المخرج الفرنسي جاك أوديار يتأهب للمنافسة على الأوسكار بفيلمه "إميليا بيريز"

أ ف ب - الأمة برس
2024-11-03

المخرج الفرنسي جاك أوديار في العرض الأول لفيلم "إميليا بيريز" في المهرجان الأميركي للافلامالفرنسية في لوس أنجليس في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2024 (ا ف ب)لوس انجليس - كان المخرج الفرنسي جاك أوديار يدرك بعد فوزه بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان أن عليه بذل جهود كبيرة لإيصال فيلمه الغنائي "إميليا بيريز" إلى الأوسكار، وباتت لهذا العمل الذي يتناول قصة تاجر مخدرات يغيّر جنسه حظوظ كبيرة بالفعل ليتأهل إلى قائمة الترشيحات النهائية لجائزة أفضل فيلم أجنبي.
واقرّ المخرج في مقابلة مع وكالة فرانس برس في لوس أنجليس بمناسبة بدء عروض فيلمه في الصالات الأميركية بأنه "مرعوب"، موضحا أن "ثمة ما يقلق في النجاح الجماهيري".

ويُتوقَع أن يُكثر المخرج البالغ 72 عاما تنقلاته ذهابا وإيابا بين فرنسا والولايات المتحدة في الأشهر المقبلة.

فمنصة "نتفليكس" التي اشترت حقوق فيلمه الروائي العاشر لتوفيره عبر البث التدفقي اعتبارا من 13 تشرين الثاني/نوفمبر، لن تكتفي بخوضه المنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي، بل تعتزم ترشيحه في الفئات العامة، أي للسعي مثلا إلى جوائز "أفضل فيلم" و"أفضل مخرج" و"أفضل ممثلة" وسواها.

وبعد مشاركة "إميليا بيريز" في مهرجانَي تيلورايد وتورونتو، عُرض في افتتاح المهرجان الأميركي للافلام الفرنكوفونية في لوس أنجليس الاسبوع الفائت.

ويُتوقَع تاليا أن تكون الحملة أكثر كثافة مما كانت عليه عام 2010 حملة ترشيح فيلمه "آن بروفيت" Un Prophète لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم أجنبي.

وشبّه أوديار الأمر "بالانتقال من مسابقة رياضية في مقاطعة محلية إلى مسابقة أولمبية".

- "وحي" -
ويتناول فيلم أوديار الحائز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان قصة زعيم عصابة المخدرات المكسيكي النافذ مانيتاس الذي يعمد بكل ما يرمز إليه من ذكورية، إلى تدبير تواريه لتحقيق طموحه العميق، وهو أن يصبح امرأة تدعى إميليا.

وبعدما أصبحت المجرمة السابقة حرة في التصرف على طبيعتها، أسّست جمعية لمساعدة ضحايا الاتجار بالمخدرات. وعاودت التواصل مع زوجتها وأبنائها الذين كانوا يعتقدون أنها ماتت، من خلال التظاهر بأنها من أقرباء العائلة.

وبفضل هذا الدور المزدوج، دخلت الممثلة المتحولة جنسيا كارلا صوفيا غاسكون تاريخ مهرجان كان بفوزها بجائزة أفضل ممثلة، إلى جانب الممثلات الأخريات في الفيلم، زوي سالدانيا وسيلينا غوميز وأدريانا باز.

وكان لقاء أوديار هذه المرأة الإسبانية ذات التجربة الفريدة المتمثلة في تحوّلها جنسيا في سن السادسة والأربعين، وراء مبادرته إلى تعديل فيلمه، لجهة جَعل شخصياته أكبر سنا.

وأوضح أن الدور الرئيسي كُتب اساسا لشخص يبلغ 30 عاما، لكنّ شخصية بهذه السن لم تكن تتمتع بالصدقية لأنها لم تعانِ ما يكفي.

وقال "حاولت كثيرا، ولكن لم ينجح الأمر. وعندما جاءت غاسكون (...) كانت بمثابة الوحي".

واضاف "عندما يحصل التحوّل الجنسي في عمر 46 عاما، لا أجرؤ حتى على أن أتخيّل كيف كان الأمر من قبل (...) كيف كانت حياتها وألمها".

ودفعه اكتشافه غاسكون إلى إعادة صوغ الشخصية الرئيسية للفيلم لتناسبها، ما قد يتيح لها أن تصبح أول ممثلة متحولة جنسيا تُرشّح لجائزة الأوسكار.

- مزيج -
ويوصف "إميليا بيريز" الذي كُتب أساسا على شكل أوبرا، بأنه عبارة عن "فيلم درامي غنائي"، يقع على مفترق طرق بين أكثر من نوع، من بينها أفلام المخدرات المشوّقة، والمسلسلات التلفزيونية، وأفلام المثليين...

وبدا هذا المزيج "واضحا" لجاك أوديار، ليتمكن من احتضان التحول والجوانب المتعددة للشخصية الرئيسية.

وأفضت هذه المجازفة إلى عمل مميز بدات الصحافة الأميركية تصفه بأنه الأوفر حظا للفوز بجوائز الأوسكار، قبل وقت طويل من إعلان الترشيحات في كانون الثاني/يناير.

ومع هذا الفيلم "الذي نال استحسان النقاد"، ربما تمتلك "نتفليكس" هذه السنة "الخليط الرابح" القادر على انتزاع جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، على ما رأت مجلة "فرايتي" الأسبوع الفائت.

وفي حال تمكّن أوديار من تحقيق هذا الإنجاز، سيشكّل تتويجا لمسيرة هذا المخرج الحائز جوائز عدة والذي يميل في أفلامه إلى الشخصيات المختلفة والتي يُقلَّل شأنُها عادة.

وقال "أنا فضولي (...). يهمني الأشخاص الذين توجد صعوبة في وصفهم".









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي