سكان مالي يواجهون موجة حر خانقة في ظل ضعف مقوّمات الصمود  

أ ف ب-الامة برس
2024-04-20

 

 

رجل يضع الماء على وجهه في بغداد ليقاوم درجات الحرارة المرتفعة في 13 آب/أغسطس 2023 (أ ف ب)   بامكو- يضع أبو بكر باماتيك منديلاً تحت خيط من الماء قبل أن يلفّه حول رأسه... على غرار كثيرين من سكان باماكو، عاصمة مالي، يبذل هذا الرجل كل ما في وسعه لمقاومة موجة حر تضرب البلاد.

ويقول باماتيك "أشرب الكثير من الماء، وغالباً ما أبلّل عمامتي"، مضيفاً "أتجنب ارتداء العباءات المصنوعة من النايلون، وأفضّل تلك القطينة الصغيرة لتفادي الحرّ الشديد".

ومثل بلدان أخرى في منطقة الساحل، شهدت مالي وعاصمتها باماكو في مطلع نيسان/أبريل موجة حر غير مسبوقة من ناحية مدّتها أو حدّتها.

وتجاوزت الحرارة 45 درجة مئوية، وبلغت ذروتها عند 48,5 درجة مئوية في كايس غرب البلاد، وهو مستوى قياسي بالنسبة إلى مالي.

وبعد بضعة أيام، انخفضت درجات الحرارة لتصل إلى مستويات مقبولة أكثر في العاصمة المالية، لكنّ تحمّلها كان صعباً أيضاً، إذ وصلت في منتصف النهار إلى نحو 43 درجة مئوية.

ويواجه سكان العاصمة وضعاً خانقاً في ظل أشعة شمس حارقة وهواء مثقل بالغبار.

ويقول عثمان ديارا، وهو سائق دراجة نارية لنقل الركاب في باماكو، إنّ "الوضع مزعج جداً في ظل هذا الحرّ، لكننا مجبرون على العمل".

ومالي المصنّفة بين أكثر البلدان فقراً في العالم، ليست مجهزة لمواجهة موجات الحر، التي يُتوقَّع أن تزداد حدّتها بسبب التغير المناخي الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة، بحسب تقرير نشرته الشبكة العلمية "وورلد وِذر أتريبيوشن" الخميس.

وتواجه البلاد التي تعاني من أزمة أمنية واقتصادية وسياسية عميقة، انقطاعا للتيار الكهربائي بسبب تهالك محطاتها لتوليد الطاقة والديون المرتفعة التي تثقل كاهل شركة الطاقة الوطنية.

ويحدّ انقطاع التيار الكهربائي المتواصل من استخدام المراوح ومكيفات الهواء.

ويقول باماتيك "في المساء، أنام على السطح مع عائلتي، حتى انني اشتريت مراوح وأعطيها لعائلتي حتى يستخدمونها".

- آلاف الوفيات -

تشير "وورلد وِذر أتريبيوشن" إلى أنّ موجات الحر "تُعدّ من بين الكوارث الطبيعية الأكثر فتكا". وعلى الرغم من نقص البيانات المتاحة في البلدان المعنية، "من المرجح أن تكون قد سُجّلت مئات إن لم يكن الآلاف من حالات الوفاة المرتبطة بالحرّ"، بحسب العلماء.

ويقول الطبيب إبراهيم فال، رئيس وحدة الطب في المركز المرجعي التابع للمنطقة 3 في باماكو "شهدنا هذا العام، وخصوصاً خلال الأشهر الأخيرة، حالات لأشخاص عانوا من ارتفاع في درجة الحرارة وجفاف".

ويضيف "كنّا مضطرين لإدخالهم المستشفى، لكن لسوء الحظ، هناك نسبة وفيات مرتفعة جدا بسبب الحمى والجفاف، قد تصل إلى 50%".

ويعقّد انقطاع التيار الكهربائي عملية رعاية المرضى. وكان المركز الوطني لنقل الدم في باماكو قد طلب من المؤسسات الطبية في مطلع نيسان/ابريل "تعليق أي عمليات نقل دم غير ضرورية" بسبب "الانقطاع الكهربائي اليومي والمطول والذي يصل إلى أكثر 12 ساعة" يومياً.

ويرى العلماء أن موجة حر كالتي ضربت مالي وبوركينا فاسو ستحدث بمعدل 10 مرات أكثر مما تحصل في المناخ الراهن، في حال ارتفعت حرارة الأرض درجتين مئويتين إضافيتين، وهو ما يمكن أن يحدث بين عامي 2040 و2050 إذا لم يتم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة سريعاً، بحسب التقديرات.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي