ديلي تلغراف: الرد الإسرائيلي على إيران يرفع مستوى المواجهة الشاملة في الشرق الأوسط  

2024-04-19

 

ذكرت تقارير غير مؤكدة، أن مفاعل نطنز النوي، كان من بين الأهداف التي ضربتها الهجمة الإسرائيلية، ولكن وكالة أنباء إيرانية أكدت أن التقارير غير صحيحة (أ ف ب) قال مراسل صحيفة “ديلي تلغراف” في الولايات المتحدة، توني درايفر، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فعل غير ما حثته أمريكا والدول الغربية على تجنبه، فقد ضرب إيران انتقاما على الضربة الإيرانية لإسرائيل الأسبوع الماضي.

وقال إن الهجوم العسكري صباح الجمعة لم يكن مفاجئا للمراقبين الغربيين، ولكنه سيؤدي إلى قلق عظيم في واشنطن والعواصم الغربية حيث باتت منطقة الشرق الأوسط على حافة حرب واسعة. وبعد الهجوم الإيراني في 13 نيسان/ أبريل، والذي كان ردا على هجوم إسرائيلي ضد السفارة الإيرانية في دمشق، فقد كانت إسرائيل واضحة في أنها لن تترك الهجوم الإيراني بدون رد.

وفي ليلة الهجوم الإيراني، أخبر الرئيس الأمريكي جو بايدن نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تدعم أو تتورط في أي رد إسرائيلي على إيران. وقيل إنه أخبر نتنياهو بأن لديك فوزا فخذه، حيث ساعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، إسرائيل على رد الهجوم الإيراني وإسقاط معظم الصواريخ والمسيرات الإيرانية قبل أن تخترق المجال الجوي الإسرائيلي.

إلا أن النصيحة لم يتم الاستماع لها من حكومة نتنياهو المتطرفة، حيث حذر “الحمائم” في الحكومة من مخاطر حرب واسعة مع إيران. وبالنسبة لـ”الصقور” فهجوم بالصواريخ والمسيرات على التراب الإيراني بعد دعم طهران للجماعات الوكيلة لها، هو استفزاز  كبير في حد ذاته.

وقد فعل نتنياهو عكس ما طلب منه الرئيس بايدن وقادة مجموعة الدول السبع. واستفز قوة إقليمية لا يمكن التكهن بتصرفاتها وبقدرات نووية غير معروفة للرد. وعلى مدى عقود، خاضت إيران وإسرائيل حربا باردة، حيث لجأت كل منهما لدعم العدو القريب إلى حدودهما. ولكن أحداث الجمعة تجعل من الحرب الباردة ساخنة وتحولها إلى حقيقة.

وعلى خلاف النزاعات الأخرى في الشرق الأوسط، فالأحداث الأخيرة قد تجر إيران وإسرائيل نحو حرب مباشرة. وهناك مخاوف من التوتر الحالي في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة التي وجهت انتقادات لطريقة شن حكومة نتنياهو الحرب على غزة، واستعدادها لتجاهل نصائح واشنطن وعدم الرد على إيران.

وحتى الآن، ظلت قيمة العلاقة مع أمريكا بمثابة قيد على نتنياهو لعدم القيام بهجوم واسع ضد إيران وجماعاتها الوكيلة، وتبدو المخاطر على السلام في الشرق الأوسط أكبر مما كانت عليه في الماضي. وفي واشنطن وتل أبيب، يحبس المسؤولون أنفاسهم بانتظار الرد الإيراني المقبل.

وحتى ينجلي الغبار ويُعرف الضرر الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية، تظل المخاطر عالية من حرب واسعة. فبحسب المصادر المحلية الإيرانية، فقد سمعت أصوات انفجارات قرب مدينة أصفهان، فيما ينظر إليه كتصعيد كبير. وقال الحرس الثوري الإيراني، إنه صدّ مسيرات حول القاعدة الجوية في أصفهان.

وذكرت تقارير غير مؤكدة، أن مفاعل نطنز النوي، كان من بين الأهداف التي ضربتها الهجمة الإسرائيلية، ولكن وكالة أنباء إيرانية أكدت أن التقارير غير صحيحة.

وكان الأمريكيون على معرفة بالهجوم حيث يقوم المسؤولون في البيت الأبيض والبنتاغون بمتابعة الأمور، وقيل إن إسرائيل أخبرتهم بأن الهجوم سيتم خلال 24 أو 48 ساعة. ويقال إن استهداف إسرائيل قاعدة أصفهان الجوية في إيران، هو رد على استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب الدولة العبرية.

وفي الوقت الذي اعتبر فيه الإيرانيون ضرب قنصليتهم في دمشق بأنه انتهاك للسيادة الوطنية، ويجب الرد عليه. إلا أن ردهم كان محسوبا وحاولوا تقليل الأضرار، ولكنهم هددوا أيضا برد انتقامي أكبر لو ردت إسرائيل.

وقال جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت للأمن في الشرق الأوسط، إن أصفهان هي مركز منشآت نووية ومطار دولي، ويعتمد الرد الإيراني على ما حدث لأي منهما. وقال: “التصعيد المستقبلي يعتمد على الأهداف ومن المبكر معرفة ما حدث”، ومهما يكن، فالرسالة من إسرائيل بأننا “نستطيع ضرب منشأة نووية”.

ولو استمرت الهجمات بين إسرائيل وإيران وبكثافة، فالمخاطر ستكون كبيرة على الشرق الأوسط. فلدى إيران عدد من الجماعات في المنطقة، في لبنان والعراق وإيران وفلسطين. ورغم ما حصلت عليه إسرائيل من دعم أمريكي وغربي وعربي لرد الهجوم الإيراني، إلا أن أطرافا في “التحالف” قد تتردد في التورط بحرب واسعة.

ولدى إيران دعم واسع إلى جانب الجماعات الموالية لها في المنطقة، فقد تطورت علاقاتها العسكرية مع روسيا، خاصة في مجال الصواريخ والمسيرات. ولدى إيران علاقات وثيقة مع الصين. وفي الوقت الذي يرى فيه المراقبون أن العالم بات غير مستقر أكثر مما كان عليه قبل عشرة أعوام، إلا أنهم يختلفون بشأن اندلاع حرب عالمية ثالثة.

ويرى هيو لوفات، الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن “الأخبار المطمئنة هي أننا لا نتحرك نحو حرب عالمية ثالثة”، ذلك أن النزاعات يمكن احتواؤها ذاتيا وليست مرتبطة معا.

ولا يستبعد آخرون اندلاع نزاع واسع وسط التوتر بين الولايات المتحدة والغرب من جهة، وروسيا والصين وإيران من جهة أخرى. ومع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث، فهناك من يعتقد أن النزاعات قد ترتبط معا وتقود توتراتها إلى حرب واسعة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي