الكونغرس الأميركي يمهد الطريق أمام تخفيضات ترامب الضريبية  

واشنطن - أقر الكونغرس الأميركي الذي يهيمن عليه الجمهوريون مسودة ميزانية الخميس تخصص تريليونات الدولارات لتمويل تنفيذ برنامج عمل الرئيس دونالد ترامب، لكنها على حد وصف الديموقراطيين تطلق العنان لتفكيك برامج الرعاية الاجتماعية لصالح خفض الضرائب على الأثرياء.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن مسودة الميزانية تتيح للجمهوريين تحقيق تعهدات ترامب الانتخابية، بما في ذلك خفض "تاريخي" في الإنفاق وتمديد إعفاء ضريبي منتهي الصلاحية يعود لعام 2017. 

أضاف "لن نتراجع عن التزامنا بتقديم مشروع قانون يقلل الإنفاق ويضمن أمن الحدود ويخفض الضرائب على الأسر (...) ويجعل عمل الحكومة أفضل لجميع الأميركيين".

ويشكل إقرار مشروع الميزانية في مجلس النواب مصدر راحة لترامب بعد مواجهته تمردا من قبل صقور المالية في الحزب الجمهوري الذين يشككون بقدرة الحزب على التوافق حول برنامج عمله.

وهنأ ترامب النواب عبر وسائل التواصل الاجتماعي على وضع حجر الأساس لما قال إنه سيكون "أكبر تخفيضات ضريبية وتنظيمية تم التفكير فيها على الإطلاق".

ويعد قانون التخفيضات الضريبية الذي وضعه ترامب عام 2017 رابع أكبر تخفيض ضريبي منذ عام 1940، وفقا لموقع بوليتيفاكت، والسابع كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.

ويرى الديموقراطيون أن مشروع الميزانية هو البداية فقط لخطط الجمهوريين التي وردت العام الماضي في "مشروع 2025" لمؤسسة هريتدج فاوندايشن المحافظة، والهادفة لكبح جماح البيروقراطية الفدرالية.

ويحذر منتقدون من أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تقليص مدمر للخدمات الأساسية، ويزيد من الغضب تجاه الحملة التي يقودها إيلون ماسك لتقليص الوكالات الفدرالية.

ويرفع مخطط الميزانية سقف الاقتراض في البلاد بمقدار خمسة تريليونات دولار لتغطية تمديد تخفيضات ترامب الضريبية حتى عام 2034، والتي من المتوقع أن تضيف نفس المبلغ تقريبا إلى ديون البلاد.

- "اعفاءات ضريبية ضخمة" -

ومسودة الميزانية التي وافق عليها مجلس النواب بغالبية ضئيلة بعد أن مررها مجلس الشيوخ السبت، تحدد أهدافا للانفاق الاجمالي.

لكن قادة الجمهوريين في المجلسين يتطلعون إلى خفض أكبر في الانفاق يصل إلى 1,5 تريليون دولار، من ضمنها 880 مليار دولار يقول معارضون إنها ستأتي في الغالب من برنامج الرعاية الصحية مديكيد للأسر ذات الدخل المنخفض.

ويقول الديموقراطيون إن التخفيضات الضريبية التي فرضها ترامب عام 2017 أفادت بشكل غير متناسب الأفراد والشركات الأثرياء على حساب محدودي الدخل، وتوسيعها من شأنه أن يضاعف عدم المساواة.

وانتقد زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز الجمهوريين لما أسماه "أكبر خفض في برنامج مديكيد في التاريخ الأميركي من أجل تمرير إعفاءات ضريبية ضخمة للمانحين لهم مثل الملياردير إيلون ماسك".

وقال "الأذى الذي يطلقه دونالد ترامب والجمهوريون مذهل".

وكان لزاما على المجلسين في الكونغرس اعتماد نسخة متطابقة من الميزانية قبل أن يدفع النواب إلى الأمام بقضايا داخلية في برنامج عمل ترامب تضيف إلى التخفيضات الضريبية تعزيز أمن الحدود وزيادة إنتاج الطاقة.

وأيد مجلس الشيوخ بغالبيته مشروع قانون الميزانية، لكنه بالكاد اجتاز التصويت الروتيني في مجلس النواب، حيث أصبح معرضا للخطر بسبب تمرد نواب جمهوريين على خفض الإنفاق.

يهيمن الجمهوريون على  مجلسي الكونغرس، لكن صقور المالية اليمينيين في مجلس النواب كانوا غاضبين بسبب ما اعتبروه تخفيضات غير كافية في النسخة النهائية، بعد أن عدلها مجلس الشيوخ.

وأعرب نواب جمهوريون يمينيون في مجلس النواب عن غضبهم إزاء ما اعتبروه توفيرات غير كافية في النسخة النهائية، بعد أن تم تعديلها مجلس الشيوخ.

وتعهد جونسون بدعم من نظيره في مجلس الشيوخ جون ثيون، بمتابعة تخفيضات الإنفاق الأكثر طموحا والبالغة 1,5 تريليون دولار، ويبدو أن هذا الالتزام العلني قد خفف تمرد بعض النواب.