مسسلسلات الأزياء موضة على منصات البث التدفقي

ا ف ب - الأمة برس
2024-01-20

صورة التقطت في 31 أيارمايو 2022 لعدد من الفساتين ضمن معرض ديور، بالنسياغا ملكا الأزياء الراقية وإرثهما في فاشن إنستيتيوت أوف تكنولوجي بنيويورك (ا ف ب)

تبدأ منصات البث التدفقي توفير تشكيلة من الأعمال التي تتناول عالم الأزياء، وأول الغيث المسلسل الإسباني "بالنسياغا" (Balenciaga) الذي ينطلق الجمعة على "ديزني+"، والمسلسل الأميركي "ذي نيولوك" (The New Look) المخصص لكريستيان ديور، ابتداءً من 14 شباط/فبراير على "آبل تي في".

وتعلن "ديزني +" أيضاً قريباً عن توفير مسلسل بعنوان "ذي كايزر" (The Kaiser) عن كارل لاغرفيلد، وصل إنتاجه إلى المراحل النهائية. وسيكون المصمم الألماني الراحل أيضاً محور وثائقي من أربع حلقات على قناة "كانال +"، من إخراج غيّوم بيريز وآن سولين دوغيه.

في "بالنسياغا" (ست حلقات) و"ذي نيولوك" (عشر حلقات)، تتواجه رؤيتان في حقبة غيّرت وجه أوروبا، واحدة تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، والثانية إلى ما بعدها.

كانت باريس في ذلك الزمن مركز ثقل للعالم الثقافي، وخصوصاً في مجال الموضة، وكانت تستقطب عروض جيل كامل من مصممي الأزياء الذين أبهروا وفرضوا أسلوبهم، على غرار كوكو شانيل وجانَ لانفان وإلسا سكياباريللي... والإسباني كريستوبال بالنسياغا، الذي انتقل من سان سيباستيان، في إقليم الباسك، إلى العاصمة الفرنسية، وفيها أقام أول عرض أزياء له عام 1937.

وكان بالنسياغا، وهو نجل صيّاد سمك وخيّاطة، اكتسب أصلاً شهرة في إسبانيا، حيث خاط وهو بعد في الثانية عشرة فستاناً لماركيزة دي كاسا توريس. وبعد عقود، في عام 1960، تولى تصميم فستان زفاف حفيدتها، ملكة بلجيكا فابيولا.

وقالت كوكو شانيل يوماًً عن بالنسياغا الذي كان منافسها لكنّ إعجاباً متبادلاً كان قائماً بينهما: "كريستوبال كان الخيّاط الحقيقي الوحيد بيننا جميعاً، أما الآخرون فمجرّد مصممين". 

ولم يشتهر بالنسياغا (1895-1972) فقط ببراعته في التفنن بالإبرة، بل عُرف كذلك عن أسطورة الهوت كوتور حرصه على هالة من السرية كانت تحوطه، إذ ما مِن صوَر له تقريباً، وكان يرفض أن يحيّي الجمهور بعد عروضه، فضلاً إن المقابلات الصحافية التي أجريت معه نادرة جداً.

ويتولى الممثل الإسباني ألبرتو دي خوان تجسيد شخصية بالنسياغا المهووس بعمله، والساعي لإخفاء مثليته الجنسية، والذي بقي تموضعه خلال فترة الاحتلال الألماني غامضاً.

متى كوكو شانيل؟

فالنازيون أغلقوا مشغله ثلاثة أشهر، وكان المبرر الرسمي لهذا لإجراء "التحريض على التمرد من خلال قبعات استفزازية". لكنّ السبب في الواقع، كان تردُّدُه إلى إسبانيا لشراء أقمشة، من دون التصريح عنها، لتأمين استمرارية أعماله. ومع ذلك، لم يتردد في تلبيس زوجات كبار المسؤولين الألمان وعشيقاتهم.

وبعد الحرب، كسر بالنسياغا قواعد اللباس السائدة من خلال الياقات العريضة جداً والأكمام المقطوعة وقطع الخمسينات الجريئة، مثل مجموعة "تصاميم البرميل" التي شكلت اختباراً للملابس الفضفاضة.

أما كريستيان ديور (1905-1957) الذي يتمحور عليه مسلسل "آبل تي في" فاثار ضجة كبيرة عام 1947 من خلال "المظهر الجديد" ("نيو لوك") الذي كان بمثابة تجديد في عالم الأزياء بعد الحرب. ورافق ديور الشاب صعود مفهوم الملابس الجاهزة الذي بدأ يسود اعتباراً من الستينات. 

ولا يكتفي هذا الإنتاج الأميركي الذي تجري حواراته بالإنكليزية بتناول شخصية المصمم (الذي يؤدي دوره الممثل الأسترالي بن مندلسون) بل كذلك مصير أخته كاثرين (تؤدي دورها مايسي ويليامز)، التي شاركت في مقاومة النازيين وأوِدعت معسكر اعتقال.

وتتولى تجسيد شخصية كوكو شانيل الممثلة جولييت بينوش، فيما أسندت لورد إغليسياس، مخرجة "بالنسياغا"، دور كوكو شانيل إلى فرنسية أخرى هي أنوك غرينبرغ. 

واشتُبه بتعاون غابرييل شانيل (1883-1971) مع الألمان مع اقتراب تحرير فرنسا، ونشأت علاقة عاطفية بينها وبين بارون ألماني، لكنها حاولت أيضاً التفاوض مع رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل على اتفاق سلام بين ألمانيا وبريطانيا.

ولاحظت لورد إغليسياس أن شانيل "من الشخصية الأكثر إبهاراً، مع أنها تتحدث صباحاً ومساءً عن الرجال!"، ورأت أن حياة كوكو شانيل تستحق "مسلسلاً خاصاً عنها".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي