حركة الجهاد الإسلامي تتهم إسرائيل بالسعي "لضم الضفة الغربية بالقوة"    

أ ف ب-الامة برس
2025-02-25

 

 

نازحة فلسطينية تحمل أمتعتها لدى مرورها من أمام أبنية مدمرة في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 24 شباط/فبراير 2025 (أ ف ب)   القدس المحتلة - اتهمت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الاثنين 24فبراير2025، إسرائيل بالسعي الى "ضمّ الضفة الغربية بالقوة"، بعد إخلائها ثلاثة مخيمات من سكانها ونشر دبابات في الضفة المحتلة.

وبدت الشوارع المدمّرة في محيط مخيم جنين في شمال الضفة مقفرة الاثنين، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس، بينما شوهدت في المنطقة ثلاث دبابات ميركافا تمركزت في نقاط مرتفعة.

وكان سكان نزحوا من المخيم يدخلون بين فينة وأخرى عبر طريق خلفي الى المخيم للعودة ببعض الأغراض.

وقال أحمد القرعاوي (52 عاما) "نعود لأخذ بعض الأغراض في أي فرصة تسمح. نخاطر لأن علينا القيام بذلك".

وأضاف "لم يكن لدينا أي شيء عندما غادرنا... لا ملابس، لا شيء. نعود لنأخذ ملابس، لأن الطقس بارد".

وأعلنت إسرائيل الأحد أنها طردت عشرات آلاف الفلسطينيين من ثلاثة مخيمات للاجئين في شمال الضفة، بعدما دخل جيشها هذه المخيمات في إطار عملية عسكرية واسعة ينفّذها منذ شهر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر تعليمات للجنود "للاستعداد لإقامة طويلة في المخيمات التي تم إخلاؤها، لعام من الآن، وعدم السماح بعودة قاطنيها وعودة الإرهاب".

وتوعّد مسؤولون إسرائيليون مرارا بضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة منذ العام 1967، وهو أمر يعارضه بقوة الفلسطينيون والجزء الأكبر من المجتمع الدولي.

وبدأت العملية العسكرية الواسعة في الضفة بعد يومين من بدء تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن عمليات الإخلاء واسعة النطاق ونشر دبابات إسرائيلية في المنطقة لأول مرة منذ مطلع الألفية "تؤكد تخطيط الاحتلال لضمّ الضفة بالقوة".

وندّدت الحركة التي قاتلت الى جانب حركة حماس في قطاع غزة ضد إسرائيل خلال الحرب ولديها حضور قوي في شمال الضفة الغربية بما وصفته ب"خطوة عدوانية جديدة تهدف إلى اقتلاع شعبنا من أرضه".

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن العديد من السكان الذين فرّوا من المخيمات لجأوا إلى "مساجد ومدارس مكتظة".

وأضافت في بيان "يكافح الناس من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والمأوى.. ويكافح المدنيون النازحون أيضا من أجل العثور على معلومات عن أفراد أسرهم الذين أصبحوا في عداد المفقودين أو اعتُقلوا".

بدوره أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الإثنين عن قلقه إزاء تداعيات العملية العسكرية التي تشّنها إسرائيل في الضفة الغربية، مشيرا إلى أنّ "الاستمرار في استخدام تكتيكات حربية فتّاكة في مناطق مأهولة بالسكان أمر مقلق للغاية".

- قلق أممي وأوروبي -

وخلال حرب غزة التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل، تصاعد منسوب العنف في الضفة الغربية كما تصاعدت الدعوات لضمّها، لا سيما من جانب وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

وقُتل خلال هذه الفترة 900 فلسطيني على الأقل بأيدي القوات الإسرائيلية أو بهجمات نفّذها مستوطنون، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وأسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون ومواجهات أثناء العمليات العسكرية عن مقتل 32 إسرائيليا خلال الفترة ذاتها، بحسب أرقام رسمية.

ورفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين "دعوات الضم"، وأعرب عن "قلقه البالغ لتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة من جانب مستوطنين إسرائيليين وغير ذلك من الانتهاكات".

وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس "نراقب عن كثب التطورات ولا يمكننا أن نخفي قلقنا حيال الوضع في الضفة الغربية".

وقدّرت الأمم المتحدة عدد النازحين الفلسطينيين بأربعين ألفا، مشيرة الى أن العملية أودت حتى الآن بحياة 51 فلسطينيا على الأقل بينهم سبعة أطفال، وثلاثة جنود إسرائيليين.

واتهمت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل بمحاولة "ترسيخ الهيمنة العسكرية عبر شقّ محاور استيطانية تعزّز فصل مدن الضفة ومخيماتها".

وتعدّ الضفة الغربية، باستثناء القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، حوالى ثلاثة ملايين فلسطيني إضافة إلى حوالى نصف مليون إسرائيلي يقطنون مستوطنات تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي.

ولم ينشر الجيش الإسرائيلي دبابات في الضفة منذ انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2005.

- تفجيرات -

وقام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي بزيارة غير مسبوقة لتفقّد قواته في مخيم طولكرم للاجئين وأمر بتكثيف العملية العسكرية، بعدما انفجرت قنابل في حافلات خالية في إسرائيل من دون التسبّب بسقوط ضحايا.

وأفاد مسؤولون إسرائيليون أن المتفجرات تشبه تلك التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية في الضفة.

وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر الاثنين إنه تم "القضاء" على عشرات "الإرهابيين وتم توقيف مئات الإرهابيين المطلوبين ومهاجمة بنى تحتية إرهابية" في أنحاء الضفة.

وهدم الجيش عشرات المنازل بالمتفجرات في طولكرم وجنين، وشقّ طرقا جديدة في المخيمات المكتظة.

واستخدم جرافات مصفّحة أحدثت دمارا كبيرا، وقال الجيش إن هدفها إزالة المتفجرات من الطرق.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي