![](/img/grey.gif)
عواصم - نقلت صحيفة أميركية عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفة أنها أول محادثة مباشرة معروفة بينهما منذ أوائل 2022، حسب الشرق الأوسط.
وكان ترمب قد تعهد مراراً خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكن الجدول الزمني للبيت الأبيض استغرق وقتاً أطول للوصول إلى هذه المحادثة. وعندما سأل الصحافيون ترمب على متن طائرة الرئاسة عن عدد المرات التي تحدث فيها مع بوتين صرّح: «من الأفضل ألا أقول». وقال ترمب: «إنه (بوتين) يرغب في عدم سقوط مزيد من القتلى». وأضاف: «آمل أن يكون ذلك سريعاً (إنهاء الحرب) لأن الناس يموتون كل يوم. هذه الحرب سيئة للغاية في أوكرانيا، وأريد إنهاء هذا الشيء اللعين».
اتصالات عبر قنوات مختلفة
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله الأحد إنه ليس بوسعه أن «يؤكد أو ينفي» تقارير عن محادثة بين بوتين وترمب. ورداً على طلب من «تاس» للتعليق مباشرة على التقرير الذي أوردته «نيويورك بوست»، قال بيسكوف: «كثير من الاتصالات تتم... تلك الاتصالات تتم عبر قنوات مختلفة... أنا شخصياً قد لا أعلم شيئاً أو لا أكون على دراية بها، وبالتالي في تلك الحالة ليس بوسعي أن أنفي أو أؤكد».
وقال ترمب الأسبوع الماضي إن فريقه «أجرى محادثات جيدة للغاية» مع الجانب الروسي، ووصف نظيره الروسي بأنه «كانت تربطه دائماً علاقات جيدة معه»، ولديه خطة ملموسة لإنهاء الحرب، لكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. وذكرت وكالة «رويترز» في وقت سابق من الشهر الحالي أن روسيا تعد السعودية والإمارات من المواقع المحتملة لاستضافة قمة بين ترمب وبوتين.
وخلال استقبال رئيس الوزراء الياباني يوم الجمعة قال ترمب للصحافيين إنه من المحتمل أن يلتقي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال أيام لمناقشة إنهاء الحرب.
وفي 14 يونيو (حزيران)، حدّد بوتين شروطه لإنهاء الحرب، وهي تخلّي أوكرانيا عن طموحات الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وسحب قواتها من كل المناطق التي ضمتها روسيا من جانب واحد. وذكرت «رويترز» في نوفمبر (تشرين الثاني) أن بوتين منفتح لمناقشة ترمب في إمكانية إبرام اتفاق سلام مع أوكرانيا، لكنه يستبعد التخلي عن أي مساحات كبيرة من الأرض التي تسيطر عليها روسيا بالفعل، ويصرّ على تخلّي كييف عن فكرة الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء الماضي، استعداده للتحدث مع بوتين لإنهاء الحرب، والجلوس على مائدة المفاوضات إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وشدّد الرئيس الأوكراني في تغريدة عبر «إكس» على أهمية الضمانات الأمنية الأميركية في أي اتفاق سلام ترعاه الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا، بوصفها الضامن الأكثر أهمية. وقال: «هذا أمر بالغ الأهمية، سواء كان الأمر يتعلق بوحدة عسكرية أو أسلحة أو وجود بحري أو أنظمة دفاع جوي. يجب أن يكون ذلك جهداً مشتركاً بين الولايات المتحدة وأوروبا». وأضاف: «يجب أن يكون إنهاء الحرب انتصاراً لترمب وليس لبوتين»، وأكد على ضرورة الضمانات الأمنية حتى يتم التحرك نحو المسار الدبلوماسي.
نقاشات أوروبية
من جانبه، أعلن كيث كيلوج، المبعوث الخاص لترمب إلى أوكرانيا وروسيا أنه سيجري مناقشات مع القادة الأوروبيين خلال المؤتمر الذي يعقد من الرابع عشر إلى السادس عشر من الشهر الحالي، وسيقدم تقريره فيما بعد للرئيس ترمب ليعلن هذه الخطة. وقال في تصريحات لشبكة «نيوز ماكس» الأسبوع الماضي إنه سيلتقي بحلفاء الولايات المتحدة المستعدين للعمل مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن استراتيجية إدارة ترمب هي العمل بمبدأ «السلام من خلال القوة».
وحول الأدوات التي يمكن للإدارة الأميركية استخدامها لإقناع الأطراف بالمجيء إلى المفاوضات، قال كيلوج: «سيستخدم الرئيس حسب الضرورة جميع أدوات القوة الأميركية لإنهاء هذه المذبحة المستمرة خلال السنوات الثلاث الماضية». ولمح إلى أن الرئيس مستعد لمضاعفة العقوبات على روسيا لزيادة الضغط لإنهاء الحرب. وكان ترمب فور توليه السلطة قد هدد بفرض تعريفات جمركية جديدة على روسيا إذا لم توافق على اتفاق لوقف القتال.