ضغوط أميركية على روسيا وأوروبا لإنهاء حرب أوكرانيا  

أ ف ب-الامة برس
2025-02-14

 

 

   نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في ميونيخ بتاريخ 14 شباط/فبراير 2025 (أ ف ب)   واشنطن - أكد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس الجمعة 14فبراير2025، أن الولايات المتحدة مستعدة للضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قبيل اجتماع مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وسعى فانس لطمأنة البلدان الأوروبية التي تشعر بالقلق من إمكانية استثنائها من المحادثات الرامية لوضع حد للنزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات، قائلا إنه يجب بـ"التأكيد" بأن الدول الأوروبية ستكون على طاولة المفاوضات، لكنه أضاف أنه يتعين على أوروبا تحمل عبء أكبر في الدفاع عن نفسها.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن فانس قوله إن "الرئيس لن يخوض في هذا الملف مغمض العينين.. سيقول +كل شيء على الطاولة، دعونا نتوصل إلى اتفاق+".

وأفاد فانس بأن واشطن قادرة على "الضغط عسكريا" على روسيا بينما أكد دعمه "لاستقلال" أوكرانيا "السيادي".

وأكد فانس أن على أوروبا أن "تكثّف" جهودها الدفاعية بينما تركّز الولايات المتحدة "على مناطق في العالم معرضة لخطر كبير".

وفي تصريحات أدلى بها قبل لقائه فانس في ميونيخ، قال زيلينسكي إنه مستعد لعقد محادثات مباشرة مع روسيا فور توصل كييف إلى موقف مشترك مع الولايات المتحدة وأوروبا بشأن كيفية إنهاء الحرب.

وقال "نحن مستعدون لأي محادثات مع الأميركيين ومع حلفائنا. إذا قدموا لنا ردودا محددة على طلبات معينة وفهما مشتركا بشأن بوتين الخطير، ومن ثم .. سنكون على استعداد للتحدث مع الروس".

وفي هذا السياق، بحث رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك مع الموفد الأميركي الخاص كيث كيلوغ "تنسيق الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم"، بحسب ما أفاد يرماك.

لكن الرسائل الأميركية تبدو مختلطة إذ حذر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث مجددا من أنه سيتعين على شركاء الولايات المتحدة الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) القيام بالمزيد من أجل الدفاع عن أنفسهم وضمان السلام في أوكرانيا مستقبلا.

وقال هيغسيث من وارسو "رسالتنا واضحة جدا لحلفائنا الأوروبيين. حان وقت الاستثمار إذ لا يمكنكم الافتراض بأن التواجد الأميركي سيدوم إلى الأبد".

وأشار هيغسيث أيضا إلى أنه "لا يتوجّب الوثوق ببوتين" للتفاوض مع روسيا، وذلك بعد يومين على تسبب ترامب بصدمة بين حلفائه بقوله إنه أجرى اتصالا هاتفيا وديا مع بوتين اتفقا خلاله على الاجتماع قريبا.

هيمن على مؤتمر ميونيخ القلق العميق من أن تكون واشنطن وموسكو تعملان باتجاه اتفاق سلام سيء لأوكرانيا التي قد يتعين عليها التخلي عن أراض لروسيا مع حرمانها من فرصة الانضمام إلى الناتو.

وبعدما حضت واشنطن أيضا شركاءها الأوروبيين في الناتو على التركيز على الدفاع عن أنفسهم وزيادة الإنفاق الدفاعي إلى خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، سادت توقعات بأن فانس سيعلن خفض عدد القوات الأميركية في القارة.

وأفاد رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن كريستوف هيوسغن  إذاعة ألمانية الجمعة "أعتقد أن نائب الرئيس الأميركي سيعلن اليوم بأنه سيتم سحب جزء كبير من القوات الأميركية من أوروبا".

وحذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من أنه لا يمكن لأوروبا الاستعاضة عن القوات الأميركية في أوروبا "بين ليلة وضحاها"، وأشار إلى أنه يتعيّن بأن تكون هناك "خارطة طريق" تدريجية لأي انسحاب.

- "كل شيء على الطاولة" -

يزور زيلينسكي ميونيخ أيضا للقاء القادة الأوروبيين والضغط من أجل مطلبه تحقيق "سلام عادل" بعد نحو ثلاث سنوات على اندلاع النزاع الذي سيطرت القوات الروسية على اثره على قرابة خمس الأراضي الأوكرانية.

وقبيل خطابه في ميونيخ الجمعة، قال فانس إنه ما زال من المكبر جدا تحديد حجم الأراضي الأوكرانية التي ستبقى في أيدي روسيا أو طبيعة الضمانات الأمنية التي يمكن للولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين عرضها على كييف.

وقال "ثمة الكثير من الصيغ.. لكن يهمنا بأن تحصل أوكرانيا على استقلال سيادي".

وحذّر زيلينسكي الخميس قادة العالم من "الوثوق في مزاعم بوتين بشأن استعداده لإنهاء الحرب".

وحذّرت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس الخميس من أن "أي اتفاق يتم خلف ظهورنا لن ينجح... محاولات الاسترضاء هذه دائما تفشل".

ويسود قلق بالغ في أوساط القادة الأوروبيين والدبلوماسيين والمسؤولين العسكريين في ميونيخ حيال الهوة التي تزداد عمقا بين الولايات المتحدة وأوروبا وحتى حيال النظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية.

- ضربة على تشيرنوبيل -

وفضلا عن فانس، يتوجه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أخيرا إلى أوروبا الجمعة بعدما أُجبرت طائرته على العودة بسبب عطل فني.

وقال ترامب الخميس إن "شخصيات عالية المستوى" من موسكو وكييف وواشنطن ستجتمع في ميونيخ الجمعة لكن منظمي المؤتمر نفوا الأمر لاحقا.

وفي إطار حديثه عن خط الجبهة في أوكرانيا، قال زيلينسكي الجمعة إن مسيرة روسية استهدفت غطاء الوقاية من الإشعاعات في محطة  تشيرنوبيل للطاقة النووية، مضيفا بأن مستويات الإشعاعات طبيعية.

وذكر سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 133 مسيرة على أنحاء البلاد خلال الليل، بما في ذلك مسيرات هجومية، مستهدفة مناطق شمالية حيث تقع محطة تشيرنوبيل.

وأفاد زيلينسكي بأن الهجوم يعد دليلا على أن "بوتين بكل تأكيد لا يستعد للمفاوضات -- إنه يستعد لمواصلة خداع العالم".

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي