![](/img/grey.gif)
القدس المحتلة - انسحبت القوات الإسرائيلية الأحد 9فبراير2025، من مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه حيث سمح للمركبات التنقل في الإتجاهين للمرة الأولى، تنفيذا لاتفاق وقف النار بين حركة حماس والدولة العبرية.
وأتى الانسحاب غداة خامس عملية تبادل للرهائن والمعتقلين بين حماس وإسرائيل.
وسمح الأحد للمركبات التنقل في الاتجاهين بين شمال القطاع وجنوبه، بعدما كان مسموحا فقط من الجنوب إلى الشمال.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان عدم وجود قوات إسرائيلية الأحد في المكان.
وكان الجيش الإسرائيلي انسحب قبل إسبوعين من محور نتساريم الواصل بين شارع الرشيد غربا وطريق صلاح الدين شرقا، ضمن تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الذي سمح في 27 كانون الثاني/يناير الماضي بعودة النازحين الفلسطينيين سيرا من جنوب القطاع إلى شماله عبر شارع الرشيد بدون تفتيش.
وأكد مصدر في وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة لوكالة فرانس برس أن القوات الإسرائيلية "فككت مواقعها ونقاطها العسكرية وانسحبت كليا الدبابات من مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين، إذ سمح للمركبات المرور بالاتجاهين".
وأوضح أن عناصر الأمن الخاص الأميركيين والمصريين يتولون عملية تفتيش المركبات "التي تمر من الجنوب إلى الشمال فقط".
وأشار إلى أن الآليات العسكرية الإسرائيلية "تتواجد حاليا على بعد مئات الأمتار في منطقة ملكة شرق صلاح الدين".
كذلك، سمح بمرور المركبات من الجنوب إلى الشمال لكن بعد تفتيشها إلكترونيا على حاجز مفترق نتساريم، بإشراف عناصر الأمن الأميركي والمصري.
وأظهرت مشاهد صورتها وكالة فرانس برس أن حركة مرور الآليات عادت في الاتجاهين صباح الأحد.
وشهدت سيارات وحافلات وشاحنات وعربات تجرها حمير على طريق صلاح الدين.
ورأى الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع أن الانسحاب من محور نتساريم "يُعدّ استكمالا لفشل أهداف حرب الإبادة على شعبنا".
- "أسوأ من الجحيم" -
وعاد عشرات الفلسطينيين إلى بيوتهم المدمرة كليا في محيط مفترق نتساريم في منطقتي الزيتون جنوب المفترق، والمغراقة في شماله.
وكان طابور طويل من السيارات والتوك توك وشاحنات صغيرة وعربات تجرها حمير تنتظر العبور في اتجاهي مفترق نتساريم.
وقال أسامة أبو كميل (57 عاما) وهو من سكان المغراقة "ما شاهدناه كارثة، دمار مرعب، الاحتلال دمر كل المنازل والمحلات والمزارع والمساجد والجامعات ومقر المحاكم".
وأوضح الرجل الذي كان نازحا لأكثر من عام في منطقة المواصي بخان يونس في جنوب القطاع "سأقيم خيمة لي ولعائلتي بجانب ركام المنزل، لا خيار لدينا، نريد أن نتكيف مع الظروف القاسية الحالية، لقد عشنا معاناة قاسية في الخيام المهترئة، الحياة في غزة أسوأ من الجحيم".
وقال محمود السرحي (44 عاما) وهو من سكان حي الزيتون "هذه المرة الأولى التي أرى منزلنا المدمر، الوصول إلى مفترق نتساريم كان يعني الموت حتى صباح اليوم".
وأضاف "كل المنطقة صارت خرابا، لا استطيع أن أسكن هنا، الدبابات الإسرائيلية يمكن أن تتوغل في أي وقت، المنطقة غير صالحة للسكن، خطيرة جدا".
وانتشر الدمار على جانبي شارع الشهداء (محور نتساريم) حيث عشرات المنازل والمباني ومقرات خمس جامعات فلسطينية مدمرة بالكامل.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إنه تم العثور على "جثث وهياكل عظمية لعدد من المواطنين بعد تراجع الاحتلال من محور نتساريم".
وبدت حفر كبيرة في وسط الطريق، وبقايا شبكات الكهرباء والمياه.
وبدأ عدد من عمال بلديتي غزة والمغراقة بتمهيد بعض الطرقات.
وقال مصدر مطلع في حماس لفرانس برس "الوسطاء أبلغونا بتعهد الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، وإزالة الركام، لكن حتى الان لم يلتزم الاحتلال بالشق الإنساني".
وأضاف "نراقب مدى التزام الاحتلال بما في ذلك لإدخال الكرفانات والخيام، حيث تم إدخال عدد قليل من الخيام، رغم أنه من المفروض وفق الاتفاق إدخال 200 الف خيمة مؤقتة، و60 الف كرفان، وكميات كافية من الوقود ومواد ترميم المستشفيات خلال الشهر الأول" من سريان وقف النار.
- "سننجز المهمة" -
وقال مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة فرانس برس "نستعد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار تبعا لتعليمات الدوائر السياسية".
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واحتُجز خلال الهجوم 251 شخصا رهائن، كما قتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وأدّى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل 48181 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأعلن نتانياهو الذي كان في زيارة للولايات المتحدة إرسال مفاوضين إسرائيليين إلى قطر التي تقوم بجهود وساطة في النزاع، للبحث في المراحل التالية لاتفاق إطلاق النار.
ومن المتوقع أن يرئس نتانياهو لدى عودته من الولايات المتحدة، اجتماعا للحكومة الأمنية الأحد.
وفي مقابلة بثتها محطة "فوكس نيوز" الأميركية ليل السبت، أثنى نتانياهو على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضية بنقل الفلسطينيين من غزة وتولي الولايات المتحدة السيطرة على القطاع المدمر، مؤكدا استعداد إسرائيل لـ"إنجاز المهمة".
وقال "اعتقد أن اقتراح الرئيس ترامب هو أول فكرة جديدة منذ سنوات، وله القدرة على تغيير كل شيء في غزة" معتبرا أنه يعبر عن "مقاربة صحيحة" لمستقبل القطاع الفلسطيني.
أما الدول العربية المعارضة للتهجير القسري للفلسطينيين فتسعى إلى تنسيق مواقفها حيال المقترح الأميركي.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية المصرية الأحد أن مصر ستستضيف قمة عربية طارئة، "لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية".
كذلك توجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الأحد إلى واشنطن لإجراء محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وأعضاء في الكونغرس.