لاعب ماهر وخطير : إردوغان ينعم بالمجد بعد سقوط الأسد

أ ف ب - الأمة برس
2024-12-17

يقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام صورة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي في مطار إيسنبوغا بأنقرة في 12 كانون الأول/ديسمبر 2024 (أ ف ب)اسطنبول - يقول الخبراء إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي قدم الدعم للفصائل المسلحة التي أطاحت بشار الأسد وكان وراء الاتفاق الأخير بين إثيوبيا والصومال، تمكن خلال أسبوع من تعزيز نفوذ أنقرة في حديقتها الخلفية وأبعد من ذلك.
ولو أن تركيا لم تشارك بشكل مباشر في سقوط الأسد، نسجت منذ فترة طويلة علاقات مع هيئة تحرير الشام الإسلامية التي تسيطر اليوم على دمشق، لتصير المحاور الأبرز لها فيما تتخوف عواصم عدة منها بسبب ماضيها كأحد فروع تنظيم القاعدة.

بعد أيام قليلة من دخول الفصائل المسلحة دمشق، توجه إليها رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين، المقرب من إردوغان، للقاء زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني الذي يستخدم الآن اسمه الحقيقي، أحمد الشرع.

وفي الأسبوع نفسه، حقق الرئيس التركي نجاحا دبلوماسيا آخر من خلال التفاوض في أنقرة على إنهاء الخلاف بين إثيوبيا والصومال.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الاثنين "أعتقد أن تركيا ذكية للغاية... لقد قامت تركيا بعملية استيلاء غير ودية، من دون خسارة الكثير من الأرواح" في سوريا.

- تعزيز النفوذ التركي -
يقول أنتوني سكينر، مدير الأبحاث في شركة مارلو غلوبال الاستشارية "إن إردوغان يرتب الأمور على المدى الطويل". ويضيف لوكالة فرانس برس أن "النتائج واضحة بشكل خاص في سوريا والقرن الإفريقي. لقد لعب إردوغان أوراقه بشكل جيد حتى الآن وصار يحظى بمكانة يُحسد عليها في سوريا".

على الإثر، عرض الرئيس التركي التوسط بين الجيش السوداني والإمارات المتهمة بدعم قوات الدعم السريع التي تحاربه.

ويقول ماكس أبرامز، خبير الأمن الدولي، إن "إردوغان هو الرابح الأكبر" من التطورات الأخيرة في سوريا.

ويضيف أن مع خروج حلفاء الأسد الآن من المشهد، وفي حين تجد روسيا نفسها غارقة في حربها مع أوكرانيا وتلقت إيران ضربة أضعفتها جراء الهجمات الإسرائيلية على حليفها حزب الله، بات الطريق ممهدا أمام إردوغان "لتوسيع النفوذ التركي في سوريا".

- حقبة جديدة -
ويضيف ماكس أبرامز أنه من المرجح أن تتحرك تركيا "للتخفيف من تهديد حزب العمال الكردستاني" في شمال سوريا، قرب الحدود التركية.

منذ العام 2016، نفذت تركيا عمليات برية عدة داخل الأراضي السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، ما سمح لها بالسيطرة على مناطق بأكملها بدعم من فصائل سورية تدعمها.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "في الحقبة الجديدة، ستختفي منظمة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابية من سوريا عاجلا أم آجلا، والحكومة السورية الجديدة تريد ذلك بقدر ما نريده نحن".

ويرى ماكس أبرامز أنه إذا قرر ترامب بعد تنصيبه سحب القوات الأميركية من سوريا، سيضعف ذلك المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم واشنطن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وهو أمر "سيسعد إردوغان كثيرا".

- التحدث مع كييف وموسكو -
يقول هاميش كينير، المحلل في شركة فيريسك مابلكروفت الاستشارية، إن سقوط الأسد "يفتح الطريق أمام عودة اللاجئين المقيمين في تركيا (وهم نحو ثلاثة ملايين وزيادة نفوذ أنقرة في سوريا".

ويؤكد أن دور إردوغان المتنامي في الشرق الأوسط ونجاحه في المفاوضات مع إثيوبيا والصومال "يعزز الانطباع بتنامي نفوذ تركيا الجيوسياسي والدبلوماسي".

ويضيف "باتت تركيا من الناحية النظرية في وضع جيد يؤهلها للتدخل كوسيط بين أوكرانيا وروسيا، نظرا إلى قدرتها على التحدث إلى كل من كييف وموسكو... إردوغان ينعم بلا شك بأفضل لحظات مجده".

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، حافظ إردوغان على علاقات وثيقة مع روسيا، واستضاف مرتين المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف في آذار/مارس 2022.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر أنه "من غير المرجح" أن تنجح تركيا في جهود الوساطة، مشددا على أن أوكرانيا تستخدم أسلحة تركية "لقتل جنود ومدنيين روس".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي