يتضمن معرض "خواطر ملونة" المقام في جاليري بيت شقير للثقافة والتراث، نحو أربعين لوحة تجريبية للتشكيلي كمال عريقات، تتنوع من حيث الأساليب الفنية والأحجام.
تتناول الأعمال المعروضة بمجملها مفردات الطبيعة كالبحر والصخور والبيوت والجبال والأشجار، وقد رُسم عدد منها وفق المدرسة التعبيرية التجريدية؛ إذ تتضح فيها الأشكال والرموز، ولو بشكل غير مباشر، ومن اللوحات ما يتجه نحو التجريدية المطلقة، إذ يتسيّد الدمج اللوني مساحاتِ اللوحة.
ودمَج عريقات في أعماله بين إعادة تدوير المواد من المعاجين ونشارة خشب والفحم وبين ألوان الأكريلك من غير أن يؤثر هذا الدمج على التكوين أو مساحات العمل، وهو ما جعل سطوح الأعمال تبدو حين لمسها نافرة كأنها منحوتات من كتل وألوان.
وتبرز جماليات أعمال عريقات من خلال قدرة الفنان على التحكم بالمساحات اللونية التي بدت مريحة للعين ومتناغمة، حيث اشتملت بعض اللوحات على الدمج بين الأسود والأبيض والأزرق بتدرجاته، مع نثارات لونية منسجمة، وفي لوحات أخرى اعتمد الفنان على الألوان الترابية وتدرجاتها، وجميعها انتمت للألوان الحارة والقوية، والتشكيلات التي تتخذ رموزاً وإيحاءات وتنويعات بصرية.
قدمت للمعرض فوز شقير، مديرة بيت شقير للثقافة والتراث، ومما جاء قي تقديمها: "الجانب الإنساني للفنان كمال عريقات يشبه فنه.. وهو يمزج الألوان ليشكل في النهاية لوحة يستطيع كل من رآها أن يتناولها من منظوره الخاص ويستمتع بجمالها".
وكتب الناقد والفنان التشكيلي حسين نشوان عن المعرض: "أمواج من التونات والمنمنمات التي تملأ فضاء اللوحة التي يطرزها الفنان كمال عريقات بما تشبه أبجدية الأرض إذ تقول حروفها جمالاً وكلاماً شعرياً، بتكرار وإيقاع وألحان تموسق لغة الأرض بحس بصري وجمالي".
ونقرأ في الكتيّب التعريفي للمعرض نصّاً لرئيس رابطة الفنانين التشكيليين الدكتور إبراهيم الخطيب، جاء فيه: "ينسج كمال عريقات أعماله الفنية بخيوط الحرير الناعم كخائط محترف لعمله منذ زمن بعيد، خائط حساس لكل نواحي الثوب الذي يحرص على تسليمه بكامل أناقته ومنتهى نظافته، ليتميز بخصوصية عالية، تقود أي مشاهد لاكتشافه مباشرة لتميز أسلوبه وفرادته".
وأوضح الخطيب أن لوحات كمال عريقات تنتمي للتعبيرية التجريدية تارة، وللتجريدية المطلقة تارة أخرى، وهي تصور أماكن عاشت في ذاكرة الفنان، مشيراً إلى أن الفنان "برع بتوزيع ألوانه بين الحار والبارد، بميزان بائع الذهب العادل"، مؤكداً أنه "بنّاء لتكوينات رصينة، حاسب للكميات وتوزيعها بين كتلةٍ وفراغ".