ليمانيتي: لقاء أمريكي- إيراني متوتر في سلطنة عمان  

2025-04-12

 

 

أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد على أن الخيار العسكري ضد إيران ما يزال مطروحاً في حال فشلت المفاوضات (أ ف ب)   توقّفت صحيفة ليمانيتي الفرنسية عند المحادثات غير المسبوقة بين الإدارتين الأمريكية والإيرانية، حول ملف طهران النووي، التي من المقرر عقدها هذا السبت في سلطنة عمان، قائلةً إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواصل سياسة الابتزاز بالحرب، لا يترك مجالاً كبيراً أمام الدبلوماسية.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أنه على الرّغم من أن المفاوضات بين القوتين قد جرت مراراً في السابق، إلا أنها ستكون المرة الأولى التي قد تُعقد فيها بشكل مباشر ومن دون وسطاء. فحتى لحظة كتابة هذه السطور، ما يزال إطار هذه المحادثات غير واضح، توضّح صحيفة ليمانيتي، مُشيرةً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد أن اللقاء سيكون مباشراً، بينما تصرّ إيران على أن المفاوضات ستجري بوساطة عمانية.

لم تقم علاقات دبلوماسية بين واشنطن وطهران منذ 45 عاماً، أي منذ أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية عام 1980. ووفقاً لعلي واعظ، مدير الأبحاث حول إيران في مجموعة الأزمات الدولية: “الوقت قصير جداً، والرهانات كبيرة جداً، والقضايا معقدة للغاية، بحيث لا يمكن للدبلوماسية أن تنجح ما لم يتحدث الطرفان الرئيسيان معاً مباشرة”، كما تنقل عنه صحيفة ليمانيتي.

ستستضيف سلطنة عمان الوفدين بقيادة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وسيناقشان بشكل رئيسي ملف البرنامج النووي الإيراني. ويأتي هذا اللقاء بعد أشهر من الضغوط الأمريكية، والرسالة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي في منتصف مارس/آذار.

الهدف من هذه المحادثات هو التوصل إلى اتفاق دولي جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد أن أصبح الاتفاق السابق لاغياً منذ انسحاب واشنطن منه عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس الجمهوري الملياردير. وكان الاتفاق السابق قد أُبرم في فيينا عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة) إضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، تُذَكِّر الصحيفة الفرنسية.

في 28 مارس/آذار، أرسلت السلطات الإيرانية رداً رسمياً تعلن فيه قبول مبدأ التفاوض. وقد جاءت هذه الموافقة بعد تدخل كبار المسؤولين الإيرانيين لدى المرشد الأعلى، مشيرين إلى مخاطر اندلاع حرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل في حال رفضت إيران التفاوض أو فشلت المحادثات.

وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فإن “الضربات العسكرية على أهم موقعين نوويين في إيران، نطنز وفوردو، ستكون حتمية في ظل اقتصاد منهار، وعملة منهارة، ونقص في الغاز والكهرباء والماء”.

بموازاة هذا اللقاء الدبلوماسي، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التأكيد على أن الخيار العسكري ضد إيران ما يزال مطروحاً في حال فشلت المفاوضات، ملمحاً إلى احتمال شن ضربات على المنشآت النووية الإيرانية أو دعم عملية عسكرية إسرائيلية. كما فرضت واشنطن يوم الأربعاء عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي، رغم أن ترامب كان قد حدد مهلة شهرين للتفاوض منذ مارس/آذار الماضي، تتابع صحيفة ليمانيتي.

هذه التهديدات الجديدة أغضبت إيران، التي تشكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي شامل ومعقد في فترة قصيرة كهذه، تقول صحيفة ليمانيتي. وتنقل الصحيفة عن علي واعظ من مجموعة الأزمات الدولية، قوله: “يبدو أن الإيرانيين يعتقدون أنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق دائم في الفترة الزمنية التي حددها الرئيس ترامب. لذلك قد يكون من الضروري التفكير في اتفاق مؤقت كخطوة نحو اتفاق نهائي”.

وأضاف أن “إيران أمام فرصة فريدة للتوصل إلى اتفاق دائم مع الولايات المتحدة، وربما طي صفحة قطيعة دبلوماسية دامت ما يقارب نصف قرن”.

أما علي شمخاني، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي، فقد حذّر من أن “استمرار التهديدات الخارجية” قد يؤدي إلى “إجراءات ردعية، من بينها طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإنهاء التعاون”. كما أشار عبر منصة X إلى أن “نقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة قد يكون أيضاً خياراً مطروحاً”.

واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن طرد المفتشين من قبل إيران سيكون “تصعيداً” و”خطأ في التقدير”. في الوقت نفسه، انضمت حاملة الطائرات “كارل فينسن” إلى “هاري إس ترومان” في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لرسالة صادرة عن القيادة المشتركة للجيش الأمريكي، تشير الصحيفة الفرنسية.

هذا التحرك يؤكد تزايد الحشود العسكرية الأمريكية في المنطقة. فهل هو مجرد ضغط أم تهديد حقيقي؟ تتساءل صحيفة ليمانيتي، مشيرة إلى تعبير وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الخميس عن أمله في أن “تؤدي المحادثات في عمان إلى السلام”، خلال اجتماع للحكومة الأمريكية حضره الرئيس دونالد ترامب.

وبالنظر إلى ضيق الوقت – توضح صحيفة ليمانيتي- تُطرح فكرة اتفاق مؤقت، قد يشمل تعليق جزء من أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، والسماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول المنشآت النووية، والتخلي عن جزء من العقوبات. وفي حال عدم الالتزام، يمكن تفعيل آلية تلقائية تُعرف بـ “سناب باك”، تهدف إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران دون الحاجة إلى تصويت في مجلس الأمن.

وتأسّفت صحيفة ليمانيتي لتبني الدبلوماسية الفرنسية موقف واشنطن، إذ صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في الثاني من أبريل/نيسان الجاري قائلاً: “في حال الفشل، فإن المواجهة العسكرية ستبدو شبه حتمية، وهو ما سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل كبير وكلفة باهظة”.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي