
برلين - دعا اقتصاديون ألمان الثلاثاء 1ابريل2025، إلى حملة توظيف تستهدف الباحثين المقيمين في الولايات المتحدة المستائين من سياسات الرئيس دونالد ترامب، قائلين إن أكبر اقتصاد في أوروبا قد يستفيد من "استقطاب العقول".
في مقال نشرته مجلة "دير شبيغل"، دعا ثمانية اقتصاديين الحكومة الألمانية إلى تمويل ما يصل إلى 100 منصب علمي في البلاد للأكاديميين المتميزين المقيمين حاليا في الولايات المتحدة.
واتهم الاقتصاديون الحكومة الأميركية بتقويض الحرية الأكاديمية، مشيرين إلى تخفيضات التمويل في جامعتي كولومبيا وجونز هوبكنز، بالإضافة إلى "تهديدات بترحيل الطلاب".
وقال الموقّعون على المقال "لدى ألمانيا وأوروبا الآن فرصة لعكس مسار هجرة الأدمغة واستقطاب باحثين عالميين إلى مؤسساتهما".
واقترح الاقتصاديون، ومن بينهم موريتز شولاريك، رئيس معهد كيل البارز للاقتصاد العالمي، تسمية حملة التوظيف تيمنا بليز مايتنر وألبرت أينشتاين، وهما عالمان ألمانيان فرّا من ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي.
وقالوا "في ظل التحول المضطرب الذي يشهده النظام الأكاديمي الأميركي، يمكن لألمانيا أن توفر الاستقرار والحرية والفرص"، مضيفين "سمعة الولايات المتحدة، التي كانت في السابق لا تُضاهى كمركز عالمي للبحث والحرية الأكاديمية، بدأت تتصدع".
استهدفت إدارة ترامب بشكل خاص المؤسسات التي شهدت احتجاجات حاشدة اندلعت بسبب حرب إسرائيل على حماس في غزة، وأُلغيت تأشيرات مئات الطلاب لمشاركتهم في مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين.
في البداية، أطلق المسؤولون الأميركيون عملية مراجعة طالت 400 مليون دولار من التمويل في جامعة كولومبيا في نيويورك، واحتجزوا طالب دراسات عليا مرتبطا بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، ما دفع الجامعة إلى الإعلان عن حزمة من التنازلات.
في غضون ذلك، أعلنت جامعة جونز هوبكنز عن تسريح أكثر من 2000 موظف بعد سحب أكثر من 800 مليون دولار من التمويل الفدرالي الممنوح لها.
كما ظهرت مؤشرات مقلقة بشأن الأكاديميين الأجانب الذين يسعون لزيارة الولايات المتحدة.
فقد رُحِّل عالم فضاء فرنسي أثناء محاولته دخول البلاد الشهر الماضي، بعد أن أطلع ضباط الحدود على محتويات هاتفه الذكي واتهموه بنشر رسائل "كراهية" ضد السياسة الأميركية، وفق مسؤولين فرنسيين.
لكنّ السلطات الأميركية نفت منعه من الدخول بسبب آرائه السياسية، مؤكدة أنه يمتلك معلومات سرية من مختبر أبحاث نووية.