استمرار المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزة قبل رمضان

أ ف ب-الامة برس
2024-03-05

أعلن المكتب الحكومي التابع لحركة حماس أنّ الجيش الإسرائيلي استهدف ليلا القدس المحتلة- تتواصل المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والوسطاء الدوليين الثلاثاء 5مارس2024، في القاهرة في غياب إسرائيل، على أمل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة قبل رمضان، بينما يتواصل القصف والمعارك على الأرض من دون هوادة بعد خمسة أشهر من بدء الحرب.

وبينما تهدّد الدولة العبرية منذ أسابيع بشنّ عملية برية في رفح (جنوب) التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق أخرى في القطاع المحاصر، تتواصل المعارك العنيفة في وسط مدينة خان يونس الجنوبية وفي محيط مدينة حمد السكنية وفي تل الهوى والزيتون في الشمال، وفق ما أفاد شهود.

وأعلن المكتب الحكومي التابع لحركة حماس أنّ الجيش الإسرائيلي استهدف ليلا "بعشرات الغارات منازل" في مناطق مختلفة من القطاع، ما "أسفر عن سقوط عشرات الشهداء، وتدمير أكثر من مئة منزل ومبنى في خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة".

وقال عبد الله العمور (24 عاماً) الذي يقول إنه نجا من غارة خلّفت 16 قتيلاً بينهم طفل حديث الولادة في خان يونس، إن الجيش الإسرائيلي قصف منزلا "مكوّنا من طابقين ودمّره بالكامل على ساكنيه من دون سابق إنذار وحوّله إلى دمار وغبار". وأضاف أنّ بين القتلى "عددا من النازحين"، مشيرا الى مقتل 16 شخصا "منهم ثلاثة أطفال بينهم رضيع".

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس عن وصول 97 شهيداً إلى المستشفيات خلال الليلة الماضية، "غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن" مضيفة أنّ "عشرات المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض".

- يوم ثالث من المحادثات -

على المستوى الدبلوماسي، من المقرّر أن تستمر المحادثات الجارية في القاهرة الثلاثاء، حسبما أفاد مسؤول مصري قناة "القاهرة" الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية في وقت متأخر الاثنين.

وكان المسؤول أشار  الى أن "هناك تقدّما مهما في المفاوضات" التي تدخل يومها الثالث من دون ممثلين عن الجانب الإسرائيلي.

ووفقاً لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، رفضت الحكومة الإسرائيلية إرسال وفدا إلى القاهرة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل لم تحصل على قائمة بأسماء الرهائن الأحياء المحتجزين لدى حماس.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر بهجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء الهجوم، وفق إسرائيل التي تقدّر أن 130 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 31 قد قتلوا.

وتعهّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس بعد الهجوم، وبدأت قصفا مدمرا على قطاع غزة أتبع بعمليات برية ما تسبّب بمقتل 30631 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.

وقال عضو القيادة السياسية لحماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس من القاهرة الاثنين إن الحركة "لا تعرف من هو حي (...) ومن هو ميت" من الرهائن الموجودين في قطاع غزة.

واتهم نعيم الثلاثاء نتانياهو بـ"خلق أسباب لتعطيل مفاوضات القاهرة وإفشالها لأغراض شخصية". وأكد أنّ "الإدارة الأميركية تملك القرار لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والكرة في ملعبها إن أرادت وقف الحرب وإيقاف تداعياتها في المنطقة قبل حلول شهر رمضان" الذي يفترض أن يبدأ في 10 أو 11 آذار/مارس.

ويسعى الوسطاء القطريون والمصريون والأميركيون إلى انتزاع تنازلات من الجانبين بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة يشمل إطلاق سراح رهائن ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال مزيد من المساعدات الى القطاع الذي يعاني سكانه من الجوع ومن نقص فادح في المواد الغذائية.

وحذّرت الأمم المتحدة من أنّ المجاعة تهدّد 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون هو عدد سكان القطاع، بمجاعة "شبه حتمية"، بينما لا تدخل المساعدات إلّا بشكل ضئيل جدا مقارنة بالاحتياجات الهائلة.

وأعربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس عن "قلق بالغ" إزاء الوضع الذي يواجهه المدنيون في غزة، خلال محادثات أجرتها الإثنين في البيت الأبيض مع عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، الخصم الرئيسي لبنيامين نتانياهو.

ودعت حماس "إلى القبول بالشروط المطروحة على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن والتي من شأنها أن تؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدّة ستة أسابيع وتسمح بزيادة المساعدات الإنسانية".

وتطالب حماس بأن تسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة، في حين يصرّ نتانياهو على مواصلة الحرب حتى تدمير حماس.

- "درب جلجلة" للمعتقلين -

ويتأثر الوضع الكارثي سلبا بالتوترات القائمة بين وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإسرائيل التي تطالب بتفكيك الوكالة، متهمة إياها بتوظيف "أكثر من 450 إرهابياً" ينتمون إلى فصائل مسلحة بينها حركة حماس.

ودافع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن عمل منظمته الاثنين، مؤكدا أن إسرائيل لم تقدّم أي دليل يثبت اتهاماتها.

وحذّر لازاريني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي الى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" و"زرع بذور" نزاعات مقبلة.

وتؤدي الأونروا دوراً محورياً في عمليات الإغاثة في قطاع غزة. واتهمت إسرائيل موظفين في الوكالة بالتورط في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما دفع عددا من الدول الى تعليق تمويلها للأونروا.

وتحدّث لازاريني عن تعرّض موظفين في الأونروا للاعتقال والتعذيب لدى إسرائيل.

وقال "رأيناهم يعودون من الاعتقال، بعد أسابيع أو أشهر. وكان معظمهم مصابين بصدمة نفسية تامّة بسبب درب الجلجلة التي مرّوا فيها".

وأضاف "هناك نطاق واسع من سوء المعاملة"،  مشيراً إلى أنّه "يتم إذلال الناس بشكل منهجي، ويتم تصوير الأشخاص عراة، ويتعرّضون للإيذاء اللفظي والنفسي، والتهديد بالصعق بالكهرباء"، أو حتى "الحرمان من النوم، واستخدام الضوضاء الشديدة لمنع النوم"، و"استخدام الكلاب للترهيب".

- عنف جنسي خلال هجوم حماس -

وأورد تقرير للأمم المتحدة صدر الاثنين أن ثمة "أسباباً وجيهة للاعتقاد" أن أعمال عنف جنسي، بينها عمليات اغتصاب، ارتكبت خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الاول/أكتوبر، من دون تحديد عددها.

وقال التقرير "في معظم هذه الحوادث، تعرّضت النساء الضحايا للاغتصاب أولا ومن بعدها قُتلن، وهناك حادثتان على الأقل حصل فيهما اغتصاب جثتي امرأتين".

وقبل نشر التقرير، استدعت إسرائيل الإثنين سفيرها لدى الأمم المتحدة للتشاور على خلفية ما قالت إنه محاولة من المنظمة للتغطية على ارتكاب مقاتلي حماس انتهاكات جنسية أثناء هجوم تشرين الأول/أكتوبر.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "أُنجز التقرير في شكل دقيق وبعناية"، مضيفا "في أي حال من الأحوال، لم يقم الأمين العام بأي خطوة لطمس هذا التقرير".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي