أكثر من 300 غارة إسرائيلية على سوريا منذ سقوط الأسد  

أ ف ب-الامة برس
2024-12-10

 

 

صورة جوية تظهر السفن الحربية السورية المدمرة في هجوم إسرائيلي ليلي على مدينة اللاذقية الساحلية في 10 كانون الأول/ديسمبر 2024 (أ ف ب)   دمشق- نفذت إسرائيل أكثر من 300 غارة على سوريا منذ سقوط بشار الأسد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد الثلاثاء 10ديسمبر2024، أنها "دمرت أهم المواقع العسكرية".

غادر الأسد سوريا قبل أن يجتاح تحالف من الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام العاصمة دمشق لينهي الأحد خمسة عقود من نظام حكم البلاد بيد من حديد، في حدث تاريخي احتفل به السوريون في الداخل والخارج.

وباشر أبو محمد الجولاني، زعيم الهيئة، محادثات بشأن نقل السلطة وتعهد ملاحقة المسؤولين عن التعذيب وجرائم الحرب.

وحرصت هيئة تحرير الشام على الحديث بلهجة معتدلة علما أن التنظيم الذي نشأ بعد اندلاع النزاع في سوريا تحت مسمى جبهة النصرة غير اسمه قبل بضع سنوات وأعلن انفصاله عن تنظيم القاعدة. ولكنه ما زال يعد تنظيما إرهابيا تحظره العديد من الحكومات الغربية.

قتلت الحرب في سوريا نحو 500 ألف شخص وأجبرت نصف السكان على النزوح أو اللجوء إلى الخارج.

وفيما لا تزال البلاد في حالة من عدم اليقين، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه "تمكن من توثيق نحو 310 غارات نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على الأراضي السورية" منذ الأحد، آخرها سُمع دويه في العاصمة دمشق الثلاثاء.

- "أهم المواقع العسكرية" -

وقالت إسرائيل الاثنين إن ضرباتها استهدفت مخازن "للأسلحة الكيميائية... أو صواريخ بعيدة المدى وقذائف حتى لا تقع في أيدي المتطرفين".

وأوضح المرصد الذي يعتمد على شبكة من المصادر في مختلف أنحاء سوريا إن الضربات الإسرائيلية "دمرت أهم المواقع العسكرية في سوريا"، ولا سيما مستودعات أسلحة ومنشآت عسكرية وإدارة الحرب الإلكترونية في دمشق وحولها ومركز البحوث العلمية في برزة الذي تقول الولايات المتحدة إنه مرتبط ببرنامج الأسلحة الكيميائية السوري، وسبق أن استُهدف في نيسان/أبريل 2018 بضربات أميركية وفرنسية وبريطانية منسقة.

وشاهد مراسلو فرانس برس أبنية المركز الثلاثة وقد سوّيت بالأرض وتصاعدت منها النيران.

وقرب مدينة اللاذقية الساحلية، استهدفت إسرائيل منشأة للدفاع الجوي وألحقت أضرارا بالسفن السورية وبمستودعات للجيش.

ولم يتمكن مراسلو وكالة فرانس برس في دمشق من الحصول على تعليق من الجانب السوري على الضربات الإسرائيلية، في ظل غياب السلطة خلال المرحلة الانتقالية.

ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن الثلاثاء إلى وقف الضربات الإسرائيلية في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي في جنيف "من المقلق جدا رؤية تحركات وضربات إسرائيلية على الأراضي السورية. يجب أن يتوقف ذلك".

وعدا عن تكثيف الغارات، سيطر الجيش الإسرائيلي على المنطقة الحدودية العازلة شرقي مرتفعات الجولان المحتلة، فيما عزاه وزير الخارجية جدعون ساعر إلى "أسباب أمنية" وقال إنه "خطوة محدودة وموقتة".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إن مرتفعات الجولان ستبقى جزءا من إسرائيل إلى الأبد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن التوغل الإسرائيلي "هذه ليست إجراءات دائمة، وبالتالي في النهاية، ما نريد أن نراه هو استقرار دائم بين إسرائيل وسوريا، وهذا يعني أننا ندعم جميع الأطراف في الحفاظ على اتفاق فك الارتباط لعام 1974"، بعدما قال نتانياهو إنه في حِل منه.

ودان حزب الله اللبناني الذي قاتل لسنوات دعما لحكومة الأسد في سوريا الغارات الإسرائيلية و"احتلال المزيد من الأراضي في مرتفعات الجولان".

كما دانت إيران، الداعمة لحزب الله والعدو اللدود لإسرائيل، توغل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة.

بعد سنوات من القمع واللجوء إلى الضربات الجوية وحتى الهجمات الكيميائية على معاقل الفصائل المسلحة المعارضة بدأت هذه الفصائل تحركها في شمال سوريا في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو اليوم الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل وحزب الله بعد مقتل الآلاف في لبنان.

- "نقل السلطة" -

وقال زعيم هيئة تحرير الشام الذي يستخدم الآن اسمه الحقيقي وهو أحمد الشرع الثلاثاء "لن نتوانى عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري. سوف نلاحق مجرمي الحرب ونطلبهم من الدول التي فرّوا إليها حتى ينالوا جزاءهم العادل".

وعرض مكافآت لكل من يقدم معلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن "المتورطين في جرائم حرب".

وأجرى الجولاني محادثات الاثنين مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الجلالي لتنسيق انتقال السلطة مع ضمان توفير الخدمات المدنية.

لدى تقدمها نحو دمشق، أطلقت الفصائل المسلحة سراح الآلاف من المعتقلين، لكن يُقدر أن ما زال هناك عشرات الآلاف من المفقودين الذين بدأت عائلاتهم البحث عنهم في السجون ومراكز الاحتجاز.

وقال مراسلو وكالة فرانس برس إن حشدا كبيرا تجمع الاثنين خارج سجن صيدنايا الذي اتهمت السلطات بارتكاب أسوأ الفظائع فيه.

وقالت عايدة طه (65 عاما) التي جاءت للبحث عن شقيقها الذي اعتقل في عام 2012 إنها جرت "كالمجنونة" للوصول إلى السجن.

ونشرت المعتقلة السابقة فدوى محمود التي اختفى زوجها وابنها، نداءات طلبا للمساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي، راجية عودتهما.

وجال السجناء المحررون في شوارع دمشق وقد بدت على وجوههم وأجسادهم علامات التعذيب والضعف والهزال جراء الجوع والمرض.

وأكدت الأمم المتحدة أن على السلطة المقبلة في سوريا محاسبة نظام الأسد، لكن لم يتضح كيف يمكن أن يواجه الأسد نفسه العدالة بعد أن رفض الكرملين الاثنين تأكيد تقارير وكالات الأنباء الروسية بأنه فر إلى موسكو.

اضطلعت روسيا بدور فعال في إبقاء الأسد في السلطة عندما تدخلت بشكل مباشر في الحرب في عام 2015 ووفرت غطاء جويا للجيش السوري.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي