
بروكسل - أظهرت رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس جنوب إفريقيا تقاربهما الخميس في الكاب، وسط اضطرابات دبلوماسية وتجارية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وأعلن رئيس جنوب افريقيا سيريل رامابوزا في افتتاح الاجتماع أمام الصحافة أنّ "هذه القمة تعقد في وقت يسوده عدم اليقين على مستوى العالم يتسم بتصاعد الأحادية والقومية الاقتصادية".
من جهته أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا أن النظام العالمي "يواجه تحديات متزايدة والحمائية" في حين أكدت فون دير لايين أنّه "عصر المواجهة والمنافسة العالمية القصوى".
- مباحثات حول اوكرانيا -
وبعد سبع سنوات من آخر هذه "القمم" - وهو تأخير بررته جائحة كوفيد وفقا لسيريل رامابوزا - فإنّ هذه القمة الأخيرة "التي توجت بالنجاح" وفقا لأنطونيو كوستا و"الدافئة" بحسب وصف فون دير لايين، أُعلن عنها الشهر الماضي بعد أسابيع من بدء رئاسة ترامب الجديدة التي تضرب مجددا جنوب افريقيا.
ومن المفارقة أنّ الولايات المتحدة أجرت أخيرا تقاربا كبيرا مع روسيا بينما كان التقارب بين بريتوريا وموسكو أحد انتقادات ادارة بايدن.
وقال رامابوزا الخميس "في الماضي، اتُّهمنا بالتحيز. وأثبتت مشاركتنا أننا على الحياد".
ويتوقع أن يستقبل رامابوزا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى الشهر المقبل، خلال زيارة رسمية في 10 نيسان/أبريل.
وقالت فون دير لايين "كنت سعيدة للغاية عندما علمت أن الرئيس زيلينسكي سيقوم بزيارة" لجنوب افريقيا، مؤكدة انه "من الأهمية بمكان" التباحث حول "كيفية التوصل إلى اتفاق سلام" في أوكرانيا.
- استثمارات بالمليارات -
وأعلنت فون دير لايين عن خطّة استثمار بحوالى خمسة مليارات يورو في جنوب إفريقيا، تشتمل على "تمويل للانتقال في مجال الطاقة"، فضلا عن مبلغ "لتطوير صناعة اللقاحات"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
والقاسم المشترك بين الاتحاد الأوروبي وبريتوريا هو أنهما مستهدفان من ترامب، اذ حُرمت جنوب افريقيا من تمويل واشنطن واتُهمت في مرسوم رئاسي بمعاملة أحفاد المستوطنين الأوروبيين بطريقة "غير عادلة" وكذلك بسبب شكواها بشأن الإبادة الجماعية ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وفي ظل تفاقم الخلاف التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فرضت واشنطن رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم من التكتل المكون من 27 دولة، ما دفع المفوضية الأوروبية إلى التعهد بفرض تدابير مضادة اعتبارا من 1 نيسان/أبريل.
وانسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية تمويل المناخ لمساعدة الدول النامية على الانتقال إلى الطاقة النظيفة، ومن أبرز المستفيدين منها جنوب إفريقيا.
وصرّح مسؤول في الاتحاد الأوروبي أنّه سيتمّ مناقشة "شراكات انتقال الطاقة العادلة" في قمة كيب تاون.
وقال المسؤول "لدينا بالفعل مستوى عال جدا من التعاون، لكننا نرغب في المضي قدما" موضحا أنّ هذه القمة "تهدف في الواقع إلى اتخاذ خطوات مهمة نحو تعاون أوثق وأكثر استراتيجية".
وأشار المسؤول أنّ الاتحاد "لا يمكنه أن يتدخل ببساطة لسد الفراغ الكبير الذي تُحدثه الولايات المتحدة، خصوصا هذه الإدارة".
وأوضح "مع ذلك، سنُقيّم الوضع، وسنُناقش مع جنوب إفريقيا، كما هو الحال مع الآخرين، القضايا المطروحة وكيفية تحسين شراكتنا القوية أساسا على أفضل وجه".
وتُعدّ جنوب إفريقيا أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث بلغت قيمة التجارة الإجمالية في السلع، الواردات والصادرات، 49 مليار يورو عام 2023.
ويُعدّ الاتحاد الأوروبي المصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر في جنوب إفريقيا، حيث يُمثّل 47% من المجموع.