بعد مرور 500 يوم على العدوان.. لا مقومات للحياة في قطاع غزة  

أ ف ب-الامة برس
2025-02-17

 

 

أطفال وسط الدمار في جباليا في شمال قطاع غزة في 17 شباط/فبراير 2025 (أ ف ب)   القدس المحتلة - بعد 500 يوم على بدء الحرب على قطاع غزة التي شنتها إسرائيل، يشكو السكان من غياب كل مقومات الحياة، وعن أشهر من "الذل والموت والعذاب".

وتقول خديجة حمو (56 عاما) "خمسمئة يوم من الحرب مرّت كأنها خمسمئة عام"، مضيفة "لا توجد خيمة تؤوينا، لا يوجد ماء للشرب أو الاستحمام، لا توجد مقومات حياة في غزة".

ثم تتابع بشيء من الإحباط، وفي وقت تتدفّق على القطاع المدمّر أخبار اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لترحيل سكان قطاع غزة الى خارج، "لكن لا خيارات لدينا سوى البقاء في غزة".

وتسبّب القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي والعمليات القتالية بتدمير أكثر من ثلثي القطاع، كلّيا أو جزئيا. وبدأت منذ نحو ستة أسابيع هدنة هشة بين إسرائيل وحماس بوساطة أميركية وقطرية ومصرية، ما دفع مئات آلاف النازحين للعودة الى مناطقهم في القطاع المحاصر، لا سيما الى مدينة غزة والشمال. لكنهم لم يجدوا إلا الركام.

وتطالب حركة حماس والسكان بإدخال خيم وبيوت متنقلة الى القطاع لإيواء النازحين.

وخلال الحرب، نزح غالبية سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون، أكثر من مرة.

ويقول محمد أبو مرسة (45 عاما)، وهو من سكان منطقة الكرامة شمال مدينة غزة، والذي تنقّل 12 مرة خلال الحرب "500 يوم من الذلّ والمعاناة وسفك الدم. كلّ ما حولنا دمار"، معبّرا عن أمله في "استمرار الهدنة وتبادل الأسرى".

وتقول حمو التي رجعت إلى منزلها الذي أصيب بأضرار بليغة ولم يعد صالحا للحياة، في حي الصبرة بغزة، "500 يوم كشفت للعالم أن إسرائيل ترتكب المجازر وأن شعبنا هو المحتل والمظلوم".

وتسبّب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بمقتل 1211 شخصا معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية ويشمل الرهائن الذين قتِلوا أو توفوا بعد خطفهم واحتجازهم في غزة.

وأدّى الردّ الإسرائيلي على غزة إلى مقتل 48284 شخصا على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

- "لن أترك" -

بالنسبة الى أيمن الجمالي (39 عاما)، وهو من سكان تل الهوى في غرب غزة، "الهاجس لدينا أن تعود الحرب، ويتفرّج العالم على المجازر من دون أن يحرّك ساكنا".

ولا يخفي أن لديه خوفا من أن تستأنف إسرائيل الحرب "في أي لحظة" في ظلّ وجود رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو "المتطرّف" والرئيس الأميركي دونالد ترامب "المجنون"، معتبرا أن "نتانياهو يريد أي فرصة لتدمير غزة".

ويؤكد الرجل الذي يقيم خيمة فوق ركام منزله الذي هدم خلال الحرب، "لم اسافر في حياتي، ولا أنوي ترك البلد إلا إذا قتلونا"، مضيفا "خيمتي شاهد على حرب الإبادة الإسرائيلية".

ويقول محمد سكيك (47 عاما) الذي يقيم في حي النصر شمال غرب غزة "ما حصل زلزال، فقدت والدي وبُترت قدما أخي وأصيبت زوجتي ودُمّر منزلي"، مضيفا "يكفي دمار ومذلة. أطالب بسريان التهدئة، أتمنى أن يعيش أطفالنا مثل أطفال العالم".

وبينما يبقى المستقبل غامضا، والخوف من عودة الحرب سائدا، يضيف "سنبقى عشر سنوات في الخيام، تعبنا".

أما محمد حلس (58 عاما)، فيريد أي فرصة لمغادرة القطاع، "عندما يسمح بسفر المواطنين عبر معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر".

ويقول من مدينة الزهراء المدمّرة بشكل شبه كامل في وسط القطاع، "تعبنا، لا طاقة لنا، نريد أن نعيش ولو سنة بدون حرب ومآس" .









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي