الحب طاقة شعورية تتعدى المظاهر والشكل، الحب يكون للروح والكيان والشخصية، وهو المشاعر الدافئة التي تعطي الشعور بالسعادة، والحب هو الأحاسيس الصادقة التي تضيء الحياة وما حولها، والعواطف النابعة من القلب، التي لا تشوبها تداخلات المصالح أو أي أمور أخرى.
وعندما يقع الرجل فى الحب أو يدخل علاقة رومانسية حقيقية مع امرأة، تُهزم دفاعاته العقلية وتخور قوى أسلحته الذهنية؛ فيتصرف من دون تفكير ويعلن الخضوع لقلبه حتى إن لم يعترف بذلك، حيث الوقوع في الحب يجلب له شعوراً بالسلام والاستسلام ويجعله يشعر بالأمان؛ فينعكس ذلك على تعاملاته مع الآخرين، فيرق بعد غلظة، ويهدأ بعد عصبية، ويكون مرناً بعد تحكم واستبداد، وهذا هو حال الحب الذي يصهر الحديد، ويذيب الجليد، ويفت في عضد الشديد، ويكبل من دون تقييد.
بالسياق التالي وفقًا ل "سيدتي" التقت استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية الدكتورة وفاء الأنصاري؛ لتخبرك عن مراحل الحب عند الرجل وكيف تتحول ليصل لأعمق درجات الحب وأكثرها عمقاً وصدقاً.
الحب عند الرجل يشمل مجموعة من السلوكيات
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية الدكتورة وفاء الأنصاري لـ"سيدتي": إن الحب مجموعة من المشاعر والتصرفات التي تقوم على الاهتمام والشغف والتقدير والالتزام تجاه المحبوب، والحب أمرٌ فطريٌّ جُبلنا عليه؛ فقد خلقه الله في القلوب، فيجعل الشخص يشعر بخليط من العواطف الجيَّاشة والأحاسيس المرهفة من مودة وانجذاب واحترام تجاه طرف آخر، وتظل درجات الاهتمام والانجذاب تتزايد ليشعر أنه لا يمكنه الحياة بغيره، ولا يريد إلا استكمال الحياة معه. والحب عند الرجل تكشفه وتُظهره مجموعة من السلوكيات والتصرفات والمشاعر التي لا يمكنه إنكارها ويظهرها تجاه المرأة التي يحبها، فيصبح مفتوناً بنظرة هذه المرأة إلى الحياة وطريقة تفكيرها وشخصيتها وتعاملها مع الآخرين.
الحب عند الرجل يمر بـ6 مراحل
تقول د. وفاء الأنصاري إن الرجل عندما يخفق قلبه للمرأة وتتملك قلبه مشاعر الحب، يُظهر اهتماماً مستمراً بشريكة حياته وتفاصيل حياتها، وتمر مراحل الحب عند الرجل كالآتي:
الإعجاب والانجذاب
وهو شعور الرجل بالانجذاب إلى فتاة بسبب خصائصها الجذابة، وهو بداية مراحل الحب عند الرجل، حيث يتم الإعجاب بمظهر الفتاة أو بطريقة تفكيرها أو بأحاديثها، وأصبحت تملك عقله وربما قلبه، ومن علامات الانجذاب الشديد للفتاة رغبته في فهم الفتاة والتعرف إليها أكثر من أي وقت مضى، وهذا الإعجاب يُمكن أن يكون جزءاً من الحب، بحيث يتشكَّل بوصفه خطوةً سابقة لمرحلة الوقوع في الحب، من خلال إدراك الرجل سلسلة الصفات الجميلة والإيجابية التي يتمتع بها فتاته، التي تجعلها مُتفردة ومتميزة عن الآخرين، وهذا الشعور يجب أن يكون مُتبادلاً من كلا الطرفين حتى ينمو مع مرور الوقت، وتنتج عنه علاقةً صحيحة قد تتحول أحياناً إلى حبٍّ مُتبادل وحقيقي.
المواعدة والتعارف
بعدها ينتقل الرجل إلى مرحلة أخرى، وهي المواعدة من أجل التعارف؛ بهدف تقييم مدى ملاءمة الفتاة بوصفها شريكاً محتملاً في علاقة زواج مستقبلاً، وتُعتبر المواعدة هي الطلقة الأولى لعلاقة طويلة الأمد، التي فيها يقرِّر أن يتعرَّف أكثر إلى الفتاة التي أُعجب بها، ويكون على طبيعته في التواصل معها، من خلال لقاءات متكررة معها والأحاديث والتفاهم في الكثير من المواضيع وحتى المناسبات التي يوجدان بها معاً، ويبدأ الرجل في استكشاف الجوانب الشخصية والعواطفية والتفاهم مع فتاته.
المشاعر العميقة
إن امتلاك مشاعر قوية للرجل وتطورها بشكل سريع يرتبط بالانبهار والجاذبية الشديدة للطرف الآخر، فعندما يحب الرجل وتتولد عنده المشاعر العميقة، ستفضحه عيناه واهتمامه بمن يحب، وسينتقل إلى المرحلة التالية، وهي التي فيها سيتحدث عنها لأسرته، وأصدقائه سواء في مكان العمل أو المقربين، وسيتملكه الشعور بالرغبة في قضاء عمره مع فتاته، ويجب أن تكون الرغبة والمشاعر الجميلة نابعة عن معرفة عميقة بفتاته.
الوقوع في الحب
الوقوع في الحب هو تطور المشاعر القوية من التعلق والحب تجاه الفتاة، فيبدأ الرجل في هذه المرحلة بالسعادة وقلبه يخفق بضربات غير متزنة، بمشاعر لم تكن موجودة من قبل في المراحل السابقة أو تظهر بعض المشاعر لديه بشكلٍ أوضح، كشعوره بالغيرة على فتاته، ولا يستطيع الرجل التأكد من أنه واقع في الحب إلا عندما يشعر بأن هذه المشاعر تنمو معه كل يوم، فيكون دائم الاهتمام والتفكير فى الحبيب، طوال الوقت، ولا يستطيع تجاهله.
الاعتراف بالحب
لا شك أن الرجل يأخذ زمام مبادرة الاعتراف بعواطفه للمرأة، فالاعتراف بالحب هو خطوة حساسة ومهمة، فعند الوصول لهذه المرحلة، وبعد الاقتناع التام بفتاته والتأكد من مشاعرها يسعى الرجل للاعتراف بحقيقة مشاعره للفتاة، إما من خلال كلماته أو تصرفاته، وهذا يعني أنه قد قام بالتفكير جدياً بمكانة هذه الفتاة في حياته، وهو يعني مزيداً من الوضوح في مستقبل العلاقة.
الاستقرار
في هذه المرحلة من مراحل الحب عند الرجل، يكون قد وصل لاتخاذ القرار بالاستقرار والاستمرار بالعلاقة بعد التعلق بمحبوبته، وسيظهر ذلك بشكلٍ واضح في كل تصرفاته؛ لذلك سيسعى للتأكد من أنها تبادله المشاعر العاطفية نفسها، وعندما يتأكد من مشاعر فتاته سيقوم بالرسم والتخطيط لمستقبله مع شريكته المستقبلية، وهي تمثل الاستقرار بين الطرفين واكتساب الثقة بشكل أكبر والتفكير في بناء حياتهما معاً.