
بيروت - تجدّدت الغارات الاسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الثلاثاء، غداة مقتل 18 شخصا بينهم أربعة أطفال في غارة اسرائيلية استهدفت ليل الإثنين محيط مستشفى رفيق الحريري الحكومي جنوب بيروت.
وجاءت الغارات الثلاثاء على الضاحية بعيد مؤتمر صحافي لمسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمّد عفيف أعلن فيه مسؤولية الحزب "الكاملة" عن الهجوم الذي استهدف قبل أيام مقر إقامة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في قيساريا شمال تل أبيب.
وأنهى عفيف مؤتمره الصحافي في منطقة الغبيري على عجل بعيد إنذار اسرائيلي باخلاء أبنية في المنطقة.
وقال عفيف خلال مؤتمر صحافي في ضاحية بيروت الجنوبية "تعلن المقاومة الاسلامية عن مسؤوليتها الكاملة والتامة والحصرية عن عملية قيساريا واستهداف مجرم الحرب وزعيم الفاشية الصهيونية نتانياهو".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام لاحقا عن ثلاث غارات إسرائيلية على منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واستهدفت إحدى الغارات مبنى سكنيا من 11 طابقا في منطقة الشياح- الغبيري فسقط في لحظات وتسبّب بتصاعد سحابة كثيفة من الغبار، كما أظهرت لقطات لفرانس برس.
وشنّت اسرائيل ليل الإثنين سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها بعد إنذارات إخلاء اسرائيلية للسكان.
ووقعت إحدى الغارات عند محيط مستشفى رفيق الحريري الحكومي، وهو أكبر المستشفيات الحكومية في لبنان، في منطقة الجناح، عند أطراف ضاحية بيروت الجنوبية. ولم تشمل هذا الحي المكتظ إنذارات الإخلاء الإسرائيلية.
وأوردت وزارة الصحة في بيان أن الغارة "في منطقة الجناح - محيط مستشفى الحريري أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد18 شخصا من بينهم أربعة أطفال فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 60 شخصا".
وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 13 شخصا.
وألحقت الغارة أضرارا طفيفة بالمستشفى، لكنها أدت الى انهيار أربعة أبنية مأهولة بالقرب منه، وفق ما شاهد مصور لفرانس برس. وقال إن عمليات البحث كانت متواصلة صباح الثلاثاء للعثور على ضحايا بين الأنقاض، بينما كان يُسمع رنين هاتف خلوي من تحت الركام.
وقال مدير المستشفى جهاد سعادة خلال مؤتمر صحافي إن أضرارا لحقت "بألواح الطاقة الشمسية وواجهات الزجاج" في المستشفى، مناشدا بضرورة إصلاح الأضرار بسرعة.
-أكثر من 1500 قتيل-
وقالت علا عيد التي تقطن قرب المستشفى مفجوعة "كان الأولاد يلعبون في الباحة...خرجت إلى الشرفة لأرمي لهم السكاكر(...)وفجأة سقط الصاروخ الأول ثم الثاني وشاهدت الأطفال أمامي" وهم يصرخون.
وصعّدت اسرائيل منذ 23 أيلول/سبتمبر غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوبا.
وأسفر شهر من التصعيد عن مقتل 1552 شخصا على الأقل في لبنان بنيران اسرائيلية، بحسب تعداد أجرته فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية، بينما أرغم التصعيد أكثر من مليون شخص على ترك بيوتهم وفق السلطات.
وتواصلت الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان كذلك الثلاثاء.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني الثلاثاء إصابة ثلاثة من مسعفيه بجروح في قصف خلال مهمة إنقاذ منسقة مع قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) في النبطية في جنوب لبنان، بعيد غارات إسرائيلية على المنطقة.
وأفادت الوكالة الوطنية عن تعرض مدينة النبطية "لأوسع عدوان جوي اسرائيلي هو الثالث في أقل من أسبوعين بعد تدمير سوقها التجاري ومبنى البلدية ومجمعات سكنية وتجارية".
وقالت إن الطائرات الاسرائيلية نفّذت حزاما ناريا من الغارات أدّت إلى تدمير "كامل للعديد من المباني السكنية والتجارية وعشرات المحال التجاري والمقاهي".
- "ادعاءات كاذبة" -
وفي وقت سابق الثلاثاء، فتح مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت أبوابه أمام الصحافيين في أعقاب اتهامات اسرائيلية بوجود مخابئ تحت الأرض لحزب الله فيها أموال وذهب.
وبعيد هذه التصريحات الاثنين، قال مالك المستشفى والنائب عن حركة أمل، حليفة حزب الله، فادي علامة لفرانس برس إن "الادعاءات (الاسرائيلية) كاذبة وفيها افتراء، المستشفى مستشفى خاص عمره 48 عاما". وأضاف "لا علاقة له بالسياسة (...) عمله على الصحة والعلم، وليس فيه أنفاق".
ودعا "الجيش اللبناني في أسرع وقت وأي مراقب أن يأتي إلى المستشفى ليتأكد من المعلومات ويكذب الادعاءات الاسرائيلية".
وأقرّ حزب الله الثلاثاء كذلك بوجود "أسرى" من مقاتليه لدى إسرائيل، من دون أن يحدد عددهم، محملا إياها مسؤولية "الحفاظ على حياتهم وصحتهم".
وقال عفيف خلال المؤتمر الصحافي "في ما يتعلق بقضية الاسرى الذين يحتجزهم العدو حاليا، أقول: أعلم أن العدو ليس لديه التزام بأخلاقيات الحروب والمواثيق الدولية ولكنه يتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة الأسرى وصحتهم ونطالب الصليب الأحمر الدولي بالتأكد من ذلك".
وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أسبوع أنه أسر ثلاثة عناصر من حزب الله، ما يرفع الى أربعة عدد المقاتلين الذين أعلن أسرهم منذ بدئه العمليات البرية في جنوب لبنان أواخر أيلول/سبتمبر.