هل فشلت المحادثات الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة؟

أ ف ب-الامة برس
2024-12-19

 

 

أطفال فلسطينيون يساعدون في دفع مركبة محملة بالوقود في مخيم البريج للاجئين في غزة بينما يفر السكان استجابة لأحدث تحذير للإخلاء من الجيش الإسرائيلي. (ا ف ب)   القدس المحتلة - فشلت الجهود الرامية إلى التوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس مرارا وتكرارا بسبب عقبات رئيسية، لكن المفاوضات الأخيرة أثارت الأمل في التوصل إلى اتفاق.

أعربت واشنطن، الثلاثاء، عن "تفاؤل حذر" بشأن إمكانية التوصل إلى "اتفاق وشيك".

ويأتي ذلك في أعقاب مفاوضات غير مباشرة جرت في قطر بوساطة الدولة الخليجية الغنية بالغاز إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

لماذا هذا التفاؤل المفاجئ؟

وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس إن إعلان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مؤخرا أنه ينبغي التوصل إلى اتفاق قبل عودته إلى منصبه في 20 كانون الثاني/يناير، كان له تأثير على الجولة الأخيرة من المحادثات.

وقال مصدر دبلوماسي إن حماس، المعزولة بعد إضعاف حليفها اللبناني حزب الله والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، حريصة على التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام.

وقال المصدر "الكثير من الناس يرون (الصفقة) بمثابة هدية عيد الميلاد المثالية".

وأشار آخر إلى أنه منذ وفاة زعيم حماس يحيى السنوار، كان قادة حماس في الخارج، والمعروفون بأنهم أكثر براجماتية من العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي أشعل الحرب، يجرون مفاوضات.

وقال مسؤول كبير في حماس لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن المحادثات وصلت إلى مرحلة "التفاصيل النهائية" وأن قطر ومصر ستعلنان الاتفاق بمجرد انتهاء المفاوضات.

ورفض المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر التعليق على الصفقة المقترحة في إفادة صحفية يوم الأربعاء، قائلاً: "كلما قل الحديث كان ذلك أفضل".

كيف سيكون شكل الصفقة؟

خلال هجومهم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، اختطف مسلحون فلسطينيون بقيادة حماس 251 رهينة.

ولا يزال 96 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وقال مسؤولون في حماس لوكالة فرانس برس إن الإطار الحالي للاتفاق سيتضمن تنفيذ وقف إطلاق النار والإفراج التدريجي عن الرهائن على ثلاث مراحل.

وفي المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع، سيتم إطلاق سراح الرهائن المدنيين الإسرائيليين والجنديات مقابل "المئات من السجناء الفلسطينيين".

وقال المصدر المقرب من حماس إن إسرائيل ستسحب خلال هذه المرحلة قواتها "من غرب معبر رفح" على محور فيلادلفيا، وهو شريط من الأرض تم تطهيره والسيطرة عليه من قبل إسرائيل على طول حدود غزة مع مصر.

كما ستنسحب القوات الإسرائيلية "جزئيا" من ممر نتساريم، وهو شريط أوسع من الأراضي التي قامت إسرائيل بتطهيرها والسيطرة عليها والذي يقسم المنطقة إلى قسمين جنوب مدينة غزة مباشرة، وتغادر تدريجيا مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وأخيراً، ستشهد المرحلة الأولى العودة التدريجية للسكان النازحين إلى مدينة غزة وشمالها عبر الطريق الساحلي تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي.

وتتضمن المرحلة الثانية إطلاق سراح جنود إسرائيليين مقابل "عدد" من السجناء الفلسطينيين، "بما في ذلك ما لا يقل عن 100 من السجناء المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة".

خلال هذه المرحلة، تستكمل إسرائيل انسحابها العسكري ولكنها ستحتفظ بقواتها في مناطق الحدود الشرقية والشمالية مع إسرائيل.

وبموجب المرحلة الأخيرة من الاتفاق المقترح، سيتم "الإعلان رسميا عن انتهاء الحرب" وستبدأ جهود إعادة الإعمار في الأراضي التي قالت وكالة الأمم المتحدة الفضائية إن 66 في المائة من جميع الهياكل فيها تضررت.

وأخيرا، سيتم إدارة معبر رفح على الحدود المصرية بشكل مشترك من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بالتنسيق مع مصر والاتحاد الأوروبي.

نقاط الخلاف

ورغم جولات عديدة من المحادثات غير المباشرة، اتفقت إسرائيل وحماس على هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نهاية عام 2023.

وقد واجهت المفاوضات بين حماس وإسرائيل تحديات متعددة منذ ذلك الحين، حيث كانت نقطة الخلاف الأساسية هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار.

كما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا أنه لا يريد سحب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا.

وقال أحد المصادر الدبلوماسية التي تحدثت إليها وكالة فرانس برس إن إسرائيل لن تخرج "أبداً" من الشريط الحدودي، وفي أقصى تقدير ستترك المعبر الحدودي الصغير للآخرين لإدارته.

وهناك قضية أخرى لم يتم حلها بعد وهي حوكمة غزة بعد الحرب.

وتظل هذه القضية مثيرة للجدل إلى حد كبير، بما في ذلك داخل القيادة الفلسطينية.

وقالت إسرائيل مرارا وتكرارا إنها لن تسمح لحماس بإدارة القطاع مرة أخرى.

وبينما قال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس الأربعاء إن "مصر وقطر وتركيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة ستضمن تنفيذ الاتفاق"، فإن أيا منها لم يؤكد ذلك.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي