الأفغان يشكون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع فقدان العملة لقيمتها  

كابول - اشتكى سكان العاصمة الأفغانية من ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع انخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي في الأيام الأخيرة.

وانخفضت قيمة العملة إلى نحو 80 أفغانيا مقابل الدولار يوم الاثنين 27يناير2025، بعد أن كانت تحوم حول 70 في الأسابيع الأخيرة.

وأفاد سكان كابول بارتفاع أسعار السلع الأساسية وأعربوا عن قلقهم من عدم قدرتها على التكيف في واحدة من أفقر دول العالم، حيث يتابع المستهلكون بقلق إعلانات السياسات من الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويربط المراقبون بين هذا التغيير وقرار ترامب تجميد المساعدات الخارجية الأميركية. وتظل الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات لأفغانستان.

وقال محللون إن استقرار العملة في أفغانستان يعتمد جزئيا على تدفق الدولارات الأميركية إلى منظمات الإغاثة والتي يتم بعد ذلك استبدالها في السوق بالأفغاني.

وقال المحلل تورك فرهادي الذي كان مستشارا في تطوير الأفغاني في السنوات التي أعقبت نهاية حكم طالبان الأول في عام 2001 إن الخوف هو أن "هذا الدولار لن يأتي بعد الآن. وبالتالي فإن الأفغاني ليس له من يقبل عليه".

بالنسبة لعبد المعروف نياز زادة، وهو صاحب متجر في كابول يبلغ من العمر 40 عاماً، فإن التقلبات "قد لا تعني شيئاً بالنسبة لبقية العالم، ولكنها لها تأثير كبير في أفغانستان".

وقال إن "تغيرات الأسعار ربما لا تكون ملحوظة بالنسبة لرجال الأعمال، ولكن الأمر صعب للغاية بالنسبة للفقراء"، مشيرا إلى أن أسعار السلع اليومية مثل الدقيق والزيت والأرز ارتفعت بمقدار 200-500 أفغاني (2.60 دولار - 6.70 دولار).

وقال برنامج الغذاء العالمي في يناير/كانون الثاني إن ما يقرب من 15 مليون شخص يعانون من الجوع في جميع أنحاء أفغانستان، حيث تقدم وكالة الأمم المتحدة المساعدات لمساعدة الناس على تجاوز فصول الشتاء القاسية في البلاد.

وقال توفان أحمدي (28 عاما) الذي يعمل في مكتب صرف العملات في كابول لوكالة فرانس برس "الغذاء والوقود والغاز، كل شيء يصبح باهظ الثمن مع ارتفاع قيمة الدولار".

وقال البنك الدولي في تقرير صدر في ديسمبر/كانون الأول 2024 إن استقرار أفغانستان يعتمد "إلى حد كبير على قدرة أفغانستان على تأمين تدفقات ثابتة من النقد الأجنبي، إما من خلال التحويلات المالية المستدامة، أو المساعدات، أو من خلال تنويع قاعدة صادراتها".

وأكدت "انخفاض قدرة احتياطيات أفغانستان من النقد الأجنبي على حماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية".

اجتمع البنك المركزي الأفغاني، الذي أبلغ الأفغان "بعدم القلق" بشأن تقلبات العملة، مع كبار الصرافين وأعلن عن مزاد بقيمة 25 مليون دولار يوم الاثنين.