صدام "غير مسبوق".. الأوروبيون يقفون مع زيلينسكي لمواجهة ترامب: إنها مرحلة انسلاخ "التحالفات"!  

أ ف ب-الامة برس
2025-03-01

 

 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض بتاريخ 25 شباط/فبراير 2025 (أ ف ب)   بروكسل - أكد حلفاء أوكرانيا الأوروبيون الذين من المقرر أن يجتمعوا في لندن الأحد، وقوفهم إلى جانب الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعد المشادة الكلامية الحادة في البيت الأبيض مع دونالد ترامب الذي اتهمه بأنه غير مستعد للتوصل إلى السلام مع روسيا.

وإثر مشادة حادة الجمعة في المكتب البيضوي ومغادرة زيلينسكي البيت الأبيض من دون التوقيع على صفقة المعادن كما كان متوقعا، سارع معظم القادة الأوروبيين للدفاع عنه.

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك "لست وحدك"، في عبارة كررها كثر من الزعماء عبر منصات التواصل.

ووجه زيلينسكي الشكر لهم على دعمهم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر العائد من واشنطن حيث التقى ترامب، إنه تحدث إلى كل من الرئيسين وتعهد بتقديم "دعم ثابت" لكييف.

ويجتمع ممثلو أكثر من اثنتي عشرة دولة أوروبية في لندن الأحد في إطار القمة التي ستتمحور وفق الحكومة البريطانية حول حشد الدعم من أجل "إقرار سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.

وسيبحث اللقاء كذلك حاجة أوروبا لزيادة التعاون الدفاعي وسط مخاوف بشأن تراجع الدعم الأميركي لحلف شمال الأطلسي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه مستعد لأن يستهل النقاش بالحديث عن حيازة أوروبا للردع النووي في المستقبل، بعدما دعا إلى ذلك المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس الذي أكد ضرورة أن تتحرك القارة بسرعة "لتستقل" عن الولايات المتحدة في مجال الدفاع.

وتحدث ترامب باستخفاف عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأحدث صدمة لدى الكثيرين في أوروبا عندما تحادث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا التي غزتها موسكو قبل ثلاث سنوات.

- مشادة في العلن -

أثار التحول المفاجئ الذي أحدثه ترامب في الموقف الاميركي من أوكرانيا، وتهميش كييف وأوروبا وسعيه للتقارب مع بوتين، قلق دول الناتو.

وتفاقمت هذه المخاوف الجمعة إزاء المشادة التي حدثت في البيت الأبيض، وانهيار السياسة التي قامت على تقديم دعم غربي هائل لأوكرانيا تقوده الولايات المتحدة منذ الغزو، خلال الشجار العلني أمام وسائل الإعلام.

صاح ترامب ونائبه جاي دي فانس في زيلينسكي واتهماه بعدم إبداء "الامتنان" وبرفض قبول شروط السلام المقترح. وقال ترامب "ليس لديك أي أوراق الآن. إما أن تبرم صفقة أو سننسحب. وإذا خرجنا، فسوف تقاتل ولا أعتقد أن الأمر سيكون جميلا" .

غادر زيلينسكي بعد فترة وجيزة، ونشر ترامب على وسائل التواصل أنه "يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".

أفادت وسائل الإعلام الأميركية أن مسؤولين كبارا في إدارة ترامب طلبوا من زيلينسكي المغادرة.

وقال الرئيس الأميركي لاحقا للصحافيين إن زيلينسكي "يبالغ في تقدير" موقفه، ويجدر به أن يوافق على إنهاء الحرب "على الفور".

رفض زيلينسكي الاعتذار، وقال لشبكة فوكس نيوز في مقابلة بثت بعد اللقاء "لست متأكدا من أننا فعلنا شيئا سيئا". ومع ذلك، قال إنه يتمنى لو لم تحدث المشادة أمام الصحافيين.

أما روسيا فبدت مسرورة بما حدث. ووصف الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف زيلينسكي بأنه "مدمن كوكايين" وتلقّى "صفعة مناسبة في المكتب البيضوي".

وكرر الحزب الجمهوري موقف الروس في إلقاء اللوم على زيلينسكي. ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الرئيس الأوكراني إلى "الاعتذار عن إهدار وقتنا في اجتماع كان سينتهي بالطريقة التي انتهى بها".

ولكن زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر قال إن ترامب وفانس يقومان "بعمل قذر" لصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

- تسوية مع "قاتل"؟ -

بدأ الشجار بعد أن قال ترامب إن أوكرانيا ستضطر إلى تقديم "تنازلات" لإبرام هدنة مع روسيا التي احتلت مساحات شاسعة منها. ورد زيلينسكي بأن بلاده لن تساوم مع "قاتل".

وبعد أن أشار إلى أن جهود السلام السابقة المدعومة من الغرب فشلت في ردع الهجوم الروسي، قاطعه فانس ووصفه بأنه "غير ممتن" لما قدمته له واشنطن.

ثم علا الصراخ وراح ترامب وفانس يوبخان بصوت عالٍ زيليسكي الذي بدا أنه يشعر بالغضب وبعدم الارتياح.

أثار ترامب قلق كييف والأوروبيين بالتحول المفاجئ في سياسته تجاه أوكرانيا وقال إنه سيتوسط بين بوتين وزيلينسكي ورفض إدانة الغزو الروسي.

وقال في المكتب البيضوي إنه "تحدث في مناسبات عديدة" مع بوتين.

والأسبوع الماضي، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" وقال إنه يثق في أن بوتين "سيلتزم" بأي اتفاق يُبرم.

وقال لزيلينسكي أنه بصفته وسيطا لا يمكنه انتقاد أي طرف.

وعندما سألت فوكس نيوز زيلينسكي إذا كان إنقاذ العلاقة مع ترامب ممكنا، قال "بالطبع". لكنه قال أيضا إنه يتمنى لو أن ترامب أبدى "تأييدا أكبر لنا".

في الأثناء، تستمر الحرب في أوكرانيا حيث أعلن الجيش الروسي السبت سيطرته على بلدتي سودني وبورلاتسكي، الواقعتين في جنوب منطقة دونيتسك الشرقية، حيث يواصل تقدمه.

من جانبها،  قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 154 مسيرة فوق عدة مناطق خلال الليل، أسقطت 103 منها.

وفي منطقة أوديسا في الجنوب قالت مصادر محلية إن شخصا قُتل وأصيب ثلاثة آخرون. وأصيب أكثر من 14 شخصا في خاركوف وفي خيرسون.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي