في عالم الروائح والعطور، اكتسب مصطلح «رائحة الجلد» شعبية متزايدة، خلال السنوات القليلة الماضية، ويشير هذا المصطلح إلى العطور التي، عند وضعها، تمتزج مع كيمياء جسمكِ الطبيعية، وتمنح رائحة خفية وعاطفية تبدو كأنها «جزء منك». وبدلاً من الظهور للخارج مثل العطور القوية، تكون روائح الجلد أكثر عاطفية وشخصية، وتغلف من يضعها بهالة ناعمة من الرائحة، فإذا كنتِ ترغبين في معرفة المزيد بشأن ما يجعل رائحة الجلد مختلفة، وكيفية اختيار العطر المناسب، وكيفية وضعه، فإن خبراء العطور ألقوا بالضوء على هذا المفهوم، وفقًا ل زهرة الخليج.
ما «العطور الجلدية» (Skin Scents)؟
العطور الجلدية مصممة لمحاكاة أو تعزيز رائحة بشرتك الطبيعية. أي عند وضعها، تبدو رائحتها أكثر نعومة وطبيعية على الجلد، وتتميز بملاحظات أخف وأكثر دقة، وتمتزج بشكل وثيق مع كيمياء البشرة، ما يجعلها أقل شبهاً بالعطر، وأكثر شبهاً برائحة بشرتك الطبيعية.
وعلى عكس العطور الأقوى والأكثر هيمنة، التي تبرز للخارج، تميل «عطور الجلد» إلى البقاء بالقرب من البشرة، ما يمنح هالة دافئة وشخصية من العطر.
ويوضح خبراء العطور أن روائح البشرة تتكون، عادةً، من مكونات ناعمة ومسكية، مثل: الفانيليا وفول التونكا والمسك الأبيض وخشب الصندل وبعض الأزهار، وتميل هذه المكونات إلى أن تكون دافئة ومريحة، وتعطي شعورًا «بالجلد الثاني»، بدلاً من رائحة ملحوظة، مثلما وضحت كيتا بيرك ويليامز، مؤسسة «Ourside»، لمجلة «instyle».
ويوضح والتر جونسن، نائب رئيس تطوير المنتجات في شركة «InterParfums Inc»، أن روائح البشرة تبدو كأنها تندمج مع واضعها، بدلاً من إضافتها إلى روائحه الطبيعية، ويقول: «الهدف هو جعل الرائحة تبدو كأنها جزء من جوهر الجسم الطبيعي لواضعها».
ما النوتات التي تمنح البشرة رائحة جيدة؟
يتم تصنيع روائح البشرة من نوتات أساسية ناعمة وغنية وقريبة من الجلد، وتساعد هذه النوتات العطر على البقاء برفق ودقة؛ ليصبح أكثر من مجرد توقيع شخصي، بدلاً من وجود قوي. فبحسب الخبراء، فإن الملاحظات الأساسية والمواد الخام، التي ستجدينها في روائح البشرة، هي:
- أيزو إي سوبر: نوتة اصطناعية خشبية عنبرية مسكية.
- الأمبروكس: نوتة اصطناعية تشبه العنبر والمسكي والروائح الخشبية، وتسمح بتمديد أثر العطر، مع إضافة نعومة.
- الكشمير: صندوق «باندورا» لمكونات العطور، وقادر على توسيع نفحات الأزهار.
- الهيديون: بديل الياسمين الاصطناعي الأكثر شعبية.
- المسك: الرائحة الناعمو والعاطفية التي تميل إلى الذوبان في الجلد، ما يوفر هالة دافئة وحسية.
- السيتالوكس: شكل اصطناعي من الروائح الخشبية الطبيعية مع نغمات من العنبر المسكي، وتتميز بأنها طويلة الأمد.
- خشب الصندل: تضيف هذه النوتة الكريمية الخشبية عمقاً وتأثيراً مهدئاً لروائح البشرة.
- فول التونكا: يُعرف برائحته الحلوة والجوزية قليلاً، ويمنح روائح البشرة ملمساً مخملياً ودافئاً.
- العنبر: غني، وراتنجي، ويضفي جودة دافئة وحارة قليلاً على روائح البشرة.
الكثافة والامتداد: في حين تميل العطور التقليدية، خاصة تلك التي تحتوي على روائح عليا، مثل: الحمضيات أو الأزهار الحادة، إلى الامتداد إلى الخارج، تظل روائح الجلد قريبة من الجسم، فهي لا تطغى على الغرفة، بل تظل تحوم برفق حول واضعها.
طول العمر: يتم إنشاء روائح الجلد لتكون أكثر دقة، لذلك عادةً تكون لها رائحة أخف (أثر الرائحة المتروكة)، وارتداء أكثر عاطفية. لكن هذا لا يعني أنها لا تدوم طويلاً؛ وتم تصميم العديد من «روائح الجلد» للبقاء عليه لساعات، وتتطور وتتعمق بمرور الوقت.
الهدف: «روائح الجلد» أقل حول الإدلاء ببيان جريء وأكثر حول التعبير الشخصي، فهي مثالية للأشخاص الذين يفضلون العطر الذي يشعر بالراحة والرقة، ويبدو «جزءاً منهم»، ويختار العديد من واضعي العطر «روائح الجلد»؛ لاستخدامها يومياً؛ لأنها أكثر تنوعاً، وغير مزعجة في مختلف المواقف.
أفضل روائح البشرة لمناسبات مختلفة:
يوصي خبراء العطور باختيار رائحة البشرة؛ بناءً على نوع التجربة التي تريدين استحضارها والمناسبة، على سبيل المثال:
للاستخدام اليومي: اختاري العطور ذات المسك الخفيف المنعش والزهور والأخشاب الناعمة؛ للحصول على رائحة سهلة ومريحة، لا تنافس روتينكِ اليومي، على سبيل المثال: Tom Ford White Suede، Chloé Eau de Parfum، Jo Malone London Wood Sage & Sea Salt.
للأيام الدافئة أو الشتوية: روائح البشرة الأكثر ثراءً ودفئاً مع نفحات من الفانيليا أو العنبر أو حبوب التونكا، مثالية للأشهر الباردة؛ عندما تريدين رائحة تشعرك بالدفء، ومنها: Guerlain Tonka Imperiale Byredo Bibliothèque.
للأمسيات والمناسبات الخاصة: اختاري عطراً للبشرة يحتوي على قدر أكبر من التعقيد، مع روائح مسكية أعمق، أو أخشاب، أو حتى روائح جلدية خفية تمتزج بسلاسة مع كيمياء جسمك الطبيعية، مثل: Maison Margiela Replica Jazz Club Hermès Eau des Merveilles.
كيفية وضع وتطبيق «روائح البشرة»:
يعد وضع «رائحة البشرة» أمراً أساسياً لكيفية تطورها واستمرارها، لذا إليكِ بعض النصائح:
- وضعها على نقاط النبض: سيساعد دفء مناطق: معصميكِ ورقبتكِ وخلف الأذنين، على امتزاج العطر ببشرتكِ وانتشاره بشكل أكثر طبيعية.
- عدم الإفراط في وضع العطر: من المفترض أن تكون روائح البشرة خفية، لذا ضعي رشة خفيفة أو اثنتين، ويجب ألا تطغى على الحواس بل تعزز حضوركِ.
- مزج طبقات من العطور: يمكنكِ مزج «روائح البشرة» مع عطور أخرى أو منتجات للجسم معطرة، مثل: المستحضرات أو الزيوت، لرائحة فريدة وأكثر تخصيصاً. وتساعد هذه الطريقة على امتزاج العطر بشكل أفضل مع الزيوت الطبيعية لبشرتك.
- تجنب الفرك: بمجرد وضعه، تجنبِي فرك معصميكِ معاً، فقد يؤدي ذلك إلى تكسير جزيئات الرائحة، ومنع العطر من التطور بشكل صحيح.