شعبية الرئيس البرازيلي في أدنى مستوى قبل سنة على الانتخابات    

أ ف ب-الامة برس
2025-02-18

 

 

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال مؤتمر صحافي في برازيليا بتاريخ 30 كانون الثاني/يناير 2025 (أ ف ب)   برازيليا - انخفضت شعبية الرئيس البرازيلي اليساري في شباط/فبراير إلى أدنى مستوى لها في ولاياته الثلاث فيما ما زال ترشحه لانتخابات 2026 غير محسوم.

وعد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بأن يكون عام 2025 "عام جني ثمار" وعوده الانتخابية، بعد أن أمضى أول عامين من ولايته في "إصلاح الخراب" الذي ورثه من سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.

لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن البرازيليين، وبالأخص ناخبيه، يشعرون بخيبة أمل إزاء أداء رئيسهم. فقد انخفضت نسبة الذين يصنفون الحكومة على أنها "جيدة" أو "جيدة جدا" بواقع 11 نقطة منذ كانون الأول/ديسمبر، إلى 24%، بحسب استطلاع أجرته الشهر الماضي مؤسسة داتافولها، وهي معهد رائد في البرازيل. وارتفعت نسبة الذين يعتبرونها "سيئة" أو "سيئة جدا" من 34% إلى 41% خلال شهرين.

أنهى عامل المعادن السابق ولايتيه الأوليين (2003-2010) بمستويات شعبية قياسية، وفي منتصف ولايته الثالثة تُطرح أسئلة حول احتمال ترشحه خصوصا بعد تعرضه لنزف قريب من المخ في كانون الأول/ديسمبر استلزم إجراء عملية جراحية.

قال لولا لمحطة إذاعية محلية "عمري 79 عاما ... لا أستطيع أن أكذب على أحد وخصوصا على نفسي ... إذا كنت بصحة جيدة وشعرت بأنني أستطيع الترشح فيمكنني الترشح لكن هذا ليس أولويتي في الوقت الحالي".

ويمكن فهم تراجع شعبية لولا من خلال أربعة عوامل أبرزها الاقتصاد وعدم طرح برامج اجتماعية جديدة.

- الغلاء -

تباطأ التضخم على أساس سنوي في البرازيل إلى 4,56% في كانون الثاني/يناير، وهو رقم قريب من الهدف المحدد، لكن أسعار المواد الغذائية ظلت مرتفعة بنسبة 7,25% على أساس سنوي.

ودفع لولا ثمنا باهظا لسوء تقديره عندما اعتقد أنه يضغط على التجار لتقليص هوامش الربح بقوله متوجها للبرازيليين "إذا كان المنتج باهظ الثمن، فلا تشتروه"، مما أثار موجة من الغضب.

وقال المحلل السياسي أندريه سيزار لوكالة فرانس برس إن تكاليف المعيشة "عنصر أساسي" في تدني شعبية الحكومة.

ولمكافحة ارتفاع الأسعار، يستعد البنك المركزي لزيادة أسعار الفائدة المرتفعة وتبلغ 13,25%، وهو ما من شأنه أن يزيد من تكلفة الاقتراض وقد يقوض شعبية لولا بشكل أكبر، على الرغم من المؤشرات الإيجابية الأخرى مثل معدل البطالة المنخفض تاريخيا.

- تنامي قوة اليمين -

خلال ولايته الأوليين، استفاد لولا من ارتفاع أسعار المواد الأولية لتمويل برامجه الاجتماعية. واستفاد من انتخاب حكومات تقدمية في أميركا اللاتينية، واستُقبل استقبال المنتصر في المحافل الدولية.

لكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لها تداعياتها. وعلى الرغم من عدم أهلية جايير بولسونارو للترشح، فإنه يلقي بكل ثقله على الأوساط المحافظة. ويقول سيزار "الأجندة المحافظة قوية جدا في البرلمان في الوقت الحالي".

- ضعيف في وسائل التواصل الاجتماعي -

ما زال لولا بعيدا من نظرائه في الفضاء الرقمي. ويقول سيزار إن "اليمين يستخدم الفضاء الرقمي، واليسار ما زال يعتمد على الوسائل التقليدية". ويضيف أن حكومة لولا "تجري دائما وراء اليمين الذي يتقدمها دائما بخطوتين".

في كانون الثاني/يناير، تخلت الحكومة عن تبني إجراء يهدف إلى مكافحة التهرب الضريبي بسبب موجة من المعلومات الكاذبة زعمت أن المعاملات عبر تطبيق PIX المنتشر للدفع الفوري ستخضع للضريبة.

وحرضت المعارضة اليمينية الشعب على حكومة اليسار بادعائها أن الفقراء سيكونون الضحايا الأوائل من خلال مقطع فيديو للنائب اليميني المؤيد لبولسونارو نيكولاس فيريرا (28 عاما) والذي شوهد أكثر من 300 مليون مرة.

- الحاجة إلى خطة اجتماعية -

وفي محاولة لتحسين صورته، قام لولا بتعيين خبير في التسويق السياسي رئيسا لوزارة الاتصالات في مطلع السنة. لكن المحللين يؤكدون أن لولا يحتاج إلى خطة جديدة طموحة شبيهة بخطة "بولسا فاميليا"، وهو برنامج مساعدات للفقراء اعتمده خلال ولايته الأولى وأعيد العمل به عندما عاد إلى السلطة في عام 2023.

وقال المؤرخ ماركو أنطونيو فيلا في مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي إن "الحكومة تفتقر إلى البُعد الاجتماعي". وتساءل عما يتضمن برنامج لولا من خطط جديدة، مؤكدا حاجته إلى اتخاذ "خطوة حاسمة وغير تقليدية" من شأنها أن تغير مسار الأمور لصالحه.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي