في صفقة جريئة : الجزائر تحصل على مقاتلات “سو-57″ الشبحية الروسية لـ”تعزيز تفوقها الجوي في شمال إفريقيا”

الأمة برس
2025-02-13 | منذ 4 ساعة

مقاتلة "سو-57" الشبحية الروسية (أ ف ب)الجزائر ـ أفادت مواقع متخصصة في الشؤون الدفاعية بأن الجزائر أصبحت أول زبون أجنبي سيحصل على مقاتلات “سو-57” الشبحية الروسية، وهي طائرات تعادل في فئتها المقاتلات الأمريكية “أف 35″، لكنها أقل تكلفة.

ووفقًا لتقارير نشرها موقع Defence Blog ومصادر أخرى مهتمة بالمجال العسكري، فإن طيارين جزائريين يخضعون حاليًا لتدريبات في روسيا تحضيرًا لاستلام الطائرات، مع توقعات ببدء عمليات التسليم ودخول الخدمة خلال العام المقبل.

وكانت شركة روسوبورون إكسبورت، الوكالة الروسية لتصدير الأسلحة، قد أعلنت في وقت سابق عن تلقيها طلبًا لتصدير المقاتلة من طرف مشترٍ أجنبي لم يُكشف عنه رسميًا، لكن مصادر متطابقة تؤكد أن الجزائر هي الدولة المعنية بالصفقة.

وتتزامن هذه الأنباء مع جهود الجزائر لتعزيز قدراتها الجوية، حيث تمتلك بالفعل مجموعة متنوعة من المقاتلات الروسية المتطورة، مثل “سو-30MKA” و”ميغ-29″، إلى جانب منظومات دفاع جوي متقدمة من طراز “إس-300”. ومن المتوقع أن تعزز إضافة “سو-57” إلى أسطولها من قدراتها القتالية، مما يعزز موقعها ضمن أقوى القوات الجوية في إفريقيا.

ولا تزال تفاصيل العقد غير معلنة رسميًا، لكن تقارير سابقة أشارت إلى أن النسخة التصديرية من “سو-57” ستكون أقل تكلفة من نظيراتها الغربية مثل “إف-35” الأمريكية، وهو ما قد يجعلها خيارًا جذابًا للدول الراغبة في امتلاك مقاتلات شبحية متقدمة.

وتعد “سو-57” بمثابة الرد الروسي على المقاتلات الشبحية الغربية من الجيل الخامس، مثل “إف-35 لايتنينغ II” الأمريكية و”جي-20″ الصينية. وتتميز الطائرة الروسية بقدرات متقدمة، ومناورة فائقة، وإلكترونيات طيران حديثة، ما يجعلها منافسًا قويًا في سوق الطائرات القتالية المتطورة.

ويأتي هذا التعاقد في إطار جهود الجزائر المستمرة لتحديث قواتها المسلحة والحفاظ على تفوقها الجوي الاستراتيجي في شمال إفريقيا. وبينما لا تزال المواعيد الدقيقة للتسليم غير واضحة، تشير التقارير إلى أن أولى الطائرات قد تدخل الخدمة في سلاح الجو الجزائري بحلول نهاية عام 2026.

وخلال الاستعراض العسكري الذي أقيم بمناسبة احتفالات الثورة السنة الماضية، كشفت الجزائر عن امتلاكها منظومة الصواريخ الباليستية “إسكندر-E” الروسية، لتكون أول دولة عربية تحصل على هذا السلاح المتطور.

وكانت الجزائر في موازنتها لهذا العام، قد خصصت ميزانية ضخمة لوزارة الدفاع تبلغ أكثر من 25 مليار دولار، بزيادة قدرها 3 مليارات عن ميزانية العام السابق، التي بلغت 22 مليار دولار. ويعزو مراقبون هذا الإنفاق العسكري العام، إلى حجم التوترات الأمنية المتفاقمة في المنطقة، والتي تفرض على القوات الجزائرية تعزيز جاهزيتها وإمكاناتها.

وتؤكد هذه الصفقة أن روسيا تبقى الخيار الأول للجزائر في مجال التسليح، حتى مع الرغبة المعلنة في تنويع الشركاء العسكريين، سواء في الدول الغربية مثل إيطاليا وألمانيا أو الدول التي خطت خطوات كبيرة في مجال الصناعة العسكرية مثل الهند التي زارها قبل أيام رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، أو البرازيل التي تعد أيضا من الدول التي تريد الجزائر تعزيز التعاون العسكري معها.

ويأتي الحديث عن هذه الصفقة من جانب آخر، ليؤكد تمسك الجزائر باستقلاليتها في مجال إبرام صفقات التسلح، خاصة في ظل الضغوط الغربية التي حاولت منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، معاقبة الدول التي تشتري الأسلحة من روسيا.

وكان وزير الخارجية الحالي في الولايات المتحدة مارك روبيو في صدارة أصحاب تلك الدعوات، خلال شغله لمنصب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث وجّه رسالة شهيرة لوزير خارجية بلاده آنذاك أنطوني بلينكن في 16 أيلول/سبتمبر 2022، يدعوه فيها لفرض عقوبات على الجزائر، على خلفية الحرب الروسية الأمريكية.

وقال هذا السيناتور عن ولاية فلوريدا في رسالته، إنه يشعر “بقلق بالغ فيما يتعلق بالمشتريات الدفاعية الجارية بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والاتحاد الروسي”، زاعما أن شراء السلاح الروسي يدعم موسكو في زعزعة الاستقرار، لأنه سيؤدي حسبه إلى زيادة تمكين آلة الحرب الروسية في أوكرانيا. مبرزا أن “الجزائر من بين أكبر أربعة مشترين للأسلحة الروسية في جميع أنحاء العالم، وبلغت ذروتها بصفقة أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار في عام 2021”، وهي الصفقة التي تبين أنها غير حقيقية، وفق عدة وسائل إعلام حققت في الموضوع.

ولكن بعد تنصيب مارك روبيو كوزير للخارجية الأمريكية ، أجرى محادثات عبر الهاتف مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، وانتقل روبيو فيه من الدعوة لمعاقبة الجزائر حينما كان سيناتورا إلى إبداء رغبة قوية في التعاون مع البلاد، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

وبعد يومين من تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب، أظهرت الجزائر والولايات المتحدة رغبة أكبر في تعميق العلاقات الدبلوماسية والعسكرية بينهما.

وفي زيارة على قدر بالغ من الأهمية، وفق ما وصفها الإعلام الجزائري، حلّ قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، الفريق أول مايكل لانغلي، الأربعاء، بالجزائر، حيث تم استقباله من قبل الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة. وسبق لهذا العسكري أن زار الجزائر عدة مرات، في ظل تعدد مجالات التعاون بين الجانبين خاصة الحرب على الإرهاب.

وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان، حينها، إن البلاد وقعت مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة اليوم الأربعاء تركز على التعاون العسكري.

وأضافت الوزارة أن مذكرة التفاهم تم توقيعها خلال اجتماع بين نائب وزير الدفاع الجزائري، السعيد شنقريحة، وقائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، مايكل لانغلي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي