حماس تطلق صواريخ على إسرائيل في أول رد على استئناف نتنياهو الحرب على غزة  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-20

 

 

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة خارج المستشفى الاندونيسي شمال غزة (أ ف ب)   القدس المحتلة - أطلقت كتائب عز الدين القسام الخميس 20مارس2025، صواريخ من غزة باتجاه تل ابيب في إسرائيل، في أول رد عسكري لحركة حماس على استئناف إسرائيل ضرباتها الجوية والعمليات البرية في القطاع.

وأتت الضربات الصاروخية بعد ظهر الخميس، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي حظر التنقل على محور صلاح الدين، الطريق الرئيسي الممتد من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، بعدما أعلن في اليوم السابق إطلاق عملية عسكرية برية "محددة" في القطاع الفلسطيني.

وأعلن الدفاع المدني في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع الخميس إلى 504 نتيجة للضربات الجوية الإسرائيلية التي استؤنفت منذ فجر الثلاثاء بعد شهرين على سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وساهم الاتفاق في تحقيق هدوء نسبي والافراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية الى القطاع، بعد 15 شهرا من الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وبعد يومين من الضربات الإسرائيلية المكثفة، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان إنها أطلقت بعد ظهر الخميس صواريخ من قطاع غزة باتجاه تل ابيب "ردا على المجازر بحق المدنيين".

ودوت صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، فيما قال الجيش إنه اعترض مقذوفا أطلق من غزة بينما سقط اثنان آخران في منطقة غير مأهولة.

وكان الجيش الإسرائيلي أنذر بعد إطلاق الصواريخ نحو تل أبيب، سكان منطقة في بلدة بني سهيلا بجنوب قطاع غزة، بإخلائها قبل أن يقوم بقصفها.

ونشر المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس "الى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في المنطقة المحددة في بني سهيلا، هذا انذار مسبق وأخير قبل الغارة"، مضيفا "المنظمات الإرهابية تعود لتطلق قذائفها الصاروخية من بين المدنيين".

وتعد هذه الأحداث انتكاسة كبرى للهدنة التي بدأت 19 كانون الثاني/يناير. وتأتي الضربات التي أثارت مواقف دولية منددة، في ظل تعثّر المفاوضات بشأن المراحل التالية وتباين المواقف بين إسرائيل وحركة حماس.

وجددت الولايات المتحدة الخميس دعم حليفتها إسرائيل، محمّلة حماس مسؤولية التصعيد الراهن على خلفية عدم تجاوبها مع مقترحات للإفراج عن مزيد من الرهائن قبل بدء المرحلة الثانية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض كارولاين ليفيت  للصحافيين، ردا على سؤال عما إذا كان ترامب يسعى إلى إعادة تثبيت وقف إطلاق النار، إن الرئيس الأميركي "يدعم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بالكامل وكل الخطوات التي قاما بها في الأيام الأخيرة".

أضافت "لقد قال الرئيس لحماس بكل وضوح أنه إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن فستفتح أبواب الجحيم، وللأسف اختارت حماس أن تلعب لعبة إعلامية، بالأرواح"، مشددة على أن تدهور الوضع "تتحمل مسؤوليته حماس بالكامل".

- "شعب أعزل" -

في المستشفى الإندونيسي شمال غزة، أدى فلسطينيون صلاة الجنازة على جثامين لفت بأكفان بيضاء ملطخة بالدماء، بحسب لقطات لوكالة فرانس برس.

وأكد محمد حسين "نحن شعب فلسطيني أعزل ولا نملك السلاح" مناشدا وقف الحرب والقتل، مضيفا "نريد وقفا لإطلاق النار. وقفا لإطلاق النار".

وأعلن الجيش الإسرائيلي حظر التنقل على محور صلاح الدين الرئيسي في غزة.

وقال الناطق باسمه "خلال الساعات الماضية بدأت قوات جيش الدفاع عملية برية محددة في منطقة وسط قطاع غزة وجنوبه بهدف توسيع المنطقة الدفاعية بين شمال القطاع وجنوبه".

أضاف "من أجل سلامتكم يحظر الانتقال على محور صلاح الدين بين شمال القطاع وجنوبه وبالعكس"، متابعا "التحرك من شمال القطاع إلى جنوبه يسمح فقط عبر طريق الرشيد (البحر)".

ولم يحدد المتحدث ما إذا كان الجيش يسمح بالتحرك من الجنوب إلى الشمال. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب وكالة فرانس برس التوضيح.

وشوهد فلسطينيون يفرون جنوبا على طول طريق صلاح الدين بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين على عربات تجرها الحمير محملة بالأمتعة.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر إن إسرائيل تسيطر على وسط وجنوب قطاع غزة وتقوم "بتوسيع المنطقة الأمنية" وإنشاء منطقة عازلة بين الشمال والجنوب.

وأفاد مسؤول في وزارة الداخلية في غزة فرانس برس أن "الاحتلال أغلق منذ أمس مفترق الشهداء على طريق صلاح الدين (نتساريم) وقطع حركة التنقل بين شمال وجنوب قطاع غزة في انتهاك صارخ للاتفاق" الذي أبرم بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر بعد 15 شهرا من الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأضاف "دبابات الاحتلال توغلت على مفترق نتساريم بعد انسحاب عناصر الأمن الأميركي الخاص صباح أمس".

وانتشر هؤلاء في شباط/فبراير في إطار إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه اغتيال قائد جهاز الأمن العام في غزة رشيد جحجوح، ضمن سلسلة استهدافات لقياديين في حماس خلال الأيام الماضية.

وأورد أدرعي إن الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) هاجما "خلال الايام الأخيرة وقضيا على الارهابي المدعو رشيد جحجوح قائد جهاز الأمن العام الحمساوي والذي تولى منصبه بعد القضاء على سلفه المدعو سامي عودة في يوليو (تموز) 2024".

- "أسوأ كوابيسهم" -

ويثير تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، خشية من تفاقم الأزمة الانسانية التي تطال سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

ندد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس باستمرار "أسوأ المحن اللاإنسانية" على سكان غزة بعدما جددت إسرائيل ضرباتها والعمليات البرية في القطاع.

وقال فيليب لازاريني على منصة "إكس"، "مرّ ما يقرب من ثلاثة أسابيع وما زالت السلطات الإسرائيلية تمنع دخول المساعدات الإنسانية أو إمدادات تجارية أساسية". وأضاف "أمام أعيننا وفي كل يوم، يمر سكان غزة مرة تلو الأخرى بأسوأ كوابيسهم".

وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، الى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دمارا هائلا وأزمة انسانية كارثية.  

وامتدّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.

لكنّ المفاوضات التي جرت أثناء التهدئة بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر وصلت إلى طريق مسدود.

وتريد حماس الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنصّ على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

في المقابل، تريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف نيسان/أبريل وتطالب بـ"نزع السلاح" من غزة وإنهاء سلطة حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007، للمضي قدما في المرحلة الثانية.

وفي ما بدت محاولة للضغط على حماس، سبق لإسرائيل أن منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وقطع الكهرباء.

وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

وأدّت الحرب في غزة إلى مقتل 49,617 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي