ليمانيتي: نتنياهو يعلن عن هدنة هشّة في لبنان لتعزيز سيطرته على غزة ومواصلة الإبادة الجماعية  

2024-11-27

 

الصحيفة الفرنسية وصفت الاتفاق بأنه “هش للغاية”، مُشيرة إلى تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أن بلاده ستتصرف “بقوة” في حال انتهاك الاتفاق (أ ف ب) قالت صحيفة “ليمانيتي” الفرنسية، إن إسرائيل وافقت تحت ضغوط دولية مكثفة على وقف القتال في لبنان، لكنها حددت شروطها، وأن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو يعتزم استغلال ذلك لتعزيز سيطرته على قطاع غزة، ومواصلة الإبادة الجماعية هناك.

ويستند الاتفاق إلى مشروع أمريكي يقضي بهدنة مدتها 60 يوماً ينسحب خلالها “حزب الله” والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، للسماح للجيش اللبناني بالانتشار هناك. ويتضمن إنشاء لجنة دولية لمراقبة تطبيقه.

الصحيفة الفرنسية وصفت الاتفاق بأنه “هش للغاية”، مُشيرة إلى تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أن بلاده ستتصرف “بقوة” في حال انتهاك الاتفاق، وقوله إن “الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق كافة الأهداف بما في ذلك عودة سكان شمال البلاد”. وبهذه الجملة، بدأ نتنياهو خطابه، بعد وقت قصير من انتهاء جلسة المجلس الوزاري المصغر بالموافقة على الهدنة. وبالتالي فإن الاتفاق هش للغاية لأن رئيس الحكومة الإسرائيلي أضاف التشديد على أن “مدة وقف إطلاق النار تعتمد على ما يحدث في لبنان”، وأنه “بالتنسيق مع الولايات المتحدة، نحافظ على الحرية الكاملة للعمل العسكري”. وكان هذا هو خوف السلطات اللبنانية، وليس فقط “حزب الله”.

وتابعت “ليمانيتي” القول إنه تحت الضغط ما زال نتنياهو يحاول إملاء شروطه متحدياً العالم أجمع، مُشيرة إلى تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن وقف إطلاق النار في لبنان يهدف إلى التركيز على إيران وعزل حماس، وأن مدة الهدنة تعتمد على تطور الوضع في لبنان. وقالت الصحيفة إن نتنياهو لا يهمه أن حزب الله و السلطات اللبنانية، قَبِلا عدداً من النقاط، من بينها تطبيق القرار الأممي 1701 الصادر عام 2006، والنص على تحرك قوات “حزب الله” إلى شمال نهر الليطاني، ولكن أيضاً وقف عمليات تهريب السلاح.

الصحيفة الفرنسية مضت قائلةً إن نتنياهو إذا كان نجح في إقناع حلفائه اليمينيين المتطرفين، فإنه مع ذلك ينوي الاستفادة من هدوء الجبهة الشمالية في الوقت الحالي، من أجل “إنجاز المهمة” بشكل أفضل في قطاع غزة، من خلال سيطرة قواته المتركزة الآن على الحدود مع مصر. وفي شمال قطاع غزة، إنشاء منطقة كبيرة محظورة، مما يمنع في الواقع عودة السكان إليها.

واعتبرت “ليمانيتي” أن القوى الغربية إذا كانت في حاجة ماسة إلى لبنان وظلت متمسكة  بأهدافه الإقليمية، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لغزة، حيث لا تمارس هذه القوى أي ضغوط حقيقية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار الذي من شأنه أن يضع حداً للإبادة الجماعية المستمرة في القطاع الفلسطيني.

وفي هذا الصدد، تقول الصحيفة إن الاعتراف بدولة فلسطين يمكن أن يوفر حلاً حقيقياً للمستقبل من خلال إجبار إسرائيل على الموافقة على ضرورة حل الدولتين، في الوقت الذي يتحدث فيه وزير المالية العنصري اليهودي بتسلئيل سموتريش، عن احتمال الضم مع إسرائيل، وفي الوقت الذي يستعد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض.

وواصلت الصحيفة الفرنسية التوضيح أن نتنياهو كان منذ عدة أيام تحت الضغط، مشيرة إلى بيان رؤساء دبلوماسية مجموعة السبع في ختام اجتماعهم الذي عقد في إيطاليا، والذي جاء فيه: “نحن ندعم المفاوضات الجارية بهدف وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. لقد حان الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي”.

وبعد شهرين من الغزو الإسرائيلي، قرر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أيضاً، الحديث عن “التزام” الولايات المتحدة لصالح “الحل الدبلوماسي في لبنان”، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي.

من جانبه، قال جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، خلال زيارته إلى لبنان: “لقد جئت في شهر سبتمبر وما زلت آمل أن نتمكن من منع حرب مفتوحة من قبل إسرائيل ضد لبنان. أصبح لبنان على وشك الانهيار”.

كما أشارت دول مجموعة السبع إلى أنها ستحترم التزاماتها فيما يتعلق بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو.

وأشارت “ليمانيتي” إلى تكثيف إسرائيل في الأيام الأخيرة قصفها ضد المناطق المدنية في ظل صد مقاتلي “حزب الله” للغزو البري للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، ليُظهر التنظيم اللبناني أنه على الرغم من الضربات التي تلقاها، وخاصة اغتيال العديد من كبار القادة بما في ذلك حسن نصر الله، فإنه لم يفقد قدرته على المقاومة.

ووفقاً لهاشم حيدر، رئيس مجلس جنوب لبنان، المؤسسة اللبنانية المسؤولة عن تقييم الأضرار، فقد تم تدمير حوالي عشرين قرية بالقرب من الحدود بين لبنان وإسرائيل بنسبة 70% (أو 45 ألف مبنى للاستخدام السكني) منذ 23 سبتمبر/ أيلول. وقال بيتر هارلينغ، مؤسس مركز سينابس للأبحاث ومقره بيروت، لوكالة فرانس برس، إن ذلك سيتضمن بلا شك “إنشاء منطقة محظورة غير صالحة للسكن على طول الحدود”.

واتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل بإحراق مناطق حرجية وأراضي زراعية في الجنوب بقصفها بالفسفور الأبيض.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي