
كيشيناو(مولدافيا) - رفضت منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدافيا والموالية لروسيا، عرضا أوروبيا جديدا الاثنين بمدها بالغاز رغم أزمة الطاقة الحادة التي تعانيها منذ توقف إمدادات "غازبروم".
واختارت المنطقة بدلا من ذلك حلا بديلا تموله روسيا يتم عبره نقل الغاز من المجر.
وقال زعيم المنطقة الانفصالية فاديم كراسنوسلسكي على "تلغرام" الاثنين "من الآن فصاعدا، ستوفر الغاز شركة مجرية" يدفع لها وسيط في دبي بموافقة مولدافيا.
وأضاف أن الإمدادات باتت "ممكنة بفضل الدعم المالي واللوجستي الروسي".
تحصل المجر على الجزء الأكبر من الغاز من روسيا عبر خط أنابيب "توركستريم" الذي يمر في تركيا.
ومطلع شباط/فبراير، بدأت مولدافيا إيصال الغاز لتزويد سكان ترانسنيستريا بالتدفئة بالاعتماد على مساعدات طارئة بقيمة 30 مليون يورو (30,9 مليون دولار) من الاتحاد الأوروبي، في سابقة بالنسبة للمنطقة المؤيدة لروسيا.
سمح الاتفاق للمنطقة بالصمود لنحو عشرة أيام. وقدّم الاتحاد الأوروبي بعد ذلك عرضا ثانيا بقيمة 60 مليون يورو أرفقه بشروط تتعلق بالحريات وحقوق الإنسان في المنطقة، ليقابل بالرفض من ترانسنيستريا.
وأعلنت ترانسنيستريا المعترف بها دوليا كجزء من مولدافيا، الاستقلال بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتعتمد مذاك على الدعم المالي الروسي.
وزودت مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة المنطقة بالغاز مجانا دعما للانفصاليين.
لكن في الأول من كانون الثاني/يناير، توقفت إمدادات الغاز عبر أوكرانيا عندما رفضت كييف تجديد اتفاق لمرور الغاز مع موسكو.
ورفضت "غازبروم" استخدام خطوط أنابيب أخرى مشيرة إلى نزاع مالي مع مولدافيا على الديون التي يتعين على كيشيناو تسديدها.
وانتقدت مولدافيا الخطوة باعتبارها محاولة من الكرملين لزعزعة الاستقرار، علما بأن موسكو غير راضية عن التقارب المولدافي الأوروبي في عهد الرئيسة مايا ساندو التي وصلت إلى السلطة أواخر العام 2020.
وأفادت مولدافيا الاثنين بأنها ستسمح بمرور الغاز عبر أراضيها.
وقال رئيس الوزراء المولدافي دورين ريسيان "إذا فشل الحل الذي اختاره النظام في حلحلة المشكلة على الأمد البعيد.. فسنواصل السماح بهذه التجارة ولن نترك الناس يموتون من البرد".
وأضاف "كان عرض الاتحاد الأوروبي حلا لتحرير المنطقة من الابتزاز وعدم الاستقرار من جهة الطاقة.. لكن روسيا لم تسمح لها بقبول المساعدة الأوروبية خوفا من فقدان السيطرة" على المنطقة.
كانت مولدافيا قبل الأزمة تحصل على جزء كبير من الكهرباء التي تصل إليها من محطة حرارية للطاقة تعمل بالغاز في ترانسنيستريا.
ومنذ بدء الأزمة، باتت تستورد الكهرباء من رومانيا، ما ضاعف الفواتير بالنسبة لسكانها.