مفاوضون إسرائيليون في مصر لمناقشة قضية الرهائن في غزة  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-17

 

 

سكان من بيت لاهيا في شمال غزة حول مائدة إفطار وسط الدمار في 15 آذار/مارس 2025 (ا ف ب)   القدس المحتلة - أعلنت إسرائيل الأحد 16مارس2025، إرسال مفاوضين إلى مصر ليناقشوا مع الوسطاء المصريين قضيّة الرهائن في غزة، فيما تهدّد خلافات عميقة وقف إطلاق النار الهشّ في القطاع.

وكشف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن "فريقا من المفاوضين وصل إلى القاهرة ليناقش مع مسؤولين مصريين كبار قضيّة الرهائن".

والأحد، غادر وفد من حماس برئاسة كبير المفاوضين خليل الحية القاهرة إلى الدوحة التي تستضيف المكتب السياسي للحركة، بحسب ما أفاد مصدر فلسطيني مطلع على سير المفاوضات.

والسبت، قال مكتب نتانياهو إن "رئيس الوزراء أوعز إلى فريق التفاوض بالاستعداد لمواصلة المحادثات على أساس رد الوسطاء على اقتراح (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف بالإفراج الفوري عن إحدى عشرة رهينة أحياء ونصف الرهائن القتلى"، مستبعدا بذلك عرض الحركة الإسلامية الفلسطينية الإفراج عن رهينة إسرائيلي-أميركي وإعادة جثث أربعة آخرين.

وبدأت مفاوضات غير مباشرة الثلاثاء في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، لكن الوفدين غادرا الدوحة الجمعة.

بعد نحو 15 شهرا على اندلاع الحرب في قطاع غزة عقب هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.

وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الذين خطفوا بمعظمهم في يوم الهجوم، إلى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

وسمحت إسرائيل أيضا بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلّق دخولها في الثاني من آذار/مارس.

وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من آذار/مارس من دون توافق بشأن المراحل التالية، إلا أن الحرب المفتوحة لم تستأنف.

- هامش "سيغلق سريعا" -

وفي تصريحات لقناة "سي ان ان" الأحد، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن مقترحه يتضمّن عودة خمسة رهائن أحياء، من بينهم الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، في مقابل إطلاق سراح "عدد كبير من السجناء الفلسطينيين" من السجون الإسرائيلية.

وصرّح "كنت أظنّ أن المقترح كان مقنعا"، مشيرا إلى أنه أخطر به مسبقا الطرف الإسرائيلي.

غير أن ردّ حماس كان "غير مقبول بتاتا"، بحسب ما قال ويتكوف محذّرا من أن "هامش الفرصة المتاحة (لحماس) سيغلق سريعا".

وكانت الحركة قد أعربت الجمعة عن استعدادها للإفراج عن عيدان ألكسندر وتسليم رفات أربعة إسرائيليين من حاملي الجنسية الأميركية، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.

ومع نهاية المرحلة الأولى، طلبت إسرائيل تمديدها حتى منتصف نيسان/أبريل، لكن حماس تصرّ على الانتقال إلى المرحلة الثانية المفترض أن تضع حدا للحرب والتي تقوم على انسحاب إسرائيل من غزة وإعادة فتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج عن باقي الرهائن.

وبغية الانتقال إلى المرحلة الثانية، تطالب إسرائيل من جهتها بإبعاد قيادة الحركة من غزة حيث تتولّى الحكم منذ 2007 وتفكيك ذراعها العسكرية ونزع سلاحها.

وفي رأي محمد حلس (41 عاما) وهو مهندس معماري يقيم مع عائلته في خيمة في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة، "سوف تتفق حماس واسرائيل رغما عنهما، لأن ترامب لا يريد حروبا ويريد تحرير الأسرى، الطريق الأسرع للحل أمام حماس هي تحرير الأسرى".

وقال الشاب "الوضع في غزة كارثي ويزداد صعوبة كل يوم".

- "انتهاك فاضح" -

أسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48572 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وتشن إسرائيل بوتيرة شبه يومية ضربات في غزة منذ مطلع آذار/مارس، مستهدفة غالبا نشطاء تقول إنهم يزرعون متفجرات.

وأعلن الدفاع المدني ووزارة الصحة التابعة لحركة حماس السبت مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم إعلاميون، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا في شمال غزة تزيد من هشاشة الهدنة السارية في القطاع.

وبعد الضربة، وهي الأكثر حصدا للأرواح منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، اعتبرت حماس أن ما حصل يُشكّل "انتهاكا فاضحا" لاتفاق وقف النار.

وقال الدفاع المدني في غزة إن بين القتلى التسعة ثلاثة مصورين صحافيين على الأقل، أحدهم متخصص في التصوير بواسطة المسيّرات، وسائقا.

وأشار الى أن اثنين من القتلى كانا يعملان في مؤسسة خير الخيرية، أحدهما متحدث باسمها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان إنه في وقت سابق السبت "تم تحديد هوية إرهابيين كانا يشغلان طائرة مسيرة شكلت تهديدا لقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة بيت لاهيا".

وتابع "هاجم جيش الدفاع الإرهابيين، وبعد ذلك، قام عدد من الإرهابيين الإضافيين بجمع معدات تشغيل الطائرة بدون طيار في منطقة الهجوم ودخلوا السيارة. وهاجمت قوات الجيش الإسرائيلي الإرهابيين".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي