
بيروت - ما إن أعلن حزب الله مقتل أمينه العام حسن نصرالله السبت، حتى ارتفعت صيحات التنديد في بعض أحياء بيروت حيث افترش نازحون فرّوا من الضاحية الجنوبية الساحات والأرصفة، وكانت صدمة وحزن وغضب.
في شارع الحمرا، سارعت نسوة الى شرفة مبنى وهن يصرخن "الله أكبر" وضربن على صدورهن، بينما كان أشخاص يحدّقون بعيون دامعة في هواتفهم دون حركة، غير مصدقين أن النبأ الذي وصلهم حقيقي.
بعيد إعلان إسرائيل رسميا أنها اغتالت زعيم حزب الله بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، أكد الحزب في بيان "استشهاد سماحة السيد" الذي قاد حزبه "من نصر الى نصر".
كصاعقة، حلّ الخبر على مناصري نصرالله الذين رفض بعضهم تصديق الخبر.
وصرخت امرأة متشحة بالسواد وقد جلست خلف زوجها على دراجة نارية كانت تمر في الحمرا، "لا تصدّقوهم، إنهم يكذبون، السيد بخير!".
لدى محازبيه ومناصريه، يتمتع نصرالله (64 عاما) بهالة غير قابلة للمسّ، منذ أن تولى الأمانة العامة لحزب الله عام 1992. ويُعد الرجل الأكثر نفوذا في لبنان.
ويناديه مناصروه بـ"السيّد" نسبة لنسبه المتحدّر من سلالة النبي محمد، أو "أبو هادي" نسبة لنجله الأكبر الذي قتل عام 1997 خلال معارك مع القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان.
في أنحاء عدة من بيروت لجأ إليها نازحون فرّوا من معقل الحزب في الضاحية على وقع الغارات الاسرائيلية الكثيفة، ساد الوجوم على الوجوه.
وقالت مهى كريت بتأثر لوكالة فرانس برس "لا أستطيع أن أصف كيف تلقينا الخبر، صرنا نصرخ جميعا".
وأضافت "لا يوجد دولة في العالم وقفت في وجه إسرائيل، إلا السيد حسن نصر الله"، معبرة عن غضب شديد إزاء "كل الدول الأوروبية والعربية والتي تسمّي نفسها إسلامية للأسف".
وتكمل متأثرة "نحن من حملنا القضية الفلسطينية على أكتافنا وعلى أكتاف السيد حسن"، مؤكدة أنه سيبقى مصدر "الكرامة".
- دموع -
في بعض أزقة بيروت، تكرّر المشهد ذاته: وجوه متجهمة ودموع من جهة، وتوتر وغضب من جهة أخرى خصوصا في مراكز إيواء حيث تعرّض صحافيون لرشق بعبوات المياه من شبان غاضبين لدى محاولتهم استطلاع آراء النازحين.
ودفعت الغارات الإسرائيلية الكثيفة على الضاحية الجنوبية ليل الجمعة مئات العائلات إلى الفرار، ومنها من قضى ليلته في العراء على الطرق.
في وسط بيروت، كانت امراة تنتحب وتقول "السيد لا يموت، وعدنا أن نصلّي في القدس، لا يموت".
وقالت سناء قيس فيما انهمرت الدموع من عينيها "السيد كل شيء. هو ابني وأخي، هو الكرامة والعزة والشرف والنخوة".
في شوارع صيدا في جنوب لبنان، سارت مسيرة حمل المشاركون فيها صورا لحسن نصرالله وأعلاما لبنانية للتعبير عن الحزن على الأمين العام لحزب الله.
كذلك سارت مسيرات غضب وحداد في رام الله في الضفة الغربية المحتلة وفي بغداد.
وأعلن لبنان الحداد لمدة ثلاثة ايام على نصرالله.