إسرائيل اليوم: بضغط دولي.. نتنياهو يتهيأ لإنهاء الحرب في الشمال وإبقائها في غزة متذرعاً بـ"زيادة المساعدات"  

2024-11-12

 

بنيامين نتنياهو (أ ف ب)قرر نتنياهو إنهاء الحرب في لبنان وإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم، إلى جانب استمرار القتال في غزة وفقاً لأهداف الحرب: هزيمة حماس كقوة عسكرية ومدنية، وإعادة المخطوفين. رغم اعتراض لدى أوساط وزراء الحكومة، يعمل نتنياهو على إقناعهم بأن إنجازات الحرب في الجبهة الشمالية تكفي لتحقيق هدف إعادة السكان. في جلسة الحكومة التي انعقدت صباح أمس، طلب نتنياهو السرية التامة وعرض عليهم تفاصيل التسوية المتبلورة برعاية إدارة بايدن، والكفيلة بتشكيل مدخل لإدارة ترامب الوافدة.

 أرسل اثنين من رجاله للتوسط في الاتفاق في جبهتين: رون ديرمر إلى الولايات المتحدة لضمان حرية عمل في لبنان إذا لم يحترم الاتفاق، ووزير الدفاع الوافد، إسرائيل كاتس، الذي أعلن في خطاب تسلم المهام بأن إسرائيل هزمت حزب الله كرسالة إلى الجمهور الإسرائيلي. الأعمال الدعائية تستهدف منع الاعتراض من الجناح اليميني في الحكومة، ويبدو في هذه الأثناء أن الاعتراضات أبقيت بالفعل في مستوى منخفض. ومع ذلك، يطالب وزراء الحكومة بشروحات حول كيفية إنهاء إسرائيل للحرب في وقت يمتلك حزب الله قدرات عسكرية ذات مغزى. وطالب بعضهم الاستيلاء على نقاط أساسية في لبنان في إطار الاتفاق، لكن نتنياهو لا يسارع إلى الاستجابة لهذا الطلب. على أي حال، الإعلان عن النصر في لبنان لا يكفي. ولضمانه، يجب منع حزب الله من البقاء في المنطقة.

 الضغط الأمريكي بقيادة الولايات المتحدة يتركز الآن في الادعاءات حول “تجويع” السكان في شمال القطاع. عملياً، عمل الجيش بيد واحدة بتوجيه من المستوى السياسي على تطهير شمال القطاع من مخربي حماس من خلال توجيه السكان جنوباً ومنع عبور المساعدات، وفي اليد الثانية أمر نتنياهو بوقفه. إلى جانب تكرار قرارات سابقة مثل ربط منشأة التحلية بالكهرباء (أمر سبق أن صدر قبل أشهر) يستأنف الجيش الآن نشاط معبر “كيسوفيم” للمساعدات. إضافة إلى ذلك، في لقاء عقد أمس بمشاركة نتنياهو، طلب كل من كاتس وديرمر، من منسق أعمال الحكومة في “المناطق” أن يعرض أمام منسقة المساعدات من الأمم المتحدة خطة لزيادة المساعدات لشمال القطاع.

كان هذا هو اللقاء الثاني في غضون بضعة أيام بين نتنياهو ومنسقة المساعدات من الأمم المتحدة، سيغريد كاغ. وتعقد اللقاءات في ظل إنذار وجهه البيت الأبيض لزيادة المساعدات الإنسانية لشمال القطاع، الذي سيصل إلى 30 يوماً في 13 تشرين الثاني. عقد اللقاء الأول الأربعاء، وفي نهاية الأسبوع اتصل وزير الدفاع لويد أوستن بكاتس، وطلب أن يطرح موضوع المساعدات في شمال القطاع للبحث في الكابنيت أيضاً الذي انعقد أمس. يبدو أن إدارة بايدن التي شبعت وعوداً على مدى الأسابيع الأخيرة، تطلب أن ترى تنفيذها – والآن.

 لم يعد وجود لذريعة غالانت

يتبين هنا مسرح عبث نتنياهو والكابنيت. في الصباح، يأمر رئيس الوزراء بزيادة المساعدات للمناطق التي يقاتل فيها الجيش لهزيمة حماس، وفي الليل يطالب باستمرار الحرب حتى الهزيمة المطلقة. والنتيجة حرب عبثية تجبي ضحايا بين مقاتلينا ممن يطالبون بالعودة إلى الشجاعية وجباليا من جديد. مع كل الاحترام للضغط الدولي والأمن – على نتنياهو أن يقرر: إما الوقوف في وجه الضغط أو الاستسلام له وعرض هذا (بنجاح) كصمود.

في نهاية أيلول، مع بداية المناورة في لبنان، أمر نتنياهو بعملية في شمال القطاع بروح خطة الجنرالات – حقيقة تؤكدها محافل سياسية وأمنية على حد سواء. لكن لاحقاً، في ضوء تهديدات من البيت الأبيض، بدأ يستجيب بالتدريج للمطالب في الوقت الذي يطهر فيه الجيش الإسرائيلي المنطقة. في مداولات مغلقة، يوفر لوزرائه كلمات داعمة ويسند طلب وزير المالية سموتريتش توفير المساعدات لغزة بقوى إسرائيلية لقطع التغذية لحماس. وتدعي محافل أمنية بأن ربط معبر “كيسوفيم” يأتي لنقل المساعدات إلى المنطقة التي لا يقاتل فيها الجيش الإسرائيلي، وأن هناك محاولات لنقل السيطرة في مناطق مطهرة إلى العشائر. غير أن الكلمات لا تكفي لهزيمة حماس، ويثبت ذلك جنود الجيش الإسرائيلي الذين يعملون لأهداف حددت قبل سنة وشهر ولم تتحقق بعد. في هذا الموضوع على الأقل، منذ إقالة غالانت في نهاية الأسبوع، لم يعد هو الذريعة.

 

شيريت افيتان كوهن

 إسرائيل اليوم 11/11/2024









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي