حرب شاملة أم محدودة : اغتيال هنية وشكر وقصف الحديدة.. هل تنتظر "إسرائيل" رداً مختلفاً؟

الأمة برس
2024-08-02

جرافيكساعات ساخنة عاشها الشرق الأوسط شهدت اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والرجل الثاني والمسؤول العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، ما جعل العالم يترقب شكل الرد الإيراني المتوقع على هذه العمليات التي شنها الجيش الإسرائيلي، وفقا للخليج أون لاين.

وجاءت هذه العمليات بعد قصفٍ مدمّر شنه سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء الحديدة اليمني (19 يوليو)، رداً على الغارات التي نفذها الحوثيون الموالون لإيران على تل أبيب.

وستكون طهران وأذرعها في المنطقة أمام مرحلة جديدة واستثنائية، وسط مخاوف من نقل الصراع إلى "مستوى مختلف" يقود لاندلاع حرب مباشرة بين الجانبين.

اغتيال هنية وقصف طهران
ألقت عملية اغتيال هنية بظلالها على المشهدين الإقليمي والدولي، وسط توقعات بتأثيرات مباشرة على مسار المفاوضات المعقدة بالأساس بين "حماس" و"إسرائيل"، فضلاً عن تداعياتها على سير الحرب في قطاع غزة.

وكانت "حماس" أعلنت (31 يوليو) اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية طهران "إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان".

كما قال الحرس الثوري الإيراني إنه يدرس أبعاد حادثة اغتيال هنية وسيعلن نتائج التحقيق لاحقاً، فيما هددت إيران بالانتقام، وقالت في بيانٍ لخارجيتها إن "دمه لن يذهب هباء".

واللافت أن حادثة الاغتيال وقعت داخل العاصمة الإيرانية طهران وفي موقع أمني شديد الحراسة، وهو أمر يرفع من وتيرة التصعيد خصوصاً أن الهجوم وقع في مركز الحكم الإيراني وبالتزامن مع تنصيب رئيس جديد للبلاد، في رسالة يعتبرها البعض "تحدياً إسرائيلياً للحكومة الإيرانية".

كما اعتبرت كتائب القسام الجناح المسلح لـ(حماس) أن اغتيال هنية في قلب العاصمة الإيرانية "حدث فارق وخطير ينقل المعركة إلى أبعادٍ جديدةٍ".

وتقول صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية إن اغتيال هنية في طهران "من شأنه أن يشكل إحراجاً كبيراً لإيران ويخاطر بانتقام النظام الإيراني من إسرائيل".

وتضيف: "كانت التوترات في المنطقة قد تصاعدت بالفعل، بعد أن أعلنت إسرائيل أنها قتلت فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في غارة جوية على مبنى سكني في جنوب بيروت الليلة الماضية".


اغتيال شكر وقصف اليمن
ويتوقع أن تتصاعد المخاوف من اتساع رقعة الحرب في المنطقة، مع اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" اللبناني فؤاد شكر (30 يوليو)، قبل ساعات على اغتيال هنية.

وتعول جماعة حزب الله اللبنانية على ترسانة كبيرة من الأسلحة خلال العمليات القتالية التي تخوضها عبر الحدود مع "إسرائيل" منذ أكثر من 9 أشهر.

وتقول الجماعة، وهي واحدة من أكثر الجماعات غير الحكومية تسليحاً في العالم، "إنها لم تستخدم سوى جزء صغير من أسلحتها حتى الآن".

وفي اليمن ولأول مرة منذ تأسيسها، أعلنت "إسرائيل" استهداف ميناء الحديدة (19 يوليو)، رداً على الغارات التي نفذها الحوثيون على تل أبيب، وذلك رداً على قصف تل أبيب بمسيّرة حوثية أدت إلى مقتل إسرائيلي وإصابة عشرة آخرين.

وعلى الفور توعدت جماعة الحوثي بـ"رد قاسٍ"، مؤكدة "أنها لن تتراجع عن مساندة الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن "القصف الإسرائيلي يأتي في إطار الضغط على الشعب اليمني لوقف جبهة الدعم والإسناد".

سيناريوهات مختلفة
وتهلل "إسرائيل" لنجاح عمليتي اغتيال هنية وشكر، وسط تساؤلات عن سيناريوهات رد طهران على هذه العمليات التي تعتبرها تل أبيب "إنجازاً استخباراتياً" رداً على الفشل الاستخباري والأمني والعسكري المدوي في التصدي لعملية "طوفان الأقصى" التي شنتها "حماس" في 7 أكتوبر الماضي على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.

في هذا الشأن تحدث مختصون لـ"الخليج أونلاين" مؤكدين في توقعاتهم أن المنطقة ستشهد تصعيداً في المرحلة القادمة، لا سيما أن إيران و"حزب الله" والفصائل الفلسطينية لن تترك الهجمات الإسرائيلية الأخيرة دون رد.

الباحث في الشؤون الإسرائيلية مأمون أبو عامر:

- عمليات اغتيال هنية وشكر استكمال لمسار أخطاء نتنياهو في تصعيد المشهد، والذي سبقه الهجوم الذي حدث قبل ذلك في اليمن.
- اغتيال هنية عبارة عن عملية مركبة؛ استهدفت قائداً كبيراً والضرب في قلب طهران لا خلفها؛ وهذا تحدٍّ خطير لم يأتِ من فراغ.
- نتنياهو حينما عاد من أمريكا شعر بحميمية الولايات المتحدة ودعمها وأنه حصل على ضوء أخضر أن يفعل ما يشاء وأينما يشاء ووجد لديه خيارات مفتوحة.
- يجب أن نتساءل لماذا اختار نتنياهو ذلك؟ كان بإمكانه أن يذهب إلى خيارات أقل حدة، والإجابة لدى نتنياهو بأن أيادينا طويلة، وأننا نصل إلى أي مكان بدون حدود، وهذه رسالة لحزب الله وإيران.
- نتنياهو يريد أن يطبق النظرية التي تحدث بها في الكونغرس الأمريكي من أن المعركة ليست مع حزب الله، وإنما هي معركة مع إيران، وأنه أعطى رسالة واضحة لحزب الله أننا قادرون على الفعل، ثم ذهب إلى إيران في تحدٍّ واضح.
- نتنياهو يريد إدخال إيران في المعركة، كما يريد إرسال رسالة مزدوجة أنه أدخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الحرب وهي التي كانت لا تريد ذلك.
- نتنياهو أحرج إدارة بايدن، خصوصاً أنه أقحمها بالحرب خلال الانتخابات، حيث يدرك أنها لا يمكن أن تتخلى عن إسرائيل في هذا التوقيت.
- نتنياهو غازل ترامب باغتياله لهنية كأنه يقول: إننا نكمل مشواركم في اغتيال سليماني في العراق، باغتيال قائد حماس في إيران.
- ربما الآن تتدحرج الأمور إلى ما لا يمكن السيطرة عليه ويمكن أن تندلع حرب إقليمية واسعة، وهذا قد يدخل أطرافاً أخرى في المنطقة بالحرب.
- المشهد الإقليمي معقد جداً، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بما قد يحدث، خصوصاً أن الأحداث متسارعة والأمر خطير جداً حالياً، والمنطقة أمام ساعات حرجة جداً.
- ربما تتدخل واشنطن وتفرض على "إسرائيل" الانسحاب من غزة ووقف المواجهات الشاملة في المنطقة، ويكون ذلك مخرجاً للجميع بعد توجيه نتنياهو ضرباته في كل مكان.

الأكاديمي والباحث السياسي أحمد الزعتري:

- "إسرائيل" اتخذت قراراً بتوسيع رقعة الحرب خارج فلسطين.
- هذا الأمر كان مطروحاً على الطاولة ولكن الأزمات داخل دولة الاحتلال أدت إلى تأخيرها، خصوصاً تلك الأزمات التي بدأت تتوسع داخلياً.
- نحن دخلنا في مرحلة جديدة من الحرب، ومن المتوقع أن يكون هناك رد مختلف من المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي.

الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي:

إيران تبحث أعلى المستويات للردّ.

- الإيرانيون يدركون مدى المخاطر التي تترتب على ما بعد برنامج الاغتيالات الأخيرة للقادة.

- عمليات الاغتيالات تأخذ منحى مختلفاً عن السابق، فهنالك محاكاة لمجموعة من الأهداف في نفس التوقيت، في إيران ولبنان، وأيضاً عملية نوعية بالعراق استهدفت موقعاً لفصائل موالية لطهران.

- توسيع نطاق الاشتباك الإسرائيلي يؤكد أن تل أبيب مدركة تماماً للمخاطر الإيرانية.

- الضربات نوعية ومحدودة ولأهداف ثابتة، والأهداف تغيرت من المستوى العسكري إلى السياسي.

- إيران ستلجأ إلى خطط بديلة لاحتواء هذا التصعيد.

- لا تملك إيران القدرة على التحرك سوى من خلال الفصائل المرتبطة بها في المنطقة، وستبقى ردودها خجولة.
المرحلة القادمة ستشهد مزيد من التصعيد واستهدافات أكبر تطال شخصيات قيادية سياسية وعسكرية لها ارتباط بإيران.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي