهم المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية من أجل إعداد الطعام، ومنهم من يضطر لشراء الحطب بسعر مرتفع، مع استمرار انقطاع غاز الطهي والكهرباء عن جميع المناطق.

وفي مواصي خان يونس جنوبي القطاع، يعيش النازح، وحيد عبد الفتاح، مع عائلته بعد نزوحهم أكثر من مرة، ويصف وحيد موقد النار الذي ابتكره، بسام فسفوس، بالحل الأمثل في الوقت الحالي، وأصبح وحيد يقوم بطهي الطعام على موقد النار بسرعة كبيرة.

وقال وحيد عبد الفتاح لـ"سبوتنيك": "نزحنا إلى مواصي خان يونس، بعد نزوح في أكثر من منطقة، وكانت مشكلة عدم توفر غاز الطهي من أهم المشاكل التي تزيد من معاناتنا، وإن توفر غاز الطبخ يباع بسعر الكيلو الواحد بمبلغ من (400-350 شيكل)، ( 110-97 دولار)، ومع توفر هذا الموقد الذي ابتكره جارنا بسام، تخلصنا من واحدة من المشاكل التي تنغص علينا حياتنا، وكما ترى أضع كمية قليلة من الحطب، وتوفير الحطب له أهمية كبيرة، فكيلو الحطب يباع بمبلغ 7 شيكل،( 1.9 دولار)، ونحتاج في عملية الطهي من دون الموقد من 5-4 كيلو من الحطب، لكن مع وجود هذا الموقد نضع كمية قليلة جدا من الحطب".

وأضاف: "يجب فتح المعابر لإدخال المساعدات والدواء والوقود، وفتح المعابر أمام المرضى، هذا ما نطالب به، ونتمنى توقف الحرب، والعودة إلى بيوتنا في أقرب وقت".

وقال كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في فلسطين، جوناثان ويتال، "إن العالم يشهد فظائع يومية في غزة"، في ظل عدم دخول المساعدات، مؤكدا أن الذين لا يقتلون بالقنابل والرصاص في القطاع يموتون ببطء بسبب إغلاق المعابر.

وبدأ شبح المجاعة يطل على سكان قطاع غزة المحاصر، ويفتك بأطفاله، وبات سكانه يواجهون أيام أكثر صعوبة بعد أن أغلقت المخابز أبوابها لنفاد الدقيق، واستنفد برنامج الأغذية العالمي إمدادات الغذاء لديه مع شُح في مياه الشرب.

وفي 2 مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.

وجدد الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، والتي بدأت بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 52,314 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 117,792 آخرين.

وفي 7 أكتوبر 2023، شن مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ "القضاء" على الحركة، واستعادة الأسرى.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي