تحذيرات من "أوليغارشية" ناشئة مع توجه النخب العالمية إلى دافوس  

أ ف ب-الامة برس
2025-01-20

 

 

   منتجع دافوس السويسري للتزلج (أ ف ب)   حذرت منظمة غير حكومية رائدة الاثنين من ظهور "أوليغارشية أرستقراطية" ناشئة تتمتع بنفوذ سياسي هائل ومستعدة للاستفادة من رئاسة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، فيما تتجه النخب العالمية إلى دافوس لعقد مؤتمرها السنوي.

ينطلق المنتدى الاقتصادي العالمي في المنتجع الجبلي السويسري في نفس يوم تنصيب ترامب، الذي لن يكون في دافوس لكن ستكون له مشاركة عبر الإنترنت في وقت لاحق من الأسبوع.

وقالت منظمة أوكسفام الخيرية العالمية في تقرير إن فوز ترامب في الانتخابات وخططه لخفض الضرائب هي نعمة لأصحاب المليارات الذين نمت ثرواتهم مجتمعة بمقدار 2 تريليون دولار إضافية في العام الماضي إلى 15 تريليون دولار.

وأكدت أوكسفام في تقريرها السنوي حول كبار الأثرياء الذي يصدر تقليديا قبل منتدى دافوس، "يتم منح تريليونات الدولارات في الميراث، مما يخلق أوليغارشية أرستقراطية جديدة تتمتع بقوة هائلة في سياستنا واقتصادنا".

ورددت المنظمة بذلك كلاما مماثلا صدر الأسبوع الماضي عن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الذي حذر من أوليغارشية فائقة الثراء "تهدد حرفيا ديمقراطيتنا بأكملها".

وأشارت أوكسفام إلى أن مالك شركة تيسلا ومنصة إكس إيلون ماسك ساعد في تمويل حملة ترامب.

وقال المدير التنفيذي للمنظمة الخيرية أميتاب بيهار "جوهرة التاج لهذه الأوليغارشية هي رئيس ملياردير، يدعمه ويشتريه أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، ويدير أكبر اقتصاد في العالم".

وأضاف بيهار "نقدم هذا التقرير كنداء تنبيه صارخ بأن الناس العاديين في جميع أنحاء العالم يتعرضون للسحق بسبب الثروة الهائلة لقلة قليلة".

-خمسة تريليونيرات-

وبحسب التقرير الذي حمل عنوان "الآخذون لا الصانعون"، ظهر العام الماضي  204  مليارديرات جدد، أي بمعدل أربعة كل أسبوع تقريبا، ليصل الإجمالي إلى 2769.

وسجلت ثروة المليارديرات الإجمالية العام الماضي نموا أسرع بثلاث مرات من العام 2023، إذ زادت ثروة كل منهم بمعدل 2 مليون دولار يوميا في المتوسط.

 ووفقا لأوكسفام، قد يظهر خمسة تريليونيرات في غضون عقد من الزمن.

ورأت المنظمة أن انتخاب ترامب "أعطى دفعة كبيرة إضافية لثروات أصحاب المليارات، في حين من المتوقع أن تؤجج سياسته نيران عدم المساواة".

 وقالت رئيسة أوكسفام فرنسا سيسيل دوفلو "في الولايات المتحدة، نحن في وضع حيث يمكنك شراء دولة، مع خطر إضعاف الديمقراطية".

وسيحضر تنصيب ترامب كل من ماسك،، ومؤسس أمازون جيف بيزوس، ومارك زوكربيرغ، الذي تمتلك إمبراطوريته ميتا تطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتساب.

 لكن من غير المتوقع أن يحضر أقطاب التكنولوجيا الثلاثة إلى دافوس.

- "فرض الضرائب على الأثرياء" -

 من المرتقب حضور نحو 3000 مشارك إلى المنتدى الذي يستمر حتى الجمعة في منتجع التزلج السويسري، وبينهم 60 رئيس دولة أو حكومة وأكثر من 900 رئيس تنفيذي، لأيام من التقارب وعقد الصفقات خلف الكواليس.

قام بضع مئات من المتظاهرين الأحد بإغلاق طريق مؤد إلى دافوس، حاملين لافتات كتب عليها "فرض الضرائب على الأثرياء" و"حرق النظام"، مما تسبب في ازدحام مروري حتى فرقتهم الشرطة.

قالت الوريثة النمساوية الألمانية مارلين إنغلهورن، التي تبرعت بمعظم ميراثها المقدر بملايين اليوروهات لعشرات المنظمات العاملة في القضايا الاجتماعية، إن "المنتدى الاقتصادي العالمي يرمز إلى مدى القوة التي يتمتع بها الأثرياء مثلي".

وأوضحت لفرانس برس "لمجرد أننا ولدنا مليونيرات، أو لأن الحظ حالفنا لمرة ونسمي ذلك عصاميين، يتسنى لنا الآن التأثير على السياسيين في جميع أنحاء العالم بأفضلياتنا السياسية".

وبالرغم من أن ترامب لن يكون شخصيا في المنتدى، إلا أن رئاسته ستهيمن على المناقشات.

وستكون لخططه بفرض تعريفات جمركية مشددة وتخفيف القيود التنظيمية وتمديد الإعفاءات الضريبية، والحد من الهجرة، آثار بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي.

وعين مدير صندوق التحوط سكوت بيسنت وزيرا للخزانة، بينما سيتولى رجل الأعمال الملياردير هاورد لوتنيك وزارة التجارة.

وأدت  التفاوتات المتزايدة إلى تأجيج المناقشات حول فرض ضريبة عالمية على الأثرياء.

ويصر  موريس بيرل، المدير الإداري السابق لشركة الاستثمار العملاقة بلاك روك "لا أريد أن أعيش في بلد فيه عدد ضئيل من الأثرياء والكثير من الفقراء". وهو الآن عضو في مجموعة المليونيرات الوطنيين، وهي مجموعة تدعم زيادة الضرائب على الأثرياء.

وأضح لفرانس برس "أخشى أن نشهد اضطرابات مدنية إذا لم نغير الأمور".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي