
القدس المحتلة - يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة الأحد 23مارس2025، وأنذر الفلسطينيين بالإخلاء في رفح جنوب القطاع بعد نحو أسبوع من استئناف القصف والعمليات العسكرية للضغط على حركة حماس الفلسطينية لتفرج عن الرهائن.
يأتي هذا عقب تصاعد العنف في لبنان وإطلاق صواريخ من اليمن، فيما تعاود القوات الإسرائيلية الانتشار في أجزاء من غزة رغم الدعوات لإحياء الهدنة التي تم التوصل إليها في كانون الثاني/يناير.
وأمر الجيش الإسرائيلي إلى سكان حي تل السلطان في رفح في جنوب قطاع غزة بالإخلاء الفوري باعتباره منطقة قتال خطيرة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس "إنذار عاجل إلى سكان قطاع غزة المتواجدين في منطقة تل السلطان في رفح، بدأ جيش الدفاع هجوما لضرب المنظمات الإرهابية حيث تعتبر المنطقة التي تتواجدون فيها منطقة قتال خطيرة".
وأضاف "أخلوا المنطقة فورا" وطالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي.
وأنذر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة من خلال إلقاء منشورات مطالبة بالإخلاء عبر طائرات مسيرة، وفق ما أكد مراسل وكالة فرانس برس في غزة.
وفي الثاني من آذار/مارس، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة كما قطعت الكهرباء ما أدى إلى توقف عمل محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع وبالتالي فاقم الوضع الإنساني الكارثي لسكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة.
في خانيونس جنوب القطاع، اصطف فلسطينيون للحصول على بعض الطعام من مطبخ خيري.
وجاءت إيمان البردويل (19 عاما) كغيرها للحصول على الطعام، ووصفت "المعاناة" التي تشاهدها للحصول على "الطعام والشراب".
وتقول "نحن في رمضان والناس مضطرة للقدوم" إلى هنا.
وقدم سعيد ابو الجديان الذي فر من منزله من شمال القطاع أيضا ليحاول الحصول على بعض الأرز، موضحا "جئت لأخذ الأرز للاولاد لكن لا يوجد أرز".
وأضاف "المعابر مغلقة. ولم احصل على راتبي منذ بدء الحرب. هذا اجرام. لا يوجد طعام في قطاع غزة. نحن سندخل في مجاعة كبيرة".
وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، الى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دمارا هائلا وأزمة انسانية كارثية.
- مقتل قيادي في حماس -
واستأنفت إسرائيل قصفها المكثف لغزة الثلاثاء، مشيرة إلى جمود في المفاوضات غير المباشرة بشأن الخطوات التالية في الهدنة بعد انتهاء مرحلتها الأولى في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي ما بدت محاولة للضغط على حماس، سبق لإسرائيل أن منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وقطع الكهرباء.
وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
ولا يزال 58 رهينة من أصل 251 خطفوا خلال هجوم حماس محتجزين في غزة بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي انهم قضوا.
وأدّت الحرب في غزة إلى مقتل نحو 50 ألف شخص على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأفاد مصدر قيادي في حماس وكالة فرانس برس أن قصفا استهدف بعد منتصف الليل خيمة في جنوب قطاع غزة أدى إلى مقتل القيادي في حماس صلاح البردويل.
وقال المصدر "استشهد القيادي، عضو المكتب السياسي في حماس في غزة، صلاح البردويل وزوجته في قصف جوي إسرائيلي استهدف بعد منتصف الليلة خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة".
ونعت حماس البردويل، عضو المكتب السياسي للحركة والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي "ارتقى شهيدا في عملية اغتيال صهيونية غادرة"، مؤكدة "أن هذا العدو المجرم لن ينال من عزيمتنا ولا من ثباتنا".
والبردويل ثالث عضو في المكتب السياسي لحماس يقتل في غارات إسرائيلية منذ الأسبوع الماضي.
والجمعة، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة بضمّ أجزاء من قطاع غزة ما لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المتبقين.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد أنه قام في شمال القطاع ب "قصف عدة أهداف لحماس ومواقع للبنية التحتية للإرهاب".
- غارات على لبنان -
في لبنان، قتل ثمانية أشخاص بينهم طفلة السبت جراء غارات إسرائيلية على جنوب، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في مرحلة أولى شنّ ضربات ضد أهداف لحزب الله اللبناني في جنوب لبنان، ردا على إطلاق ثلاثة صواريخ من هذه المنطقة على شمال إسرائيل.
ونفذ الجيش الإسرائيلي لاحقا "سلسلة ثانية من الضربات ضد عشرات الأهداف الإرهابية لحزب الله في لبنان"، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع.
وطالت الموجة الثانية للغارات مدينة صور الساحلية ومناطق أخرى في جنوب لبنان وشرقه.
وأوقف اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر حربا مفتوحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله استمرت شهرين، بعدما فتح هذا الأخير جبهة ضد الدولة العبرية "إسنادا" لحماس منذ بدء الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول/اكتوبر 2023.
وصمد الاتفاق عموما رغم الاتهامات المتبادلة بحصول انتهاكات فيما أبقى الجيش الإسرائيلي قواته في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان على طول الحدود مع شمال إسرائيل.
ومنذ استئناف القتال العنيف في غزة الثلاثاء، قامت حماس بإطلاق صواريخ، كما قام المتمردون الحوثيون في اليمن بإطلاق العديد من الصواريخ على إسرائيل.
وفي ساعة مبكرة الأحد، أعلنت إسرائيل اعتراض صاروخ من اليمن.