مقتل ثلاثة لبنانيين وإصابة عناصر من قوات "اليونيفل" والجيش اللبناني بجروح بقصف إسرائيلي

أ ف ب-الامة برس
2024-11-07

 

    رجل يلتقط صورة للدمار في موقع غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. (أ ف ب)   بيروت- واصلت إسرائيل الخميس 7 نوفمبر 2024، تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدة غداة ليلة عنيفة، وتسبّبت إحداها في الجنوب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عناصر من القوات الدولية ومن الجيش اللبناني بجروح، وفق الجيش.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ينظر في التقارير التي تحدّثت عن إصابة عناصر اليونيفيل.

وأورد الجيش اللبناني في بيان أن "العدو الإسرائيلي استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي - صيدا، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ثلاثة عسكريين من عناصر الحاجز وأربعة من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة" اليونيفيل وذلك "أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور".

وشاهد مصوّر لوكالة فرانس برس في المكان سيارة محترقة على بعد أمتار من حاجز الجيش، إضافة الى أربعة عناصر من قوة اليونيفيل مصابين بجروح بدت طفيفة وهم يتلقّون العلاج في المكان.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردّا على سؤال لوكالة فرانس برس في القدس "ننظر في هذه التقارير، وسنعود اليكم عندما نحصل على مزيد من المعلومات".

وكانت غارة إسرائيلية أخرى استهدفت صباحا سيارة أثناء سلوكها طريق عاريا الجمهور، وهي جزء من طريق دولي يربط بيروت بمنطقة البقاع شرقا وصولا الى سوريا، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر إنّ "سيدة قتلت، بينما أصيب رجل بجروح، وكان الاثنان في السيارة".

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس سيارة متفحّمة الى جانب الطريق وأخرى متضرّرة قربها.

وليست المرة الأولى التي تحصل فيها استهدافات على هذه الطريق. وكان آخرها قبل أسبوع تقريبا وطال سيارة فان كانت محملة بأسلحة وذخائر.

- الضاحية وقرب المطار -

وكانت غارات إسرائيلية استهدفت ليلا ضاحية بيروت الجنوبية، وطالت إحداها منطقة متاخمة لمطار بيروت، المرفق الجوي الوحيد في البلاد. 

وقبيل استهداف الضاحية الجنوبية، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات لإخلاء أربع مناطق، تقع إحداها قرب المطار. ونزح معظم سكان الضاحية الجنوبية إلى بيروت أو إلى مناطق أخرى في لبنان.

وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة بعيد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبعدما أضعفت حماس في القطاع، نقلت إسرائيل ثقل عملياتها العسكرية الى الجبهة الشمالية مع الحزب، وكثّفت غاراتها اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر، وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية.

وأوضح مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته، أنّ "أضرارا طفيفة" طالت مباني تابعة للمطار، "ولكن ليس المبنى الرئيسي" حيث قاعة المغادرة والوصول.

وأشار إلى أنّ الأضرار طالت "مبنى تابعا لشركة طيران الشرق الأوسط" الوطنية اللبنانية، تستخدمه شركة منوطة بصيانة الطائرات.

وشاهد مصوّر لوكالة فرانس برس مستودعا تابعا لشركة أجهزة تدفئة يقع في محيط المطار، وقد لحقت به أضرار جراء إحدى الغارات.

وقال وزير الأشغال والنقل علي حمية لفرانس برس إن "مطار رفيق الحريري الدولي بيروت يعمل بشكل طبيعي"، مؤكدا أنّ "طائرات أقلعت وأخرى هبطت في المطار" بعد الغارة.

وقال أبو إيلي، وهو سائق سيارة أجرة كان موجودا في المطار عند وقوع الغارة، "اهتز موقف السيارات بنا بالكامل".

وأضاف "حمل الناس حقائبهم وركضوا"، موضحا أنّ سحابة دخان كثيفة غطّت المنطقة.

وقال رمزي زعيتر، وهو أحد سكان ضاحية بيروت الجنوبية، "أكثر من مرة اضطررنا إلى مغادرة الضاحية الجنوبية والفرار من منازلنا. في بعض الأحيان يصدرون تحذيرا. أصبح الموت مسألة حظ، إما تموت وإما تنجو".

وأضاف "يريد الجميع حماية أنفسهم وأطفالهم وعائلاتهم. ماذا يمكنك أن تفعل في حالة كهذه؟ لا يوجد أحد، لا توجد دولة للجوء إليها، لذا نلجأ إلى الشوارع. في بعض الأحيان، ننام في سياراتنا".

ومساء الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 40 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت شرق البلاد الأربعاء، بما في ذلك مدينة بعلبك، مشيرة إلى أن عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض لا تزال جارية بحثا عن مفقودين.

- 2600 قتيل -

وقتل أكثر من 2600 شخص في لبنان منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في 23 أيلول/سبتمبر، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزير الصحة فراس الأبيض.

وتؤكد إسرائيل أنها تسعى الى تأمين حدودها الشمالية وإبعاد حزب الله عنها وإعادة عشرات الآلاف من سكانها الذين نزحوا بسبب النزاع قبل نحو عام.

وتنفّذ إسرائيل عمليات برية في مناطق في حدودية في جنوب لبنان لا تفاصيل كثيرة عنها، بسبب عدم إمكانية الوصول الى المنطقة والتكتم العسكري حولها من طرفي القتال.

وأوردت الوكالة الوطنية الخميس أنّ "اشتباكات عنيفة تدور منذ منتصف الليل" بين مقاتلي حزب الله وجنود إسرائيليين "عند أطراف بلدتي رميش ويارون لناحية ملعب يارون مقابل مستوطنة دوفيف". 

وأشارت أيضا إلى "اشتباكات بالأسلحة الرشاشة" على أطراف بلدة عيتا الشعب... عند محاولة العدو التسلّل إلى الأراضي اللبنانية".

- "أفق لوقف الحروب" -

في قطاع غزة الذي يشهد وضعا كارثيا وسط الدمار والعطش والجوع بعد 13 شهرا من اندلاع الحرب، أعلن الدفاع المدني الخميس مقتل 12 شخصا ووقوع "عدد كبير من الإصابات جرّاء قصف طائرات الاحتلال مدرسة ذكور الشاطئ الابتدائية التي تؤوي نازحين في مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة" (شمال). 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته البرية والجوية في الشمال الذي قتل فيه المئات منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر، وفقا للدفاع المدني.

وقال بيان عسكري إن القوات "قضت على نحو 50 إرهابيا" في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في جباليا، وأعلن بدء عملية في بيت لاهيا.

واندلعت الحرب بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بقصف مدمّر وعمليات بريّة في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43391 شخصا، أغلبهم من المدنيين، ذوفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي يزور إسرائيل الخميس إنه يرى "أفقا" لوقف الحروب في قطاع غزة ولبنان بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئيسية الأميركية.

وقال بارو بعد اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس في القدس "أعتقد أن هناك آفاقا مفتوحة لوضع حد للمأساة التي غرق فيها الإسرائيليون والفلسطينيون والمنطقة بأكملها منذ السابع من (تشرين الأول)/أكتوبر".

وأشار الوزير إلى  انتخاب "رئيس أميركي جديد" لديه "الإرادة" لوضع حد للحروب.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي