العراق يندد ب"تصعيد" بعد ضربات أميركية استهدفت فصائل موالية لإيران

ا ف ب - الأمة برس
2024-01-24

صورة من تشييع مقاتلين في بغداد في 4 كانون الأول ديسمبر قضوا بضربة أميركية في شمال العراق (ا ف ب)

بغداد - شنت الولايات المتحدة فجر الأربعاء 24-1-2024 ضربات جديدة في العراق ضد مواقع تسيطر عليها جماعات مسلحة موالية لإيران أسفرت عن قتيلين فيما اعتبرت بغداد انها "تؤدي الى تصعيد غير مسؤول".

جاءت الضربات بعد أيام على استهداف القوات الأميركية في غرب العراق بصواريخ بالستية في هجوم نسبه البنتاغون الى فصائل مدعومة من قبل طهران.

وبحسب مصادر عراقية، استهدفت الضربات كتائب حزب الله، وهو فصيل تابع سابقا لقوات الحشد الشعبي، في منطقة جرف الصخر الواقعة على بعد حوالى ستين كيلومترا جنوب بغداد، وكذلك في منطقة القائم على الحدود مع سوريا.

وأفاد بيان صادر عن الحشد الشعبي بمقتل شخص وإصابة آخرين جراء القصف ضد القائم بعدما اشار مسؤول في وزارة الداخلية العراقية لوكالة فرانس برس الى مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين.

وتأتي الضربات الأميركية مع استمرار التوتر جراء تداعيات الحرب في غزة بين إسرائيل، حليفة واشنطن، وحركة حماس الفلسطينية المدعومة من إيران.

وحذر اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية من أن "هذا الفعل المرفوض، يقوّض سنوات من التعاون".

واعتبر ان ذلك "يؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزّة".

ضربات "ضرورية"

من جانبه، اعتبر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن الضربات الأميركية الأخيرة "لا تساعد على التهدئة" منددا ب "اعتداء صارخ للسيادة العراقية".

وقال "على الجانب الأميركي الضغط لإيقاف استمرار العدوان على غزة بدلاً من استهداف وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية".

أعلنت الولايات المتحدة سريعا مسؤوليتها عن الضربات. وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان أنّ القوات الأميركية استهدفت منشآت في العراق تستخدمها فصائل مسلّحة مدعومة من إيران، وذلك ردّاً على هجمات استهدفت عسكريين أميركيين في كلّ من العراق وسوريا.

وقال "لا نريد تصعيد الصراع في المنطقة"، محذرا من أن واشنطن "مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية لحماية" الأفراد الأميركيين.

وأضاف الوزير الأميركي أن هذه الضربات هي "رد مباشر" على سلسلة من الهجمات التي نفذتها "ميليشيات ترعاها إيران" ضد الجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي المناهض للجهاديين في العراق وسوريا.

من جانبها، أشارت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) إلى أن التفجيرات استهدفت مواقع ومستودعات تستخدمها كتائب حزب الله وكذلك قواعد تدريب تستخدم لإطلاق "الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة".

وتعرّضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، وفقاً للبنتاغون.

وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" وهي شبكة من الفصائل المسلحة الموالية لايران، مسؤوليتها عن تلك الهجمات.

وتم استهداف كتائب حزب الله التي تصنفها واشنطن "ارهابية" وتستهدفها بعقوبات، بضربات متكررة خلال الأسابيع الأخيرة.

وتشير هذه المجموعة علنا الى مشاركتها ودعمها  "المقاومة الإسلامية" العراقية المعادية للتواجد العسكري الأميركي في العراق وإسرائيل.

الأمن والاستقرار

مساء الثلاثاء تعرضت قاعدة عين الأسد في غرب العراق، الى هجوم ب"طائرات مسيرة" استهدف قوات التحالف الدولي المتمركزة في القاعدة ما أدى إلى "إصابات وأضرار"، وفقا مسؤول عسكري أميركي.

وكانت هذه القاعدة استهدفت بصواريخ بالستية السبت أيضا.

بدورها، نفذت واشنطن عدة ضربات خلال الأسابيع الأخيرة ضد الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق، رداً على الهجمات ضد جنودها في العراق.

ويدفع التوتر، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي وصل للسلطة بدعم ائتلاف من أحزاب شيعية موالية لإيران، للتحرك بتوزان دقيق في ظل مساعيه للحفاظ على العلاقات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن.

وكرر السوداني مرات عدة، دعوته إلى انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق معتبرا أن إنهاء مهمة هذه القوات الأجنبية يشكل "ضرورة لأمن واستقرار" بلاده.

وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 آخرين في سوريا، وذلك في إطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلاميّة ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي