مئات المظليين يقفزون احتفالا بعملية الحرب العالمية الثانية

هبط مئات المظليين، السبت21سبتمبر2024، في أرض خالية بالقرب من مدينة إيدي الهولندية، حاثين بذلك خطى نحو 2000 جندي من قوات الحلفاء قبل 80 عاما.

وشارك في القفزة جنود بريطانيون وبولنديون وأمريكيون، وجاءت في اليوم قبل الأخير من الذكرى الثمانين لعملية ماركت جاردن، حيث حضر الملك الهولندي ويليم ألكسندر حفل إحياء الذكرى.

انتهت العملية سيئة السمعة في نهاية المطاف بالفشل، حيث شهدت خسارة ما يقرب من 15 ألف جندي من قوات الحلفاء، في حين تم أسر 6600 آخرين في الخطة الفاشلة للاستيلاء على الجسور في هولندا في سبتمبر 1944.

وكان قادة الحلفاء يأملون أن تمنحهم العملية فرصة سريعة لإنهاء الحرب في أوروبا، وفتح طريق غزو إلى برلين.

وبدلاً من ذلك، تم صد آلاف المظليين من قبل المعارضة الألمانية القوية في أرنهيم والمدن المحيطة بها بما في ذلك إيدي، والتي دمرت بالكامل تقريبًا في القتال.

وقال وزير الدفاع الهولندي روبن بروكلمانز أمام آلاف المتفرجين بمن فيهم الملك الهولندي وكبار الشخصيات العسكرية وحفنة من قدامى المحاربين الذين نجوا من الحرب العالمية الثانية: "اليوم نحتفل بحريتنا الجماعية ونتذكر الجهد الهائل الذي بذل لتحقيقها".

"إنه يمنحنا جميعًا الفرصة لنقول شكرًا لك على خدمتك."

وسُمع الملك ويليم ألكسندر وهو يقول لأحد المحاربين القدامى بعد مراسم وضع إكليل الزهور: "شكرًا لكم على ما فعلتموه من أجل بلدنا".

- "رائع للغاية" -

تم تصميم هذه العملية كخطة للقوات المحمولة جواً للاستيلاء على الجسور الهولندية الرئيسية، ولكنها تحولت بدلاً من ذلك إلى واحدة من أعظم نكسات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

تم إنزال آلاف المظليين البريطانيين والأمريكيين والبولنديين فوق هولندا في أكبر عملية جوية وبحرية في التاريخ، لاحتلال الجسور والممرات المائية من بلجيكا إلى مدينة أرنهيم الهولندية وفتح الطريق أمام دبابات الحلفاء.

لكن الحلفاء، الذين كانوا يتجهون على طريق واحد نحو الجسر الأخير عبر نهر الراين السفلي في أرنهيم، فشلوا في الارتباط بقوات الهجوم المحمولة جواً، التي أجبرت على الاستسلام.

وبعد ذلك فرض النازيون عقوبات قاسية على الهولنديين، وقطعوا إمدادات الغذاء، مما أدى إلى وفاة الآلاف من الناس جوعاً.

تم تخليد هذه المعركة من خلال الفيلم الملحمي الحربي "جسر بعيد للغاية" الذي أنتج عام 1977 من إخراج ريتشارد أتينبورو وبطولة شون كونري، وجيمس كان، وجين هاكمان، وروبرت ريدفورد.

تم تسمية الجسر في أرنهيم الآن على اسم المقدم البريطاني جون فروست الذي سيطر عليه مع 600 رجل لمدة أربعة أيام قبل أن يتم الاستيلاء عليه.

وأخيراً تحررت هولندا في مايو/أيار 1945، وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام أقيمت أول احتفالات أرنهيم في أوستربيك كما كان يحدث كل عام منذ ذلك الحين.

بلغت الذكرى الثمانين لعملية ماركت جاردن ذروتها هذا الأسبوع بسلسلة من الفعاليات التذكارية.

وشمل ذلك إعادة دفن مهيب لجندييْن من الحلفاء لقوا حتفهم في ذلك الوقت، ولم يتم اكتشاف رفاتهما وتحديد هويتهما إلا قبل بضع سنوات.

ومن المقرر أن تحضر الأميرة البريطانية آن وعدد من كبار الشخصيات، الأحد، حفل تأبين في مقبرة أوستربيك.

وقال المؤرخ العسكري البريطاني جيمس هولاند إنه على الرغم من الصعوبات التي اضطر الهولنديون إلى تحملها أثناء وبعد عملية ماركت جاردن، فإنه شعر بالامتنان الذي استمر الناس في إظهاره حتى بعد مرور 80 عامًا على الصراع العالمي.

وقال لوكالة فرانس برس "لم أر شيئا مثله من قبل. أعني أنه أمر لا يصدق أن تذهب إلى أرنهيم وترى كل المنازل التي تحمل علم فرقة المظليين البريطانية الأولى تحمل العلم العنابي مع حصان بيجاسوس الأزرق"، في إشارة إلى علم الفرقة المظلية البريطانية الأولى.

وقال هولاند "إنه أمر رائع للغاية".