كشفت دراسة جديدة قام بها مجموعة من العلماء في جامعة أوبسالا، عن فطر جديد يوجد في الغابات القديمة، ويؤدي دورا مهما في نمو النظم البيئية للغابات، بحسب سبوتنيك.وفقا لدراسة جديدة نشرتها مجلة "scientificrussia" العلمية، فإنه وعلى الرغم من انتشار فطر "بيلوديرما" على نطاق واسع، إلا أن العلماء اكتشفوا خمسة أنواع لم تكن معروفة من قبل. يوجد أحدها بشكل شائع في شمال أوروبا، في حين لا يمكن رؤية الأنواع الأخرى إلا في الغابات القديمة.
وتُظهر النتائج التي توصلت إليها جامعة أوبسالا، أن هذا الجنس أكثر تنوعًا بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، وأن بعض الأنواع الجديدة معرضة لخطر الانقراض بسبب إزالة الغابات القديمة.
تعد العديد من أنواع الفطر من جنس "بيلوديرما" من بين أكثر أنواع الفطر شيوعًا في السويد. ترتبط هذه الفطريات بالأشجار في علاقة تكافلية تسمى الفطريات الجذرية، حيث تساعد الفطريات مضيفها في الحصول على الماء والمواد المغذية مقابل السكر. وهذا يجعلها مهمة جدًا لعمل ونمو النظم البيئية للغابات.
اكتشف الباحثون خمسة أنواع جديدة من هذا الجنس. ومع اكتشاف سبعة أنواع جديدة العام الماضي، تضاعف حجم جنس "بيلوديرما" ثلاث مرات من صغير إلى متوسط.
يقول مارتن ريبيرغ، أستاذ علم الأحياء العضوية: "لقد لاحظنا منذ فترة طويلة مدى أهمية أنواع "بيلوديرما" في التعايش الفطري. ومن الجيد أن نتمكن الآن من جعل هذه الأنواع مرئية والتحدث عنها من خلال التمييز بينها وتسميتها".
ومن بين الأنواع التي تم وصفها حديثًا هو "بيلوديرما فوغاكس". يعتبر هذا النوع نادرًا وتم العثور عليه في السويد والنرويج. تختلف بيئتها عن الأنواع الأخرى من هذا الجنس، حيث أنها تنمو فقط في الغابات القديمة. وبما أن هذا النوع نادر ويصعب رصده، فقد أطلق عليه الباحثون اسم "فوغاكس"، وهو اسم لاتيني يعني "خجول، أو متواضع".
يقول ستين سفانتيسون، المؤلف الرئيسي للدراسة: "من المثير للاهتمام، ولكن أيضًا مخيف بعض الشيء، أن نرى أنه في جنس مثل "بيلوديرما"، حيث كنا نعتقد سابقًا أن جميع الأنواع شائعة، توجد أنواع مخفية من الغابات القديمة. إنها معرضة لخطر الانقراض مع تحول المناظر الطبيعية للغابات من غابات طبيعية إلى مزارع. بسبب صغر حجمها لم يكتشفها أحد. آمل أن يساعد بحثنا المزيد من الناس على التعرف على هذه الأنواع والغابات وتقدير أهميتها".
وخلال الدراسة، قام العلماء بالبحث عن أنواع جديدة في السويد والنرويج وفنلندا وليتوانيا. قاموا بجمع أجسام ثمار الفطر ونظروا إلى المجموعات التي تم تكوينها بالفعل كجزء من مشاريع بحثية أخرى. وبعد ذلك تمت مقارنة الأنواع الجديدة المحتملة بالأنواع الموجودة للتأكد من أنها جديدة بالفعل.
ويضيف ستين سفانتيسون: "تعتبر الأنواع جديدة إذا تمكنا من إثبات، من خلال تسلسل الحمض النووي، أنها متميزة بيولوجيًا عن الأنواع الموجودة، أي إذا لم يكن هناك تكاثر بينها. ثم نستخدم البيانات من عينات التربة وأطراف الجذور التي تم تحميلها إلى قواعد بيانات الجينات الدولية من الدراسات السابقة للحصول على مزيد من المعلومات حول توزيعها الجغرافي وبيئتها".
واختتم ستين سفانتيسون: "ينمو هذان النوعان غالبًا بالقرب من بعضهما بعضا ويمكن العثور عليهما في عينات التربة وأطراف الجذور. وبعد أن حددناهما كنوعين مختلفين، أصبح بإمكاننا الآن دراسة تمايزهما.. وما إذا كانت عوامل مختلفة أدت إلى انقسام النوع الأصلي إلى نوعين".
ووفقا للدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة "scientificrussia" العلمية، فإنه من بين الأنواع الخمسة الجديدة التي تم العثور عليها كان نوع "بيلوديرما لومينوسوم". إذ كان من السهل التعرف على هذا النوع من خلال أجسامه الثمرية الصفراء إلى البرتقالية المضيئة تقريبًا. وتم عزله من مجموعة أنواع تتضمن النوع الشائع بنفس القدر "بيلوديرما بيسينوم"، وكان الفرق بينهما صغيرا، لكنه ثابت.
