رئيس الوزراء الياباني إلى الولايات المتحدة سعيا للحصول على ضمانات من ترامب  

أ ف ب-الامة برس
2025-02-06

 

 

   صورة مركبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا (أ ف ب)   طوكيو - توجه رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إلى الولايات المتحدة الخميس 6 فبراير 2025، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب آملا الحصول على تأكيدات بشأن أهمية التحالف بين البلدين.

وتشعر طوكيو بالقلق إزاء سياسة "أميركا أولا" التي ينتهجها ترامب وتنطوي على إقامة حواجز تجارية وإلزام حلفاء الولايات المتحدة مثل اليابان بتحمّل حصة أكبر من تكاليف الدفاع المشترك.

وقال إيشيبا للصحافيين في طوكيو قبيل مغادرته "سيكون من الرائع لو تمكنّا من القول إنّنا سنعمل معا من أجل تنمية هذه المنطقة والعالم ومن أجل السلام".

وكان رئيس الوزراء صرّح أمام البرلمان الياباني في 24 كانون الثاني/يناير أنّه "يجب على اليابان أن تستمر في ضمان انخراط الولايات المتحدة في المنطقة، من أجل تجنب أيّ فراغ في القوة من شأنه أن يؤدي إلى عدم استقرار إقليمي".

واليابان التي تستضيف نحو 54 ألف جندي أميركي، معظمهم في منطقة أوكيناوا القريبة من تايوان، تشعر بالقلق من تزايد قوة الصين في ظل خلافات إقليمية.

وتشمل الخلافات في هذه المنطقة خصوصا ملف تايوان التي تعتبرها بكين واحدة من مقاطعاتها ولا تستبعد إعادة توحيدها بالقوة. وتزايدت الخلافات أيضا في الأشهر الأخيرة بين الصين واليابان.

وفي بداية تشرين الأول/أكتوبر، اعتبر شيغيرو إيشيبا نفسه أنّ "أوكرانيا اليوم قد تمثّل نموذجا لشرق آسيا في المستقبل".

ويرى تاكاشي شيرايشي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كوماموتو لوكالة فرانس برس أنّ التركيز على هذه النقطة "في غاية الأهمية" لأنّ اليابان والولايات المتحدة يجب أن تعملا معا لتجنب أزمة محتملة.

وفي القمة الأولى بين الزعيمين الجمعة، قد يقترح إيشيبا أيضا زيادة واردات الغاز الطبيعي الأميركي، وفق ما أوردت وسائل إعلام يابانية، وهو ما من شأنه أن يعزّز أمن الطاقة لليابان التي تعاني من نقص في الموارد.

وتشدّد شيلا سميث الباحثة في منظمة مجلس العلاقات الخارجية في تصريح لوكالة فرانس برس على أنّ "هدف إيشيبا هو أن يقدم لترامب اقتراحا مربحا للجانبين".

وتضيف أنّ "اليابان خفّضت وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من روسيا، وبالتالي فهي تحتاج بشكل عاجل إلى فتح مصادر جديدة للغاز الطبيعي المسال، وعلى نطاق أوسع، مصادر طاقة أخرى".

- لقاء "هادئ ومطمئن"؟ -

وتوضح سميث أنّه "من المرجح أن يكون الاجتماع هادئا ومطمئنا للغاية. وهذا ما يأمله الجانب الياباني".

ومن بين مواضيع اللقاء المحتملة الأخرى: التكنولوجيا، وخاصة التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي.

من جهته، يقول تاكاشي شيرايشي "آمل أن يظهر إيشيبا له (ترامب) أنّ هناك طرقا أخرى لضمان الأمن الاقتصادي"، مثل التعاون التكنولوجي.

ومن الأمثلة على ذلك مشروع "ستارغيت" الذي كشف عنه الرئيس الأميركي في 21 كانون الثاني/يناير الماضي وتشارك فيه مجموعة الاستثمار التكنولوجي اليابانية العملاقة "سوفت بنك" وشركة "أوبن إيه آي" الأميركية، لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

واليابان هي أكبر مستثمر أجنبي في الولايات المتحدة التي هي بدورها أكبر مستثمر أجنبي في اليابان.

ومن المتوقع أن تتم مناقشة العرض الذي قدمته شركة "نيبون ستيل" بقيمة 14,9 مليار دولار لشراء شركة "يو إس ستيل" والذي عطّله الرئيس السابق جو بايدن لأسباب تتعلق بالأمن القومي. لكن خلال الحملة الانتخابية هذا الخريف، اتّخذ ترامب نفس موقف سلفه في البيت الأبيض، قائلا إنه يعارض بشدّة مشروع الاستحواذ هذا.

- إيشيبا ليس آبي -

ولن يكون شيغيرو إيشيبا (68 عاما) أول ضيف ياباني يلتقي شخصيا الرئيس ترامب (78 عاما) منذ توليه منصبه، فقد سبقه مؤسس "سوفت بنك" ماسايوشي سون.

وفي كانون الأول/ديسمبر، استضاف ترامب بصفته الرئيس المنتخب آكي آبي أرملة رئيس الوزراء الياباني الأسبق الذي تم اغتياله شينزو آبي، لتناول العشاء مع زوجته ميلانيا في مقر إقامتهما في فلوريدا.

وخلال ولايته الأولى، نجح قطب الأعمال الجمهوري في بناء علاقة قوية مع آبي الذي يكنّ له "مودة حقيقية" بحسب سميث.

لكنّ سميث تعتبر أنّ ترامب "سينظر إلى إيشيبا في ضوء مختلف: أعتقد أنّ العلاقة سوف تكون أكثر بين دولة ودولة، وليست علاقة شخصية".

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي