ما نعرفه عن أزمة المساعدات في غزة

ا ف ب - الأمة برس
2024-03-09

أشخاص يتجمعون حول شاحنة تحمل مساعدات إنسانية أفادت تقارير بأنها أصيبت في غارة جوية إسرائيلية على الطريق الساحلي الرئيسي في دير البلح وسط غزة في 3 آذار/مارس 2024 (ا ف ب)

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة 8-3-2024 أن ممرا بحريا سيقام لنقل المساعدات من قبرص إلى غزة، حيث يلوح شبح المجاعة بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس.

في ما يلي نظرة على العوامل المسببة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر.

كيف تصل المساعدات إلى غزة حاليا؟

تقول منظمات الإغاثة إن إسرائيل تسمح بدخول قسم محدود فقط من الإمدادات اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية في غزة منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر، عندما فرضت الدولة العبرية "حصارا كاملا" على القطاع الذي تحكمه حماس ردا على هجوم الحركة الذي أدى إلى نشوب الحرب.

وبدأ نقل المساعدات عبر معبر رفح على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر في 21 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن قصفت إسرائيل المعبر في الأيام الأولى للحرب.

كما تم فتح معبر كرم أبو سالم الواقع في جنوب شرق غزة في 17 كانون الأول/ديسمبر، ما سمح بإدخال شاحنات المساعدة من إسرائيل.

وتشترط السلطات الإسرائيلية تفتيش جميع الشحنات قبل السماح بدخولها إلى غزة.

حتى الأربعاء، سمحت إسرائيل لما مجموعه 14477 شاحنة بالمرور من كلا المعبرين منذ بداية الحرب، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

من جهتها، تقول إسرائيل إن 16093 شاحنة دخلت القطاع، أي بمعدل 105 شاحنات يوميا تقريبا، وهو مستوى أدنى بكثير من متوسط 500 شاحنة تجارية كانت تدخل غزة يوميا قبل بدء الحرب.

في مواجهة عجزها عن إيصال مساعدات كافية إلى غزة من طريق البر، لجأت بعض الدول وأبرزها الأردن والولايات المتحدة، إلى إنزال إمدادات إغاثية بالمظلات في القطاع. 

أدى الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل إلى مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية إلى مقتل ما لا يقل عن 30878 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

ما المسموح بإدخاله؟

تمثل المواد الغذائية بما في ذلك الدقيق والحليب والخبز والعدس والأرز 200 ألف من إجمالي 297 ألف طن من المساعدات التي تقول إسرائيل إنها دخلت غزة حتى الآن.

بالإضافة إلى ذلك، تقول إسرائيل إن 176 خزان وقود و326 خزانا لغاز الطهو دخلت القطاع، إلى جانب إمدادات طبية ومياه ومعدات لبناء الملاجئ وحفاضات وأدوات نظافة ومراتب وملابس.

لكن إسرائيل ترفض إدخال العديد من المواد الأساسية الأخرى، الأمر الذي تندد به المنظمات الإنسانية.

خلال حصارها غزة لسنوات قبل الحرب، فرضت إسرائيل قيودا على دخول ما تسميها "المواد ذات الاستخدام المزدوج" والتي تعتبر أنه يمكن استعمالها لأغراض عسكرية.

في هذا الصدد، قال المنسق اللوجستي لمنظمة أطباء بلا حدود الإنسانية في الأراضي الفلسطينية ألكسندر فور إن "كل ما يتعلق بتوليد الطاقة، مثل الألواح الشمسية والمولدات، يتم رفضه في شكل شبه دائم".

وقال مصدر إنساني آخر، طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية الموضوع، إنه "باستثناء بعض المعدات الطبية، من الصعب للغاية الحصول على الموافقة على السلع التي تحتوي على إلكترونيات".

وأضاف المصدر لوكالة فرانس برس أن عمليات التفتيش تبدو عشوائية في بعض الأحيان.

وتابع "نعلم أن بعض المنظمات تمكن من إدخال خيام والبعض الآخر لم يتمكن. ربما يرجع السبب إلى أن أحد أنواع الخيام مقبول والآخر لا، لكننا لا نعرف".

لماذا تتكدس الشاحنات على حدود غزة؟

تقول منظمات الإغاثة إن عمليات التفتيش المرهقة التي تجريها إسرائيل هي السبب الرئيسي لتفاقم النقص الحالي.

ولفت فور إلى أن "مئات" الشاحنات تنتظر في الجانب المصري من معبر رفح حتى يتم تفتيشها وإدخالها إلى غزة.

وأضاف أنه يتعين على المنظمات الإنسانية تقديم تفاصيل دقيقة عن مكونات الشحنات التي ترغب في إدخالها، لكن "لا قائمة محددة بالعناصر التي تتطلب تصريحا مسبقا".

وأكد فور أن إجراءات التفتيش "المكثفة" تشبه "الكثير من المكابح الصغيرة للعملية ما يخلق اختناقات على الحدود".

وأوضح أنه عندما يتم رفض منتج واحد، يتم إرجاع الشحنة بأكملها.

أين تذهب المساعدات في غزة؟

عندما تدخل الشحنات، يتم نقلها الى شاحنات فلسطينية لتوزيعها داخل القطاع.

لكن النقص الحاد دفع جزءا من السكان اليائسين إلى نهب بعض القوافل في شمال غزة الذي يشهد دمارا هائلا وجوعا، كما تقول طواقم الإغاثة.

ويتطلب الوصول إلى الشمال المرور عبر حاجز إسرائيلي في وادي غزة، وهو مفتوح فقط بشكل متقطع.

في هذا السياق، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل بـ"تجويع" سكان غزة، فيما قضت محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/يناير بأن على إسرائيل أن تتخذ "إجراءات فورية وفعالة" لتوفير المساعدات.

من جهتها، تلقي إسرائيل اللوم على الجانب الفلسطيني، قائلة إن "قدرة المنظمات الإنسانية داخل قطاع غزة على استيعاب المساعدات" هي التي تحدد حجم الإغاثة التي يسمح بدخولها.

هل يمكن للممر البحري أن يساعد؟

مع استمرار الحرب وإعلان المسؤولين في غزة عن مزيد من الوفيات جوعا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنها تأمل في فتح ممر بحري من ميناء لارنكا القبرصي إلى غزة الأحد - وهي مبادرة "رحبت بها" إسرائيل.

لكن منظمات الإغاثة ومسؤولي الأمم المتحدة يؤكدون أن تسهيل دخول الشاحنات سيكون أكثر فاعلية من إنزال المساعدات جوا أو إيصالها بحرا. 

ووردت الأخبار عن الممر في شرق البحر الأبيض المتوسط بعيد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن خططا لإنشاء "رصيف موقت" في غزة لاستقبال المساعدات.

وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن إن الخطة تعتمد على الممر البحري الذي اقترحته قبرص – أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى غزة.

من جهته، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن حجم المساعدات التي يمكن تسليمها بهذه الطريقة لن يؤدي إلى درء خطر المجاعة.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينارسيتش هذا الأسبوع "هناك حل بسيط للغاية، يمكن تنفيذه على الفور".

وأضاف في مؤتمر صحافي في القدس إن الحل هو "فتح المعابر البرية إلى غزة خصوصا من الشمال".

في هذا الصدد، قال مسؤول في البيت الأبيض للصحافيين الخميس إن واشنطن "تعمل مع الإسرائيليين لفتح معبر جديد مباشرة إلى شمال غزة".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي