سوريا تراهن على تراثها وثقافتها لاجتذاب السياح

الأمة برس
2025-01-09

سوريا تراهن على تراثها وثقافتها لاجتذاب السياح (أونسبلاش)تستقطب السياحة الثقافية النخب من المفكرين والمختصين ومن هواة الثقافة على اختلاف أنواعها، فمن مختلف دول العالم يسعى هؤلاء لاكتشاف الثقافات والمعالم الأثرية والتراثية والتقاليد في بلدان غير بلدانهم، بما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وفي لعب دور مهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، بحسب العرب.

رغم الحرب الطاحنة التي أثّرت في الكثير من المواقع الأثرية والتراثية السورية ما تزال سوريا تسحر مخيلة الكثير من محبي السفر والسياحة الثقافية، وذلك نظرا إلى ما تزخر به من مواقع تاريخية وتراث مادي يوثق لحضارات تعاقبت على البلاد، وهو ما تحاول الاستفادة منه مجددا كقوة ناعمة ووسيلة لتحقيق الصناعة الثقافية.

وفي هذا الصدد تبين مديرة التسويق والإعلام السياحي بوزارة السياحة السورية المهندسة ربى صاصيلا أهمية السياحة الثقافية، كونها تستقطب المهتمين بزيارة بلدان وأماكن ذات تاريخ عريق وثقافة غنية للاستمتاع بالفن، والأدب، والعمارة، والتراث، والموسيقى، والأنشطة الثقافية الأخرى.

تراث وتاريخ

السياحة الثقافية تستقطب المهتمين بزيارة بلدان وأماكن ذات تاريخ عريق وثقافة غنية للاستمتاع بالفن والأدب والعمارة والتراث

تشكل سوريا بحسب المهندسة صاصيلا متحفا متميزا وحيا للتاريخ والحضارة، بما تحويه من مواقع جذب ثقافي، وتعد من أهم الأنماط السياحية وأكثرها طلبا ورواجا لدى السياح، إضافة إلى دورها في تعزيز الاقتصادات المحلية من خلال الصناعات اليدوية والفنون التقليدية والتراثية بشتى أشكالها، لافتة إلى أنه تم تقدير عدد المواقع المكتشفة والمعروفة حتى الآن بحوالي 3 آلاف موقع ومركز أثري، تم تسجيل سبعة مواقع منها على لائحة التراث العالمي.

كما تعد الأحياء القديمة أفضل وجهة للتعرف على عادات وتقاليد سوريا العريقة، والتي تجتذب الكثير من محبي السفر والسياحة الثقافية.

وعن أهم مناطق جذب السياحة الثقافية في سوريا تلفت صاصيلا إلى أنها تشمل مدن الحضارات العريقة ومنها أوغاريت، ماري، دورا أوروبوس، الرصافة، والمدن المنسية تدمر وبصرى ومعلولا وحلبية وزلبية والقلاع والحصون الأثرية، كقلاع دمشق وحلب والحصن وصلاح الدين والمرقب وسمعان والمدن القديمة التي مازالت مأهولة منذ آلاف السنين، وأهمها دمشق وحلب وحماة واللاذقية.

كما تشمل الاطلاع على أنماط البناء المتميزة وتصميم الأبنية الشرقية والأسواق والأسوار والأبواب والحارات القديمة، والمتاحف المنتشرة في معظم المدن والمواقع الأثرية، والتي تحوي كنوز التاريخ وشواهد الحضارات التي تعرض للزوار بكل تنظيم وأساليب حديثة، والتعرف على ألوان الفلكلور السوري المتميز والشهير وخاصة صور الحياة السائدة والمهارة في الحرف اليدوية والصناعات التقليدية.

وحول سبل تعزيز السياحة الثقافية توضح صاصيلا أنه يتم العمل على اختيار الأدلاء السياحيين بعناية، بعد اتباعهم دورة تدريبية مكثفة في هذا المجال، تشمل زيارات ميدانية لمواقع الجذب السياحي والثقافي، وخضوعهم لامتحانات يشرف عليها مختصون محترفون في العلوم السياحية والأثرية، مشيرة إلى أهمية دور الدليل السياحي الذي يعدّ إستراتيجيا في تمثيل المقصد السياحي، وفي التأثير على نوعية التجربة السياحية ومتوسط إقامة السائح، والمنافع الاقتصادية والثقافية المتحققة للمجتمع المحلي، وللنهوض بمكانة الموقع السياحي وتعزيزها باستمرار في أذهان السائحين.

كما تعمل وزارة السياحة وفق صاصيلا على تطوير السياحة الداخلية والشعبية كجزء من السياحة الثقافية من خلال التنويع في الأنشطة وابتكار فعاليات جديدة جاذبة بشكل سنوي والترويج للمنتجات السياحية البديلة ومنخفضة التكاليف، ورعاية أنشطة وفعاليات المهرجانات السياحية المتضمنة نشاطات تنموية وترفيهية والتي يقام بعضها ضمن المناطق السياحية الأثرية والثقافية ومن أهمها مهرجان القلعة والوادي ومهرجان ليالي قلعة دمشق وفعاليات ثقافية وسياحية ضمن مدرج جبلة الأثري ويوم السياحة العالمي وملتقى الشباب السوري للسياحة الذي يجوب عدة محافظات، بهدف خلق جيل واع بأهمية السياحة وتنوع المنتج السياحي السوري.

كما تسعى سوريا إلى التعريف بمكونات السياحة الثقافية وجذب الزوار إليها عبر إستراتيجيات وخطط للترويج والتسويق السياحي لكل مكونات المنتج السياحي السوري، بهدف زيادة حجم القدوم السياحي، من خلال المشاركة في المعارض الخارجية للترويج للمقومات السياحية في سوريا والمشاركة في أهم المعارض والفعاليات السياحية الدولية كمعرض فيتور في إسبانيا، ومعرض “أ تي إم” الذي يقام في دبي بالإمارات العربية المتحدة والملتقى السياحي العراقي في بغداد ومعرض شنغهاي، إضافة إلى المشاركة في معارض أو أسابيع سياحية إضافية في عدة دول وفق المهندسة صاصيلا.

كما تقوم بتنفيذ حملات ترويجية وعلاقات عامة في الأسواق السياحية الصديقة المستهدفة، بما فيها أسواق المغتربين السوريين مثل العراق، إيران، روسيا الاتحادية، الصين، الهند، البرازيل، تشيلي، الأرجنتين.

خطط مستقبلية

عن اهتمام المؤسسات الرسمية السورية بمناطق الجذب السياحي تشير صاصيلا إلى أنه يتم العمل على تطوير المحيط السياحي لمواقع الزيارة الثقافية والأثرية وتنفيذ عدد من المسارات السياحية كمسار القديس بولس، والمسار الروحي والبيئي من (دير مار موسى الحبشي، دير سمعان، مار مارون، معلولا، صيدنايا).

كما تركز سوريا تدريجيا على السياحة الدينية إذ تعتبر الزيارات الدينية من أولى النشاطات التي عرفتها البشرية وذلك عبر الانتقال من منطقة إلى أخرى لزيارة أماكن دينية وهذا النوع من السياحة تطور عبر العصور، ولهذه الزيارات بعد روحي وثقافي في آن واحد يجمع بين ما هو ديني وتاريخي وتراثي.

وتعمل سوريا على الاستمرار بتطوير برامج السياحة الدينية والمساهمة في مشاريع إعادة تأهيل المواقع الأثرية المتضررة وترميم المدن القديمة وتشجيع منتج السياحة الجبلية في الساحل السوري وربطها بالخدمات الشاطئية، وتطوير أنشطة منتج السياحة الشاطئية مثل نواد للرياضات المائية ورياضات الغوص وإقامة المطاعم والفنادق العائمة، ووضع آلية للتخطيط والاستثمار والترويج للمغاور المؤهلة كعناصر جذب سياحية.

كما تساهم وزارة السياحة في عملية الحفاظ على التراث الوطني اللامادي من خلال عمليات التوثيق والتأريخ وإقامة الفعاليات والأنشطة وتأمين حاضنة جديدة للحرف التراثية تستوعب الحرفيين التراثيين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي