ترامب يلقي خطاب "المنتصر" أمام الكونغرس بعدما أربك المشهد الأميركي والعالمي  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-03

 

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء توجهه إلى طائرة الرئاسة أثناء مغادرته قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند في 28 شباط/فبراير 2025 (أ ف ب)   واشنطن - يقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء 4مارس2025، أمام الكونغرس، رؤيته بشأن الولايات المتحدة والعالم، بعد الارتباك الذي أحدثه على الساحة السياسة والدولية مع بدء ولايته الثانية تحت شعار "أميركا أولا"، وفي ظل عزمه على بسط سيطرته على مختلف مؤسسات الدولة.

وبعد أكثر من شهر على تنصيبه، يلقي ترامب خطابه الأول أمام الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض، عند الساعة 21,00 (02,00 بتوقيت غرينتش الأربعاء) في مبنى الكابيتول في واشنطن، الذي شهد في السادس من كانون الثاني/يناير 2021 هجوما عنيفا شنّه أنصار الملياردير الجمهوري.

وأمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، من المتوقع أن يعرض ترامب التدابير التي اتخذها خلال أول 43 يوما من تولّيه منصبه، وتلك التي يعتزم اتخاذها خلال الأيام الـ1419 المتبقية من ولايته.

وقال السناتور الجمهوري تومي توبرفيل إنّه يتوقّع أن يقوم ترامب بـ"تسليط الضوء على الانتصارات التي حققتها إدارته حتى الآن" وتقديم "خطّة للسنوات الأربع المقبلة".

وأضاف مدرّب كرة القدم الأميركية السابق أنّ "الأمر المؤكد" هو أنّ هذا الخطاب "سيكون مختلفا تماما عن المهزلة التي اضطررنا إلى تحمّله على مدى الأعوام الأربعة الماضية في ظل رئاسة (جو) بايدن".

- التحرّك بسرعة وبقوة -

أثبت دونالد ترامب إلى جانب حليفه إيلون ماسك، أنّه عازم على التحرّك بسرعة وبقوة لتطبيق شعاره الداعي إلى "جعل أميركا عظيمة مجددا"، إذ عمد إلى تفكيك وكالات فدرالية وتسريح الآلاف من موظفي الحكومة واحتجاز مهاجرين غير نظاميين في قاعدة غوانتانامو وزيادة الرسوم الجمركية...

وقام بكل ذلك من دون الأخذ في الاعتبار الحدود الدستورية لسلطاته الرئاسية وإضعاف توازن السلطات.

فضلا عن ذلك، اعتمد الرئيس الأميركي أسلوبا فظا في التعامل مع حلفاء بلاده، فلوح بضم كندا بالقوة الاقتصادية إذا لزم الأمر، وادعى أن الاتحاد الأوروبي أُنشئ لـ"الإضرار" ببلاده.

وليست المشادة الكلامية التي جرت الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والتي انتقد خلالها ترامب نظيره بشدة وهدّد "بالتخلي" عن كييف في حربها ضد الغزو الروسي، إلا أحدث مثال على التحوّل في النهج على رأس القوة الأولى في العالم.

يلقي ترامب الثلاثاء خطابه أمام جمهور يدعم بغالبيته أجندته، إذ يسيطر الجمهوريون منذ الانتخابات التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر، على مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ناهيك عن ترسيخ المحافظين في المحكمة العليا بعدما عين ترامب ثلاثة من قضاتها خلال ولايته الأولى.

- استحواذ -

في نهاية كانون الثاني/يناير، أرسل الرئيس الجمهوري لمجلس النواب مايك جونسون رسالة دعا فيها دونالد ترامب لإلقاء هذا الخطاب وعرض "رؤيته التي تحمل عنوان +أميركا أولا+ بشأن مستقبلنا التشريعي"، مؤكدا في الرسالة أن "العصر الذهبي لأميركا بدأ".

وعلى الرغم من رغبة البيت الأبيض المعلنة في توسيع صلاحيات السلطة التنفيذية، وبالتالي التعدّي على السلطة التشريعية للكونغرس، لم يُسمع إلى الآن أي صوت معارض في صفوف البرلمانيين اليمينيين.

وأحكم ترامب قبضته على الحزب الجمهوري منذ انتصاره في انتخابات 2024، فيما يبدي قليلون استعدادا للمجازفة بخسارة مقاعدهم في حال عارضوا الرئيس وقاعدته الانتخابية.

ورغم ذلك، وفقا لمجموعة من استطلاعات الرأي أجراها موقع fivethirtyeight، فإنّ أغلبية ضئيلة من الأميركيين تعبّر عن رأي غير مواتٍ تجاه الرئيس الأميركي، على خلفية مخاوف من تسارع التضخّم.

في المقابل، يكافح الديموقراطيون لإسماع أصواتهم في مواجهة الموجة الإعلامية والسياسية الهائلة التي فرضها حضور الملياردير الجمهوري. وستحاول عضو مجلس الشيوخ الجديدة عن ولاية ميشيغان إليسا سلوتكين، نقل هذا الصوت المعارضمن خلال تقديمها الرد التقليدي على خطاب الرئيس.

وتبلغ سلوتكين 48 عاما وكان وصفها زعيم الديموقراطيين تشاك شومر بـ"نجمة صاعدة" في الحزب. وقالت هذه المحلّلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية إنّها تتطلّع إلى "التحدث مباشرة إلى الشعب الأميركي".

وأضافت "من أمننا الاقتصادي إلى أمننا الوطني، يتعيّن علينا أن نضع مسارا إلى الأمام يعمل على تحسين حياة الناس في البلد الذي نحبه جميعا"، من دون أن تذكر دونالد ترامب.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي