مع قرب تنصب ترامب.. السياسة الخارجية الأميركية الاستفزازية والمربكة تعود للواجهة مجدداً  

واشنطن - في خطابه الاستفزازي الذي تصدر عناوين الصحف، الثلاثاء 7يناير2025، حول طموحاته الإقليمية للولايات المتحدة، كان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يعتمد بشكل كبير على الترهيب لكنه كان يفتقر إلى التفاصيل - مما جعل كثيرين يتساءلون عن مدى الجدية التي ينبغي أن تؤخذ بها تعليقاته.

وفي مؤتمر صحفي عقده في منتجعه مار إيه لاغو في فلوريدا، قال ترامب إنه لن يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية للاستحواذ على جرينلاند وقناة بنما، وتعهد بإخضاع كندا.

كما وصف الحدود مع الجارة الشمالية للولايات المتحدة بأنها "خط مرسوم بشكل مصطنع"، ووعد بإعادة تسمية خليج المكسيك ليصبح "خليج أميركا".

إن المؤتمر الصحفي الحر أعاد إلى الأذهان التصريحات العديدة المثيرة للجدل والاستفزازية التي أدلى بها الجمهوري خلال ولايته الأولى، عندما قال إنه سيشجع روسيا على "أن تفعل كل ما تريد" لحلفاء الناتو، ووصف زعيم كوريا الشمالية بأنه "رجل صاروخ في مهمة انتحارية".

وفي الأمم المتحدة، لم تحظ التعليقات الأخيرة التي أدلى بها الزعيم الأميركي المنتخب إلا بقدر ضئيل من التصفيق.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للصحفيين "الميثاق واضح للغاية في ضرورة احترام كل دولة عضو لسلامة أراضي الدول الأخرى".

- تهديد بنما وجرينلاند -

وقال ترامب، فيما يتعلق بقناة بنما الاستراتيجية التي شيدتها الولايات المتحدة ثم سلمتها إلى الدولة الواقعة في أميركا الوسطى قبل 25 عاما، إن الممر المائي "حيوي لبلدنا".

وقال ترامب "انظروا، قناة بنما حيوية لبلدنا. يتم تشغيلها من قبل الصين - الصين! - وقد أعطينا قناة بنما لبنما، ولم نعطها للصين"، وأضاف "لقد أساءوا استخدامها، لقد أساءوا استخدام هذه الهدية".

ونفت بنما مرارا وتكرارا مزاعم ترامب بأن الصين حصلت على دور في إدارة القناة أو حصلت على أسعار تفضيلية لاستخدامها.

وفيما يتعلق بجرينلاند، وهي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي تابع للدنمارك، حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، قال ترامب: "نحن بحاجة إلى جرينلاند لأغراض الأمن القومي".

ووعد ترامب بأن كندا سوف تنضم قريبا إلى الاتحاد.

وقال ترامب "إذا تخلصنا من هذا الخط المرسوم بشكل مصطنع، ونظرنا إلى شكله، فسيكون ذلك أفضل بكثير للأمن القومي".

- مواضيع مألوفة -

في حين أن اهتمام دونالد ترامب بقناة بنما جديد نسبيا، فإن اهتمامه بجرينلاند ليس كذلك: فقد أثار بالفعل فكرة شراء الجزيرة خلال فترة ولايته الأولى، مما أثار رفضا حادا من قبل السلطات المحلية.

وصل ابنه دونالد جونيور إلى الدنمارك في رحلة خاصة يوم الثلاثاء.

لكن ترامب استبعد استخدام القوة العسكرية ضد كندا، التي دخلت في حالة من الاضطرابات السياسية يوم الاثنين عندما أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو عن خططه للاستقالة.

هدد ترامب باستخدام "القوة الاقتصادية" ضد أوتاوا، بعد اقتراحه أن تصبح كندا الولاية الأمريكية رقم 51.

رد فعل ترودو: "ليس هناك أي فرصة في الجحيم أن تصبح كندا جزءًا من الولايات المتحدة".

لكن حكومته تستعد لاحتمال قيام ترامب بتنفيذ تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية.

خلال فترة ولايته الأولى، اتهم الملياردير الجمهوري ترامب حلفاء الولايات المتحدة - وخاصة حلف شمال الأطلسي - باستغلال الشراكة وطالبهم بالدفع.

ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب، الذي من المقرر أن يتم تنصيبه في العشرين من يناير/كانون الثاني، يفكر جديا في توسيع الأراضي الأميركية، بما في ذلك بالقوة العسكرية، أو ما إذا كانت مثل هذه التصريحات المثيرة مجرد تكتيك تفاوضي للحصول على تنازلات اقتصادية أو سياسية.