إسلام أباد- مثل رجلان باكستانيان أمام محكمة شديدة الحراسة في هولندا غيابيا، الاثنين 2سبتمبر2024، بتهمة محاولتهما التحريض على قتل الزعيم الهولندي اليميني المتطرف المناهض للإسلام خيرت فيلدرز.
وجه الادعاء الهولندي اتهامات إلى الزعيم الديني محمد أشرف جلالي البالغ من العمر 56 عاما لدعوة أتباعه لقتل فيلدرز ووعدهم بأنهم سوف "يحصلون على مكافأة في الحياة الآخرة".
ويشتبه في أن رجلاً آخر، وهو سعد حسين رضوي، زعيم حزب تحريك لبيك باكستان، حث أتباعه على قتل فيلدرز بعد الحكم على لاعب الكريكيت الباكستاني خالد لطيف بتهمة التحريض على قتله.
وقال ويلدرز الذي كان يرتدي بدلة داكنة وقميصا أبيض وربطة عنق كستنائية اللون: "لقد تركت هذه القضية تأثيرا كبيرا علي وعلى عائلتي".
وأضاف "أطلب من هذه المحكمة أن ترسل إشارة قوية.. بأن إصدار فتوى في هذا البلد أمر غير مقبول".
وأُجريت المحاكمة في محكمة شديدة الحراسة بالقرب من مطار سخيبول في أمستردام.
وطلبت السلطات الهولندية من إسلام آباد المساعدة القانونية لاستجواب المشتبه بهم والمطالبة بمثولهم أمام المحكمة.
ولكن لا توجد معاهدة مع باكستان للمساعدة القانونية المتبادلة، ولم يظهر الرجلان في قفص الاتهام. ولم يكن لدى أي منهما تمثيل قانوني.
- "تهديدات بالقتل" -
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حكم القضاة على لطيف بالسجن 12 عاما بتهمة التحريض على قتل فيلدرز بعد أن سعى النائب المثير للجدل إلى تنظيم مسابقة للرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.
ألغى فيلدرز مسابقة الرسوم الكاريكاتورية بعد اندلاع الاحتجاجات في باكستان وتعرضه لتهديدات بالقتل. وهو تحت حماية الدولة على مدار الساعة منذ عام 2004.
وقال القاضي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن المسابقة المخطط لها "تسببت في الكثير من الاضطرابات داخل المجتمع الإسلامي. لقد تلقى (فيلدرز) مئات، إن لم يكن آلاف التهديدات بالقتل".
وفي هولندا، تعرضت خطة تنظيم المسابقة لانتقادات واسعة النطاق باعتبارها تثير عداء المسلمين دون داع.
لكن الدعوة لقتل فيلدرز بدا أنها وجدت صدى، حيث حُكم على رجل باكستاني بالسجن لمدة 10 سنوات في عام 2019 بتهمة التخطيط لاغتياله في أعقاب إلغاء المسابقة.
وقال فيلدرز في المحكمة إنه خطط لتنظيم المسابقة لأنه "من غير المقبول ألا يُسمح لك بحرية التعبير... في بلدان يسمح بها القانون".
وقال فيلدرز "على مدى العشرين عاما الماضية، سُلبت حريتي بسبب ما أفكر فيه وأقوله وأكتبه وأفعله".
وأضاف السياسي أن "الفتاوى هي الأسوأ على الإطلاق، فهي لا تختفي أبدا. وما زلت أتلقى تهديدات بالقتل بشكل يومي".
وطالب المدعي العام بسجن جلالي 14 عاما. ومن المقرر أن تبدأ جلسة الاستماع ضد رضوي في وقت لاحق من يوم الاثنين، ومن المتوقع صدور الحكم في التاسع من سبتمبر/أيلول.
وقال المدعي العام الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن "هدف المشتبه به (جلالي) كان قتل فيلدرز. وكان (جلالي) يتمتع بنفوذ كبير في باكستان".
"للأسف نرى السياسيين يتعرضون للتهديد بشكل متزايد بسبب ما يقولونه ويفكرون فيه."
تشتهر جماعة تحريك لبيك الدينية المتشددة باحتجاجاتها الضخمة في الشوارع بسبب مزاعم التجديف والتي يمكن أن تشل المدن لعدة أيام.
وقد خرج عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع بعد أن أعادت مجلة شارلي إبدو الساخرة ومقرها باريس نشر رسوم كاريكاتورية تصور النبي محمد في عام 2020.