
موسكو - قُتل زعيم مافيا انفصالي من شرق أوكرانيا مطلوب لدى كييف بانفجار في مجمع سكني فخم في موسكو الاثنين، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام روسية.
ويعد أرمين سركيسيان، وهو زعيم مافيا معروف من شرق أوكرانيا شكّل كتيبة للقتال ضد كييف، آخر هدف لسلسلة انفجارات في الأراضي الروسية.
شهدت روسيا سلسلة عمليات قتل وانفجارات غامضة منذ أطلقت عمليتها العسكرية في أوكرانيا عام 2022.
وسركيسيان مطلوب من كييف منذ العام 2014 وأعلن جهاز الأمن الأوكراني في كانون الأول/ديسمبر عن الاشتباه بأنه "جنّد سجناء للقتال في أوكرانيا".
وقالت وكالة "تاس" إن "سركيسيان توفي في المستشفى بعد عملية اغتيال تعرض لها في موسكو"، بعدما ذكر الإعلام الروسي بداية أنه أصيب بجروح بالغة في الانفجار.
وأفادت الشرطة الروسية في وقت سابق بأن شخصا آخر قتل في "الحادثة" التي وقعت في المجمع في شمال غرب موسكو.
وذكر الكرملين بأن القوات الخاصة تعمل في الموقع ورفض التعليق ريثما "يجري توضيح المعلومات". ولم تعلّق كييف بعد.
في كانون الأول/ديسمبر، أعلنت كييف أنها تقف خلف عملية قتل الجنرال الروسي في الجيش إيغور كيريلوف في موسكو.
- "خوف شديد" -
وذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية بأن "قنبلة انفجرت عندما دخل (سركيسيان) المبنى برفقة حراس أمن"، مشيرة إلى مقتل أحد الحراس.
وأظهر تسجيل مصور نشرته وكالة "تاس" ردهة مبنى تعرضت لأضرار كبيرة حيث تناثر الركام على الأرض.
وأغلقت الشرطة مبنى مرتفعا فيما شوهد عناصرها يصلون إلى الموقع.
وقال أندريه (37 عاما) الذي كان قريبا من المكان حينها إن زملاءه "قفزوا من مقاعدهم" جراء صوت التفجير قبل أن يتوجهوا إلى الخارج ويروا الدخان.
وكان التفجير ثاني عملية قتل تشهدها شوارع موسكو في غضون أقل من شهرين، إذ قتل كيريلوف بانفجار عبوة ناسفة وضعت على دراجة سكوتر كهربائية مركونة خارج مبنى سكني.
وعبرت أولغا فورونوفا، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ 36 عاما تقيم في مبنى قريب من موقع الانفجار، عن قلقها.
وقالت لفرانس برس "أشعر بخوف شديد".
وأفادت المرأة "لا أفهم كيف حصل ذلك. لدينا حراس أمن بغاية الجدية. يطرحون أسئلة على كل سيارة عند نقاط التفتيش، ونطلب تصاريح للضيوف، حتى لأفراد العائلات.. لذلك لا أفهم كل ذلك. إنه أمر مخيف جدا".
- مطلوب من كييف منذ العام 2014 -
وذكر الإعلام الروسي بأن سركيسيان شكّل عام 2022 وحدة تسمى "آربات" ArBAT للقتال ضد أوكرانيا.
وبحسب "جهاز الأمن الأوكراني"، كان سركيسيان "مقربا" من الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش وهو على قائمة المطلوبين منذ العام 2014 ومتهم بـ"ترتيب عمليات قتل" أثناء ثورة كييف المؤيدة للاتحاد الأوروبي.
وأفاد جهاز الأمن بأن سركيسيان أشرف على سجون في منطقة دونيتسك المحتلة جنّد منها المدانين.
وقال الجهاز في كانون الأول/ديسمبر إن "الجهود جارية لمحاكمة المجرم على جرائمه بحق أوكرانيا".
وأوضحت "كومرسانت" بأن الوحدة التي شكلها سركيسيان كانت تضم "حوالى 500 شخص" معظمهم من العرقية الأرمنية.
وُلد سركيسيان، بحسب الإعلام الروسي، في أرمينيا لكنه انتقل إلى مدينة غورليفكا في شرق أوكرانيا في شبابه واستخدم اسم أرمين غورلوفسكي المستعار، نسبة إلى المدينة الصناعية.
ويسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على غورليفكا منذ العام 2014.